الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معمول لك عمل!


بعض القنوات الفضائية تعرض الفاصل الإعلاني التالي: "الشيخ الوحيد الصادق في عالم الروحانيات، يشفي من كل أنواع السحر، ويرد المطلقة في ست ساعات، وجلب الحبيب بسرعة وبصدق"، ويقول الشيخ لأحد مريديه: "معمول لك عمل مربوط ومش أي حد يعرف يفكه"، بهذه الكلمات تبدأ الرحلة مع الدجل والشعوذة.

هذا الكلام يذكرنا بالحاوي وهو يدخل أرنبًا في القبعة ويخرج منها حمامة فنقول إنه ساحر، لأننا لا نفهم كيف تحول الأرنب لحمامة، بينما العرض بالنسبة للحاوي ليس سحرًا؛ لأنه يعرف سر الخدعة التي حولت الأرنب لحمامة.

والدجال يجذب الناس لزيارته باعتباره قادرًا على علاج تأخر سن الزواج، وعدم الإنجاب، وفك السحر والأعمال، وقد أصبح للدجل برامج تلفزيونية تدعمه.

وقد أظهرت دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن المصريين ينفقون حوالي 10 مليارات جنيه سنويًا على الدجل، وأن عدد الدجالين حوالي 300 ألف، أي يوجد دجال لكل 300 مواطن، مع ملاحظة أنه يوجد طبيب واحد لعلاج كل 800 مواطن.

وينتشر الدجل بسبب الجهل وإحساس الناس بالعجز في مواجهة قهر الأسرة والمجتمع والدولة، فالإنسان المقهور يبحث عن توازنه النفسي من خلال الخرافة التي ستنقذه من ضعفه وقلة حيلته بقوى الجن والعفاريت.

والسؤال هل يمكن أن يتغير فكر الناس؟، ويدركون أن صرف الأموال على العفاريت لن يفيد، وهل سيتخلصون من تأثرهم بالسحر؟، ويدركون أن الساحر يقوم بألعاب خفة اليد والتأثير على الناس بخداع الحواس.

قد يحدث ذلك، وقد لا يحدث، ويبقى أن يتذكر كل من يتعلم السحر أنه يكفر، قال تعالى: (..وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ..) البقرة 102، وأن يتذكر كل من يذهب للساحر قوله تعالى: (وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) طه 69.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط