قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أشباح الخلافة

×

سبق أن كتبت وكتب كثيرون عن أشبال الخلافة، وهم مجموعات من الفتيان الصغار الذين قام تنظيم داعش باستقطابهم وتحويلهم إلى آلات للقتل بعد فترات تدريبية جرت في معسكرات التنظيم المنتشرة في سوريا والعراق، إلا أن قلة تتطرق إلى أشباح الخلافة، وهم أشد خطرًا من أشبال الخلافة وحتى أشد خطرا من عناصر التنظيم أنفسهم.

أشباح الخلافة هم مؤيدو التنظيم المنتشرون حول العالم، والذين تم تجنيدهم من خلال اللجان الإلكترونية المختصة بالتجنيد، والذين تتراوح مهامهم بين القدوم إلى سوريا والعراق، أي أرض الخلافة المزعومة، أو البقاء في بلدانهم ليتحولوا إلى ذئاب منفردة، أو القيام بعمليات أمنية لصالح التنظيم، علما أن هذا النوع من الأشباح يضم أيضا مئات الشبان الذين يرسلون للتنظيم الكثير من المعلومات والصور بشكل تطوعي لإيمانهم بالتنظيم وخلافته.

أشباح الخلافة يرسلون آلاف التقارير والصور إلى دوائر المخابرات لدى التنظيم، وهم غالبا من المؤيدين لبعض الجماعات المتأسلمة المنتشرة حول العالم كالتيارات السلفية وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، ومن الصعب جدا ملاحقة هؤلاء بسبب الأعداد غير المعروفة التي تمارس هذا العمل، بالإضافة إلى السرية التي يعملون بها، مع العلم أن عمل الأشباح لا يقتصر على الأداء الأمنى - الاستخباراتي، بل يتضمن أيضًا الترويج الإعلامي، من خلال نشر أخبار التنظيم، خصوصا تلك المتعلقة على سبيل المثال بالحرب الدائرة في سيناء أو القتال ضد المكون الكردي في سوريا، بالإضافة إلى عمليات الإعدام التي يقوم بها التنظيم والتي تفوق بها على أعتى المجرمين بإجرامها ودمويتها.

هؤلاء الأشباح وعلى الرغم من الدور الذي يقومون به والذي قد يراه البعض ثانويا وغير مهما، إلا أنه من أقذر الأعمال التي يمارسها عناصر التنظيم ومؤيدوه، فأي معلومة أو صورة تصل إلى التنظيم سينتج عنها تسهيل مهمة انتحاري ما لتفجير نفسه بأي فريق أمني أو مجموعة من المدنيين، خصوصا المناطق التي قد لا يستطيع التنظيم إرسال عناصره لمراقبتها بشكل دقيق، وتساهم التكنولوجيا وللأسف وانتشار وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي في تسهيل هذه الجريمة التي يجب التعامل معها كجرم إرهابي لا يختلف عن الإرهابي الذي يقتل المدنيين بزراعة الألغام أو العبوات الناسفة.

أما المروجون للتنظيم وأخباره ومحاولة تصوير أعماله بطريقة إيجابية، فهؤلاء يشاركون بعمليات التجنيد من خلال تسهيل الطريق أمام لجان التجنيد، بالإضافة إلى أن عملهم هذا يساهم بتقبل الرأي العام في بعض المجتمعات للتنظيم وتعاليمه وتشريعاته، علما أن المطلوب هو خلق مناخ مضاد للتنظيم وتوعية المجتمعات لحقيقة التنظيم وجرائمه وكذب ادعاءاته وتفسيراته الدينية المزورة.

فما حصل منذ أيام بعد التفجير الإرهابي في منطقة الحسكة السورية من تهليل للجريمة من قبل البعض على الرغم من تبني داعش للعملية، يطرح علامات استفهام كثيرة حول شعبية التنظيم فعليا لدى البعض، كما أن موجة الانتقاد المدروسة والمخططة والتي ترافق أي توقيف أمني في مصر لأي متعاطف مع داعش تطرح هي الأخرى تساؤلات كثيرة، فغالبية المروجين في مصر على سبيل المثال إما أعضاء في جماعة الإخوان الإرهابية أو مؤيدين لها، وبالتالي فإن اللجوء إلى دعم التنظيم الإرهابي يكشف الارتباط بين التنظيمين أو على الأقل انتظار الإخوان لأعمال داعش كوسيلة لزعزعة المجتمع المصري، ما يفتح الأبواب أمام أنواع كثيرة من التعاون.

وللأسف فإن أي توقيف أمني لأي من الأشباح يعتبره كثيرون تعديا على الحرية الشخصية أو تدخل بالآراء الخاصة ومصادرة لحرية التعبير، مع اعتبار التوقيف الأمنى توقيفا تعسفيا، متناسين الخطر الكامن وراء هذا الشبح، وخطورة العمل الذي يقوم به.

المطلوب هو يد من حديد تضرب الشارع، وهذا الأمر لا يتقتصر على بلد عربي دون آخر بل يشمل جميع دول المنطقة العربية، إذ إن غالبية الدول الأوروبية تفعل قوانين الإرهاب بشكل جاد ومن بينها الجرائم الإلكترونية وتلقى جرائم دعم التنظيم إعلاميا الكثير من الاهتمام على عكس منطقتنا.

كفانا الله شر أشباح الخلافة وأشبالها..

وللحديث تتمة..