قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ومات الأحياء وعاش الشهداء

×

لم يكن يوما كسابق أيام عمرهم التى لا تتخطى العشرين إلا بقليل، فى صبيحة هذا اليوم وبعد أن تناولوا فطورهم، وتلقوا أوامر تحركهم فى تلك البقعة الغالية من أرض المحروسة اقتنص كل منهم وقت ليس بالقصير من عمر الزمن ليتحدثوا ويكتبوا ويختلوا بأحبابهم فى واقعهم وخيالهم وكأنهم يعلمون أنه آخر يوم لهم فى الحياة.

بعضهم من تحدث لزوجة وأفرد لها خياله وواقعه عن غد جميل سيقضيه معها ومع ابنائه وكيف أنه سيعوضهم عن بعده فى سيناء دفاعا وحماية لوطن يتآمر عليها ابناؤه اكثر من الغرباء؛ ومنهم من بث شوقه وحنينه لعروس المستقبل وبأنه يحصى الساعات الباقية ليجمعه بها بيتا ومستقبلا يبنياه سويا.

واكثرهم بكى لأمه من لوعة الشوق ولكنه طمأنها بأنه أسد مغوار لايخشى إلا الله وانه يفدى وطنه بعمره ؛ وكلهم أجمعوا على أمر واحد وهو حبهم لوطنهم وتضحيتهم بكل ماهو غالى ونفيس من اجله؛ وتركوا متاع الدنيا ومضوا ينفذون ما طلب منهم وهم على قناعة بنول إحدى الحسنيين، وقد كان لهم ماتمنوا وزفوا إلى الجنة، وقتلتهم يد الخسة والندالة.

ذهبوا إلى من سبقوهم لتتزين بهم جنة الخلد ولتتلوث ايادى قاتليهم النجسة بمزيد من عمليات الخسة والوضاعة ؛قتلوهم بدم بارد ولم يسألوهم بأى ذنب قتلوا؟ان كان كل من يدافع عن وطنه مذنب ووجب قتله فكلنا مذنبون فى حب الوطن.

إن كان من يذهب إلى الصحراء ويتحمل قسوة العيش من أجل بلاده فكلنا نتمنى أن نحظى بهذه المنزلة، إن كان شبابنا لايهابون مواجهة أهل الخسة والعار فى حين أن المرفيون ينهشون فى لحم الوطن باسم الديمقراطية والكلمة الحرة؛ فلنزف شهداءنا إلى الجنة؛ ولنترك اهل النفاق فى غيهم يعمهون.

إذا كان شبابنا الأبرار ضحوا بأرواحهم من أجل وطن عزيز فى حين آخرين كل همهم متاع الدنيا وزينتها؛ فلنزغرد لاهل الجنة ونبصق فى وجه أهل النفاق..ان كان وكان ..لابد ان تسقط دموع من اعيننا فلنلوم من يفتحون الانفاق وكل مرة تسقط فى أعقابها أرواح.

إن كان وأصبح وأمسى فلابد أن نهمس فى أذن مسؤلينا.. لايكون كل مرة ردكم بغارة تقتلون فيها إرهابيين فلماذا لم تقتلوهم قبل أن يخطفوا من بيننا ابرياء وطنيين..ان كان ولعل وامسى وكل المعانى.

لماذا لا تؤمن أماكن مجندينا ونتعلم من مرات كثيرات قتل فيها زهر الدنيا واقتلع قلعا بنفس الأيادى الشيطانية.. إن كان وكنا وكنتم تعرفون وتعلمون أماكن الجبناء الافاقين فلما تتركوهم حتى يعيثوا فى الارض فسادا ثم بعدها تنتشروا وتقولوا قتلنا أولاد الضالين وتطالبونا بأن نقول آمين..لماذا تزداد جراح وطن وتنتقى زهوره ونحن لانملك إلا البكاء ومسح دمع العين.. لماذا ياربى كتب علينا نحن المصريين أن نستمع ونرى الأفاقين وندفن كل يوم البارين الصامدين!!