ملحمة الجيش المصري

لا يزال الجيش المصري يواصل المعارك الضارية في سيناء مقدمًا المزيد من الشهداء في حربه المفتوحة مع الجماعات الإرهابية التي بايعت تنظيم الدماء والفتاوي السوداء داعش، وفي الوقت نفسه يواصل الجيش حربه الداخلية ضد الجماعات الإرهابية وتأمين الحماية الاجتماعية والاقتصادية والأمنية للمجتمع المصري.

ووضع الجيش المصري الحالي وضع يعتبر من أصعب الأوضاع التي من الممكن ان يتعرض لها أي جيش في العالم، وكثير من الجيوش سقطت وتفككت في أوضاع مشابهة، إلا أن كل الإشارات والدلائل تشير وتؤكد ثبات الجيش المصري ونجاحه التام في مواجهة لما تتعرض له مصر سياسيًا واقتصاديًا وأمنياتي.

علما بأن معارك سيناء كان من الممكن ان تنتهي منذ اشهر لولا الحرص التام من القيادات الأمنية على تجنيب المدنيين أي أذى من الممكن ان يتعرضوا له أو حتى افراغ بعض المناطق لتسهيل العمليات العسكرية، مع الاشارة الى ان الارهابيين يستغلون هذه النقطة للاختباء بين المدنيين هربا من الملاحقات مما أطال الفترة الزمنية المقدرة للمعركة. علما بأنه ومنذ فترة تحركت عشائر المنطقة لصد المد الارهابي من خلال مواجهات مباشرة وتبليغ القوى الأمنية عن أي تحرك أو تجمع مشبوه.

أما المعركة الثانية التي يخوضها الجيش المصري، فهي المعركة الاقتصادية، والتي يتصدى خلالها لحرب شعواء يقوم بها طرفان، الأول هو ما تقوم به جماعة الإخوان المسلمين الارهابية بهدف إثارة الداخل المصري من خلال رفع الدولار الأمريكي ومعه مجموعة كبيرة من المنتجات، الثاني شجّع التجار الذين استغلوا ارتفاع الدولار لرفع المواد الاستهلاكية الأساسية بدلا من تدعيم العمق المصري في حربه على الارهاب، مما دفع الجيش المصري لطرح كميات كبيرة من المواد الأساسية بأسعار مدعمة للحفاظ على الحد الأدنى من العيش الكريم للمواطن المصري.

وللأسف فإن أعمال الجيش جعلها بعض الموتورين مادة دسمة للسخرية في محاولة لتأليب الرأي العام ضد الجيش بحجة رفض هيمنته داخليًا وكأنه جيش احتلال وبمواجهته واجب وطني، دون الالتفات إلى جوهر ودوافع هذا التدخل الذي يعجز عنه الكثير من جيوش العالم.

في النهاية لا بد من القول ان مصر حافظت على كيانها الحالي بسبب العقيدة التي يتمتع بها عناصر وضباط الجيش المصري ألا وهي "مصر أولاً"....

حمى الله مصر والمصريين...

وللحديث تتمة...