تبدأ اليوم فعاليات ورشة العمل، التي ينظمها معهد الأهرام الإقليمي بالتعاون مع المجلس العربي للطفولة والتنمية، والتي تنتهي غدا بإطلاق وثيقة المبادئ المهنية للتعامل الإعلامي مع الأطفال وقضايا الطفولة، التي أعدها المجلس بمشاركة عدد كبير من الخبراء في مجال الإعلام.
وثيقة (حقوق الطفل) تعد الأولى من نوعها في العالم العربي وتهدف لإرساء مبادئ مهنية لتعامل وسائل الإعلام مع قضايا الطفل، والتي تشهد انتهاكات كبيرة بسبب عدم الوعي وخلط المفاهيم.
وعلى سبيل المثال في شهر رمضان الماضي، شهد الطفل ممارسات سيئة وانتهاكات لحقوقه وآدميته، حيث تم استغلال الطفل بشكل سيء في معظم الإعلانات الدعائية، والتي في النهاية تذهب بالطفل إلى منعطفات سلبية وخطيرة في حياته الشخصية.
هذا بالإضافة إلى أنه يتم استغلال الأطفال في الأعمال السينمائية كالأفلام، بشكل فج وينتهك حرمته ولا يراعى حقوق الطفل العمرية في استغلاله في هذه الأعمال، كما شهد الطفل انتهاكا واضحا واستغلالا لطفولته وأسوأ مثال على ذلك فيلم حلاوة روح، الذي استغل فيه الطفل وتم استدراجه في مشاهد جنسية فيها تعدي على حرمته وزهرة طفولته اليانعة، وهذا العمل أو المنتج السينمائي تناول بشكل صارخ انتهاكا للطفولة، مما دفع الحقوقيون وبعض الآباء من التقدم ببلاغات ضد الفيلم، لخدشه لحياء الطفل واغتصابه للطفولة.
والكثير من الأعمال التي يتم تناولها في السينما أو في الإعلانات، تستخدم الأطفال كوسيلة للضحك أو لإقناع الطفل بمنتج ما، ولكن دون أن تراعي حقوق الطفل، فيذهب الطفل ويقول بعض الألفاظ ربما الخارجة تماشيا مع السيناريو لإثارة الضحك عند المشاهد، لكنها في الحقيقة تتسلل إلى البيوت وتقتحم حياة الطفل من خلال هذه النماذج والصور المسيئة له.
ومن المعروف طبعا، أن الإعلانات والأعمال الدرامية من أهم المضامين المؤثرة في الطفل بشكل مباشر وربما تكون المصدر الأول للمعلومات بالنسبة إليه، حيث تركز على الوصول لذهن الطفل وامتلاك حواسه وتوجيه رغباته إلى نوعية معينة من الأطعمة والسلع، عن طريق إبرازها بشل جذاب واستخدام الكلمات السهلة الرنانة.
لذا ترمي المبادئ المهنية للتعامل الإعلامي مع الإعلانات والمنتج الدرامي، إلى زيادة إحساس المعلنين والمسوقين بالمسئولية الاجتماعية والمهنية تجاه الإعلانات الموجهة إلى الأطفال، لذلك نطالب بالشفافية والواقعية والالتزام بالمعايير الاجتماعية.
والوثيقة التي تضع مبادئ مهنية لمعالجة الإعلام العربي لقضايا حقوق الطفل، تولي اهتماما كبيرا لمبادئ المهنية للتغطية الإخبارية لهذه القضايا وتضعها في دائرة الضوء، فكثير من هذه القضايا ذات الحساسية الكبيرة للأطفال يجب أن تبقى على الدوام في طي الكتمان والظلام، خاصة تلك التي تتناول الاعتداءات الجنسية والجسمية ضدهم، لذا، من الضروري تحسين التغطية الإعلامية للاعتداءات والانتهاكات المختلفة ضد الأطفال، حتى لا يتحول التناول الإعلامي، بدوره، إلى جريمة أخرى تلحق العار بالطفل وتطارده طوال حياته، وتنتهك حقه في الحماية والخصوصية.
والمبادئ المهنية للتناول الإخباري للأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية أو مرتكبيها تشمل: الخصوصية، الأمان والحماية، دقة التغطية الإعلامية وعمقها، الشفافية والمصداقية في مقابلة الأطفال وسلامة المفردات والتركيبات اللغوية.
أما المبادئ المهنية للتناول الإخباري في حالة الحروب والنزاعات: التوعية، الأمان والحماية وعدم الاستغلال السياسي.
أما في حالة تعامل الإعلام مع الإعلانات التي تستهدف الأطفال: فلابد من الواقعية، والأمان والحماية، وسيادة المعايير الاجتماعية وتقدير الأسرة.
من كل قلبي: علينا أن نراعي ونبتغي وجه الله في أولادنا، فأولادنا هم فلذات أكبادنا.. والمجتمع بأسره عليه دور في حمايتهم والحفاظ عليهم، لكن يبقى دور الإعلام، اللاعب الرئيس في الحفاظ على كيان الطفولة وتشجيعه وتنميته والوصول به إلى بر الأمان.. فأطفالنا هم مستقبلنا ومستقبل أمتنا العربية.
#تحيا_الأمة_العربية