قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الأكراد بين الزرادشتية والمسيحية

×

كثيرون ربما لم يسمعوا عن الكورد أو الأكراد في العراق وسوريا قبل السنتين المنصرمتين، وربما لم يتجه الإعلام العربي لهذا المكون العرقي لولا ظهور مجرمي العصر من تنظيمات متأسلمة كداعش والنصرة وغيرها من المسميات، التي نكلت بالكورد ابشع انواع التنكيل بعد تكفيرهم وقطع رقابهم مستندين الى احاديث متفاسير زوروها وحوروها لتتناسب واهدافهم المعلنة وغير المعلنة.

كورد سوريا والعراق من المكونات العرقية الأصيلة في هذه البلدان، إلا أن الأنظمة الشوفينية التي ذهب بعضها وبقي بعضها الآخر أبت إلا أن تمارس الشوفينية باسم القومية العربية لقمع هذا المكون ومحاولة محوه من الوجود، بمحو بمنع عاداته وتقاليده وصولا إلى لغته، فنشات نعرة كبيرة لدى الكثير من الكورد تجاه العرب وبالعكس، بسبب الظلم المجتمعي اللاحق بالكورد على حساب انتشار باقي القوميات، وباعتبار الكورد من الاغلبية المسلمة ربما لم تتجه اليهم الانظار باعتبارهم اقلية تستحق الاهتمام والحماية الدولية، على عكس باقي الأقليات المسيحية وغير المسيحية.

استمر التهميش إلى أن ظهر داعش واخواته، وتحول التهميش الى تكفير، مع اتهامات بالانفصال وكره العرب، مما أشعل الروح القومية لدى الكورد الذين تشن بوجههم أبشع المعارك باسم الدين الاسلامي، لذا كان من الطبيعي التوجه إلى التقوقع في مناطق محددة ومحاولة البحث عن الاستقلال الذاتي والانفصال عن محيط لا يقبل بهم ولا يقيم لهم وزنا.

آخر التقارير الواردة من المناطق الكردية في العراق وسوريا تشير إلى توجه مجموعات كبيرة من كورد هذه المناطق الى الخروج من الدين الإسلامي بمجموعات كبيرة والتحول إلى الديانة المسيحية والزرادشتية، علما أن الإقبال على المسيحية سجل في سوريا أكثر من العراق، بينما انتشرت الزرادشتية في العراق بشكل ملحوظ مع انتشار للمعابد علنا.

لكن هنا لا بد من الإشارة إلى أن الانتقال إلى الديانات الأخرى ليس فقط بسبب ممارسات داعش وحدها بل بسبب بعض الدوافع الشخصية والمادية لدى البعض، وطمعا بالغطاء الدولي والانتقال إلى أوروبا التي تعتبر أرض الأحلام بالنسبة للكثيرين.

إن هروب ابناء المكون العرقي الكردي من الدين الإسلامي مؤشر خطر جدا ينبغي التوقف عنده طويلا، إذ أنه من النتائج الطبيعية لظهور داعش والإجرام الممارس من قبله باسم الدين الإسلامي، وساعد على هذا الخروج من الدين الخصوصية التي تتمتع بها بعض المناطق الكردية التي تشجع حرية المعتقد.

خصوصا وأن هذا المعتقد الجديد يتلاقى مع معتقد ابائهم واجدادهم، والسؤال ماذا سيكون موقف ابناء القومية الكردية لو توفرت لهم الاجواء المتوفرة في كردستان العراق مثلا، فهل سنرى العرب يحرجون من دين الله افواجا؟، ورما مشاهد حرق النقاب من قبل نساء مناطق شمال سوريا المحررات من داعش خير دليل على خطورة الوضع الحالي، وتكمن السخرية بان من يحرر العرب والمسلمين من الدواعش هم الاكراد المتهمين بالكفر ومحاولة الانفصال عن العرب.

الزرادشتية ليس من البدع او الديانات الوثنية كما قد يظنها البعض، وإقبال الأكراد عليها ربما يعود إلى قربها الشديد من الدين الإسلامي خصوصا من ناحية وحدانية الإله والصفات التي يتحلى بها، وقد رصد إقبال حوالي 100 ألف كردي على هذه الديانة القديمة جدا مع محاولات إلى ترميم المعابد في كردستان العرق، وهم لا يلامون اطلاقا ولو كان اي منا مكان أي كوردي ربما لتصرف بنفس الطريقة، خصوصا أن ازرادشتية تعتبر من ديانات الشعوب التاريخية التي يتحدر منها الأكراد.

لمن يهمه الأمر، انقذوا الإسلام قبل فوات الاوان، فبوادر انتشار داعش وتكاثر المتعاطفين معه ومع فكره الشاذ بدات بالظهور، فالدين الإسلامي ليس فقط من العرب، بل ربما المسلمين الأكراد يتحدرون من شعب أسلم قبل إسلام بعض العرب بمئات السنين، بل وربما كانوا مقتنعين بالدين الإسلامي اكثر من الكثير من العرب أنفسهم.

أما بالنسبة للكنائس الداعمة لحملات التبشير، فحذاري الوقوع في فخ التبشير والحصول على النتائج العشوائية، فانكم بذلك تخلقون دواعش مسيحيين من حيث لا تدرون.

وللحديث تتمة..