حين تبعثرت أوراق الغرب على شواطئ ليبيا ..!

في حوار جمعني وأحد الأصدقاء اندفع منه سطرا يقول إن الغرب هو مصدر الإرهاب الذى يسحق بلادنا الشرقية.
تأملت عينيه حين تحركت بذاك شفتيه متسائلا .... أهُم من ينتجون ويحملون إلينا تراث السلفية الفكري الذى يقاتلنا في الشوارع ويفجرنا في النوادي ويهددنا بالخنجر الكولومبي ويصيح عبر مكبرات الصوت بتكفير كل المخالفين كمقدمه فقهية لاستباحة دمائهم ..؟
قال لا لم ينتجوه ولم يحملوه إلينا فهو من إنتاجنا ولكنهم يستثمرونه جيدا..!
أومأت إليه بصدق بيانه في تشخيص هذا المشهد برمته..
فالإرهاب كفكر وسرينة وترس إنتاجنا الذى ذهب بمظلة دينية لخدمة أجندة الفوضى الخلاقة التي تعصف بالمنطقة لتبقى مفتحة محابسها أنابيب النفط الذي يصب مجانا وتبقى مفتحة أبوابها المصانع الغربية التي تبيعنا السلاح ولكل الفرقاء المتشاكسين فيما الضعفاء نصيبهم المقابر الجماعية خلف سفهاء الحروب وتجار الموت والخراب..!
هذا المشهد سيكون جديرا بالتركيز حوله إذا عرفت أن الحلف الأمريكي الغربي الذي يزعم محاربه الإرهاب في العراق وبلاد الشام والمكون من ستين دوله بعتادها العسكري وخبراتها الميدانية وأجهزتها المتقدمة قد عجز عن القضاء على تنظيم بدوي متخلف يسمى بتنظيم داعش السلفي وما تفرع عنه من تيارات إرهابية ..!
بل كانت نيرانهم الصديقة تخطئ أهدافها لتصيب الحشد الشعبي البطل في العراق وبعض قطاعات الجيش السوري لتفتح الطريق أمام تمدد الإرهاب الداعشي السلفي وخلفه خطباء المساجد السلفية التي تدعوا له بالتأييد وتصف ذبحه للأمان وخطفه للأطفال واستعباده الجنسي للنساء بأنه جهاد مذكورة ملامحة في صفحات الكتاب في جناية لا يمكن تمريرها أو السكوت عليها..!!
ليتضح أن الحلف الأمريكي الغربي الذى يزعم محاربة داعش يعمل بشكل أو بآخر كأحد أذرع داعش لتطويل عمر التخريب والفوضى مادام النفط يُشحن بأبخس الاسعار إلى اسواق تركيا ومصانع السلاح تستحوذ على كل ما لدى ممالك العرب من دولارات في مقابل صفقات السلاح لمجموعاتهم المقاتلة هناك لهدم الدول وإخراج شعوبها إلى المخيمات والشتات...!!
مضى الأمر حول هذا التحليل الذى أشرنا إليه من قبل وقد رآه بعض من يريدون السير خلف خطوط العدو وعيونهم مغلقه لا يفتحونها أنه تحامل لا يفي بالغرض ولا يصوب ناحية الحقيقة ..!!
ليستمر تضليل الإعلام وتهافت الكتاب..
ولا أحد يتعمق في رؤيه المشهد حتى بعد التدخل الروسي البطل لمساندة الجيش السوري الذى قلب المعادلة بعد عدة أسابيع على الأرض فيما كان تقدم داعش على كافة المحاور والتحالف الأمريكي الغربي الستيني يزعم حربها ويدعي زعزعة خطوطها ..!!
إلى لحظة انتصار الجيش الليبي التي ظهر فيها كل شيء دفعة واحده ... فلم يعد عند العدو شيئا يخفيه أو يخيفه ..فتناثرت أوراقه في مهب خذلانه للقانون الدولي وظهرت جلية مزاعمه..!
بعدما تقدمت قوات الجيش الليبي الوطني البطل بقيادة المشير حفتر إلى كل النطاق الجغرافي الذى يسيطر عليه تنظيم داعش بالمثلث النفطي وحرره من قبضه الإرهابيين حتى لا يكون لهم رافدا ماديا يساعدهم على نشر الإرهاب فتنفجر باريس أو تجنيد المغرر بهم من شباب السلفية فيتم سحق لندن أو نيس ويبطل قدرته على الوصول لسيدني أو تكنزي الألمانية ..!!
هذا الموقف كان ينتظر ثناء غربيا خاصا .. كون جنوب المتوسط أصبح بأيدي قوى نظاميه تحترم القانون وتنخرط في جيش وطني يراعي الحقوق ويؤمن بأهمية الدولة ودورها السيادي في حماية أراضيها ومواطنيها وجوارها..
غير أن الذى حدث هو استنكار غربي وقح صدر من باريس ولندن وواشنطن يدين تحرير الجيش الليبي للمثلث النفطي وتخليصه من أيدي تنظيم داعش السلفي الإرهابي ... مما قدم جوابا طريا لكل علامات الاستفهام التي تطل بتساؤلاتها المرحة في أي رأس تحاول أن تفهم أصول اللعبة الخبيثة التي تحاصرنا ..!
نحن ننتج الفكر الإرهابي وهم يستخدموه..
لم يكفي أوباما إعلانه بخطأ التورط الغربي في ليبيا وإزاحة العقيد القذافي ... حتى أعلن البرلمان البريطاني خطأ التدخل العسكري في ليبيا ...في إدانة صريحة لقرارات ديفيد كاميرون !!
ليصبح التساؤل من يعوض الليبيين اليوم عن الدمار الذى طال وطنهم تحت صيحة القرضاوي من فوق منابر الدوحة متوسلا لحلف الناتو بالتدخل في ليبيا ..!!
الحقيقة أن سيطرة قوات الجيش الليبي البطل على المثلث النفطي وطرده لداعش قد قلل فرص استثمار التنظيم الإرهابي من مهاجمة الحدود المصرية وفقا لمخطط كان يعمل على جعل ليبيا بالنسبة لمصر كما تركيا بالنسبة لسوريا ..!
هنا سقط من المتآمرين سطرا من الجغرافيا التي حمت مصر بالتمدد الصحراوي المكشوف عندما جعلت الشعب في حضن الوادي وسطرا من التاريخ الذى لا يجيد قراءه المشهد لجيش يحمي حدوده ويمد يده خارجها أيضا لإبعاد خطر يتربص بالبلاد.
اليقظة مطلوبة على كافة المحاور في كل لحظة الآن.
دعم الجيش الليبي البطل أصبحت أكثر من ضرورة لتمكين نصره وفتح الأرض الليبية كلها أمام جحافله لتعود ليبيا لحضن أمان فقدته وتخرج من مثلت المغامرة الغربية التي أرادتها شوكه في خاصرة كل الجوار العربي والإفريقي وهم يزعمون محاربه إرهاب يضربهم في باريس بينما يدافعون عن طموحه في خط ممتد من عدن إلى رأس لانوف.!