- خبراء
- وزير الزراعة الأسبق: "الطمي" الموجود خلف السد العالي "قيمة مخزنة" لوقت معين
- خبير مياه: مؤشرات لكميات كبيرة من "الذهب" خلف السد العالي
- طمي النيل يدخل في صناعة الطوب الفاخر والبورسلين والسيراميك
- خبير زراعي : 140 مليون طن «طمي» خلف السد تكفي لاستزراع الصحراء الشرقية
- خبير مائى: شركات عالمية أجرت دراسات حول الاستفادة من الطمى
1 أغسطس 2016 هو الموعد الرسمي الذي بدأ فيه فيضان النيل رحلته في مصر، و من المقرر أن تنتهي هذه الرحلة في نهاية يوليو 2017.
الفيضان الذي يصطدم في مساره بالسد العالي، يحمل خيرًا لمصر من طمي وأسماك ومياه قد تفيض عن سعة السد العالي لتصل إلى منخفض توشكى، لتكون فرصة للتنمية الزراعية بهذه المنطقة.
فيضان 2016، كان فرصة لإستعراض أزمة عدم الإستفادة من الطمي المهدر خلف السد العالي والمتراكم بتلك المنطقة، فما هى كميته، وكيف يمكن إستخراجه وكيف يمكن الإستفادة منه، ولماذا تم إهداره طيلة تلك الفترة؟!
السطور القادمة تجيب عن تلك التساؤلات..في البداية ، كانت المفاجأة عندما أكد الدكتور محمد مشعل، رئيس قسم الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أن الطمي المتراكم خلف السد العالي قد يتجاوز 140 مليون طن مهدر يمكن الاستفادة منه لإحياء مشروع توشكى، بل وإحياء الصحراء الشرقية بأكملها وزراعتها.
وأوضح "مشعل" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن الطمي يرفع خصوبة التربة، واستخراجه يحتاج إلى معدات قد تكون مُكلفة مما جعله مهدرًا لعشرات السنوات.
كما أشار إلى أهمية استخراج جميع كميات الطمي الموجودة والاستعانة بخبراء لمعرفة كيفية تخزينه والاستفادة منه في وقت الضرورة.
*الاتحاد الأوروبي يمول!
من جانبه، قال الدكتور أحمد فوزي دياب، الخبير بإستراتيجيات المياه وبحوث الصحراء بالأمم المتحدة،إن هناك كميات كبيرة من الطمي المحجوزة خلف السد العالي لا نحقق الاستفادة المرجوة منها، لافتًا إلى أن هناك مشروع يموله الاتحاد الاوروبي لتحقيق الاستفادة المرجوة من طمي النيل خلف السد العالي،ـ وجاري دراسته حاليا بطريقة جدية.
وأوضح"ديـاب" في تصريح خــاص لــ"صدي البلد"،أن هناك مؤشرات أيضا لوجود كميات كبيرة من الذهب ضمن تركيبة الطمي المحجوز خلف السد العالي، مشيرًا إلى أن الاستفادة من طمي النيل ستأتي بفائدة اقتصادية كبيرة في أكثر من اتجاه، فضلا على استصلاح الأراضي الصحراوية إذا ما تمكنت مصر من توظيف كميات الطمي المهدرة.
* مطلوب شركة وطنية لاستخراجه:
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور ضياء الدين القوصي،خبير الموارد المائية،وجود كميات كبيرة من الطمي الناتج عن الفيضانات في بحيرة السد وليس خلف السد كما يشاع،ل افتًا إلي أنها تبعد عن السد بمقدار 400كم والكميات الكبيرة من الطمي متراكمة في الأراضي السودانية.
وأوضح"القوصي" في تصريح خــاص لـ"صدي البلد"،أن كثير من الشركات العالمية الفرنسية،الالمانية،الروسية،واليابانية أجريت العديد من الدراسات حول الإستفادة من الكميات المهدرة ولم تظهر ملامح لهذه الدراسات، موضحا أن عملية النقل والتكريك مكلفة جدا لنقله خارج البحيرة لتحقيق الاستفادة المرجوة.
وأضاف أن الشركات الاجنبية لم تتبن المشروع لانهم وجدوه لم يحقق الجدوي الاقتصادية المطلوبة لهم، ويطالب بضرورة إنشاء شركة وطنية بسواعد مصرية لأن"لا يخدم مصر الا المصريين".
وتابع"القوصي" أن الطمي يدخل في صناعة الطوب الفاخر والبورسلين والسيراميك ذات النوعيات الفاخرة إضافة إلي أنه يستخلص منه عناصر إشعاعية وذرية وتم الكشف مؤخرا علي كميات من الذهب داخل الطمي.
وأكد انه لا خطورة إطلاقا علي جسم السد من تراكمات الطمي المتراكم لبعد المسافة المترسب فيها.
ونفي "القوصي" ما يتردد حول إستخدام الطمي في استصلاح الاراضي،موضحا أنه يحسن فقط من التربة ولا يدخل بشكل مباشر في الاستصلاح.
*دهب
وقال الدكتور أحمد فوزي دياب، الخبير بإستراتيجيات المياه وبحوث الصحراء بالأمم المتحدة،إن هناك كميات كبيرة من الطمي المحجوزة خلف السد العالي لا نحقق الاستفادة المرجوة منها، لافتًا إلى أن هناك مشروع يموله الاتحاد الاوروبي لتحقيق الاستفادة المرجوة من طمي النيل خلف السد العالي،ـ وجاري دراسته حاليا بطريقة جدية.
وأوضح"ديـاب" في تصريح خــاص لــ"صدي البلد"،أن هناك مؤشرات أيضا لوجود كميات كبيرة من الذهب ضمن تركيبة الطمي المحجوز خلف السد العالي، مشيرًا إلى أن الاستفادة من طمي النيل ستأتي بفائدة اقتادية كبيرة في أكثر من اتجاه، فضا على استصلاح الأراضي الصحراوية إذذا ما تمكنت مصر من توظيف كميات الطمي المهدرة.
*قيمة مخزنة:
وعن "هدر" هذه الثروة، قال الدكتور صلاح يوسف، وزير الزراعة سابقًا، إن تراكم الطمي القادم مع الفيضانات خلف السد العالي لا يوثر سلبيًا على هيكله نظرًا لإحتوائه على معادن بنسبة عالية لا توثر التأثير السلبي على السد أو هيكله.
وأوضح "يوسف" في تصريحات لـ"صدى البلد" أن الطمي الموجود ببحيرة ناصر، ليس مهدرا ولكنه قيمة مخزنة، مشيرًا إلى أن إستخراج كميات الطمي من البحيرة العميقة يتطلب معدات وفنيات مكلفة جدًا، لذلك تنتظر الدولة وصول الطمي إلى إرتفاع معين من أجل إستخراجه بتكلفة أقل والاستفادة منه.