الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«مبشتغلش عندك»!


"أنا مبشتغلش عندك"، جملة تسمعها عندما تتجادل مع موظف، فني، أو سائق، معترضًا على ما يقدمونه لك من خدمات.

تلك الجملة تعكس مفهومنا عن العمل والذي يعني مثلًا أن الموظف صاحب سلطة مطلقة، ومن حقه أن يمنح أو يمنع ما يقدمه من خدمات للمواطنين حسب مزاجه وليس تبعًا للقانون.

مع أن كل من يقدم خدمة لشخص هو فى الحقيقة يعمل عنده حتى ينتهي من تقديم خدمته، وأننا جميعًا نتبادل موقع الخادم والمخدوم، فالطبيب يخدم الميكانيكي في علاجه من المرض، والميكانيكي يخدم الطبيب في صيانة سيارته.

كما أن الله تعالى أعطى ميزة لمن يتقن العمل ويقدمه للناس بأمانة، برفعه درجة على غيره: (.. وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) الزخرف 32، تلك الدرجة ليتخذ بعضهم بعضًا سخريًا، وهى من السخرة لا من السخرية، أعطى تعالى تلك الميزة لمن يخدم الناس.

وكل إنسان باختصاصه، بخبرته، بعلمه، تم رفعه من الله تعالى درجة، عندما تحتاج لإصلاح آله بالبيت، تجد شخص مهم يتكلم مع المختص بأدب، فالفني أعلى منه باختصاصه، هذا معنى ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات.

فكل إنسان يرتفع بعمله درجة على بقية الناس بما يقدم لهم من خدمات، لا يكتم عنهم ما يراه من عيوب أو أخطاء، ولا يوهمهم بالباطل ويكتم عنهم الحق، فلا يقول: "ضحكت عليه وشيلته اللي على مزاجي"، فهو حقيقة من شال الذنب.

فالإنسان في عمله بين اختيارين، أن يقدم خدمات صادقة بدون غش ولا احتيال ولا احتكار، يصل بها إلى رحمة من الله لا تنتهي، وبين أن يقدم خدمات كاذبة بالغش والرشوة والاحتيال ويجمع ثروة طائلة تنتهي عند الموت.

ويبقى على كل إنسان يرجو رحمة من الله تعالى، أن يضع في اعتباره وهو يعمل: (وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط