https://www.youtube.com/watch?time_continue=2&v=iC-lojKgIBI
قد تنتشر المعلومات الفنية والمهنية عن فنان ما من حيث عدد أفلامه والنجوم الذين تعاون معهم والجوائز التي حصل عليها، ولكن دائما ما تكون المعلومات الخاصة برحلة الفنان كإنسان معلومات نادرة وقليلة.
وبمناسبة ذكرى رحيل الفنان العبقري خالد صالح الثانية، يرصد "صدى البلد" أهم المعلومات الإنسانية عنه وأهم المحطات التي توقف فيها قبل التحاقه بالمجال الفني.
نشأ الفنان الراحل يتيما، حيث توفيت والدته وهو صغير ليلحق بها والده، ليشعر الفنان وهو مازال طفلا بوحدة ووحشة كبيرة، ما جعل شقيقه "إنسان" يتولى تربيته، ولكنه توفى أيضا بنفس مرض خالد منذ 4 سنوات ليتجرع ثانية مرارة الفراق والوحدة.
أصيب الفنان الراحل منذ 20 عاما بآلام حادة في قلبه وعرف حقيقة مرضه وأن قلبه عليل لا يقوى على تحمل أي أعباء أو مجهود، ولكنه لم يستسلم وخضع لجراحة ناجحة منذ سنوات، وقال آنذاك إنه لم يكن يحب أن يتعامل معه أحد على أساس أنه مريض.
الحياة الصعبة التي عاشها جعلته يدخل عالم الفن مؤخرا، حيث اتجه لعدة أعمال تجارية، كما سافر إلى الخليج بعد زواجه من أجل تحقيق مستوى اجتماعي معقول لأسرته لدرجة أنه اضطر للعمل في العديد من المهن ووصل به الأمر لأن يعمل كسائق تاكسي.
عمل ككومبارس في عدة مسرحيات في مسرح الهناجر لسنوات طويلة، ثم عمل كمساعد مخرج، حيث كان حلمه أن يقترب من عالم الفن مثل صديقيه الفنان محمد هنيدي وخالد الصاوي اللذين تزاملا معه في كلية الحقوق.
بعد وفاة شقيقه "إنسان"، اتخذ من الفنان خالد الصاوي صديقا له، خاصة أنهما تقاربا معا أثناء دراستهما في كلية الحقوق، إلا أن الصاوي سبقه في الالتحاق بالمجال الفني.
أخرج الصاوي لخالد صالح العديد من المسرحيات، وكان يحلم بالتمثيل معه، حتى تحقق الحلم واجتمعا معا في فيلم "الحرامي والعبيط".
تزوج الدكتورة هالة وأنجب منها ولدين وبنتين، والتي عملت كطبيبة ميدانية أثناء ثورة يناير لوجود إصابات كثيرة آنذاك، وقد صرح أكثر من مرة للمقربين له بأنها تحملت معه كثيرا في بداية حياته وقت أن كان يعمل محاميا.
كان يحلم بإنشاء مصنع حلويات شرقية، حيث كانت له تجربة سابقة في العمل في مجال صناعة الحلويات مع شقيقه قبل أن يدخل عالم الفن، وقام شقيقه بـ"رفده" من المصنع لأنه لم يكن ملتزما بمواعيد العمل.
كان أول عمل فني له هو فيلم "الحرامي والعبيط"، حيث تألق ونال شهرة واسعة من حيث الأداء المقنع التلقائي، ما جعله يغدو الحصان الرابح للعديد من المنتجين والمخرجين حتى تعددت أدواره في فيلم "تيتو"، و"عمارة يعقوبيان"، و"هي فوضى"، و"الريس عمر حرب"، و"ابن القنصل"، و"الجزيرة 2".
كما تألق أمام شاشة الفيديو واشتهر في العديد من الأعمال الدرامية، منها "سلطان الغرام" و"بعد الفراق" و"الريان" و"موعد مع الوحوش".
وفي مثل هذا اليوم من عام 2014، رحل الفارس الذي تحمل الكثير من الآلام، فقد كان يتحامل على نفسه أثناء تصوير فيلم "هي فوضى" عندما طلب منه المخرج خالد يوسف إعادة أحد المشاهد، وحين لم يستطع التحمل وكتمان آلامه أكثر من ذلك، ترجى يوسف بالاكتفاء بالمشهد السابق وعدم إعادته ثانية.
رحل الفنان الإنسان العبقري وسط حزن وآلم جميع زملائه في الوسط الفني، ليمتلئ جامع عمرو بن العاص بمصر القديمة وأقيمت له جنازة بمشاركة الآلاف الذين حرصوا على إلقاء نظرة الوداع على الفنان خالد صالح.