إنها مصر ... فأين تذهبون ...!!

تذهلهم وترهبهم .... كلما مال ظنهم أن الطريق بها قد شارف على نهايته وأن أملهم الحثيث قد انتهى بموتها إلى غايته ...!!
تفاجئهم بانتفاضة وعيها وجسارة مبادئها وأن القبضات التي سددوها لم تكن إلا خيال من وهم في جسد صلب عصي على الموت وفي وعي يقظ يأبى الانقياد والخضوع ...!
أفقروها بتدوير المؤامرات حولها ... وزحمة الحروب التي تحيط بها ... وتمدد جبهات العدوان التي ترصدها بعدما انكمشت اياديهم إلى جيوبهم وامتدت عيونهم ترصد مآزقها ....
فإذا بها وسط الضباب تظهر قبابها ... وتبين للمتأملين متانة أسوارها وأنها وطن لا يُشترى ببئر نفط ... وتاريخ لا يساوم على مستقبل المنطقة وإن حُملت إليها وسط الحاجه أكوام من العطايا أو اللوم ...!!
لم يهدأوا عبروا طابور سلفي في الداخل انخدع بقراءتهم وتاه في فقه صحاريهم ومسته لعنه مذاهبهم وخطفته فتاوي القتل والإرهاب والدمار فذهب يبشر بفكر طائفي لعله يشق جبهتها الداخلية وينال من صلابه قلبها فيسهل لهم التعامل الرديء من أسوارها لعلها تنفذ من خلالها مخططاتهم ..!
فإذا بها تنفى خبثهم .. وتقف بمؤسساتها التي تمثل العالم الإسلامي فوق منصة جروزني لتقرر للعالم مستقبل التدين السني الذى يطرد زبانيه الإرهاب ورعاته ويرفع لافته ترج المشهد بجملته فيُخِرج من بين الصفوف سدنة الإرهاب المتدثرين زورا بين الجماهير يزعمون تمثيل دينها وقد خطفوا سلامه فحولوه جمرا ونهاره فصيروه ليلا ..!!
منعوا عنها عطاء أعلنوه ... وأمسكوا عنها وعدا بذلوه لعلها تبذل في مساعيهم لسانها .. وتبيع في مودتهم مواقفها ... ولكنها أبت وهي التي تصنع التاريخ والتاريخ يدور حولها ...!
وقفت في مجلس الأمن لتقول للعالم نحن مع سوريا ...
نحن طرف في السلام ولسنا طرف في الحرب ..
نحن طرف مع الاستقرار والأمن مع الدولة السورية وبقاء مؤسساتها ولسنا طرف مع حملة الدانات وداعمي أصحاب اللحي والرايات ..!!
ولذلك لم يكن هدف مصر أن تصوت مع روسيا فتكسب ود سوريا الغالية وحلفائها ... ولم يكن هدفها أيضا أن تصوت بجوار القرار الفرنسي فتأخذ نصيبها من عطايا آبار النفط وأرزائها ...!!
كان هدفها أن تكون مع وقف المجازر التي يمارسها الإرهاب في مواجهة الدولة والأرض والشعب والتاريخ في القطر الشمالي وبمواجهة الجيش الأول الذى يعيش حوله نَفَس كل مصري ..!
كان هدفها أن تبقى سوريا آمنه وتكف يد الإرهاب المتعدد الجنسيات عن إسالة الدماء فأيدت القرار الفرنسي حين عمل على إيقاف الأعمال القتالية بتفاصيل مختلفة عن القرار الروسي الذى عمل أيضا على إيقاف الأعمال القتالية ...!
حينها ظن أصحاب الخربشات أن ثمة تناقض يلامس الموقف المصري ... دون تعمق في سطور يستهدي بها هدفها الذى يؤيد وقف الأعمال القتالية التي يمارسها الإرهاب وما يستدعيه من رد وقد ورد في كل من القرارين الروسي والفرنسي على حد سواء ...!
لقد وقفت مصر لتعبر عن موقفها بعيدا عن الابتزاز والإملاء ... ولتقول للعالم من حولها ... أن الأزمة الاقتصادية لن تلفت إرادتها .. وأن الاشتباك الإقليمي لن يحتل وجهتها .. وستظل البلد الكبير العظيم المعبر بحريه عن التوجه الذى يحفظ للسلام والأمن الدوليين بقاءهم وفاعلياتهم رغم السمسرة والمتاجرة واسهاب المتربصين .!
لرعاة الإرهاب وسدنته أن يفهموا أن مصر وطنا وشعبا وموقفا لن تكون يوما للبيع فمخزون التاريخ يرمم ضعفا طارئا .. ومخزون الطاقة الإيجابية المسكونة في هذه الأرض سيبقى رافدا ودافعا ومانعا للركوع أو الخضوع .. هذه مصر يا ساده فأين تذهبون ...؟