نقرأ ولا نتوقف ولا نهتم بما تحمله وكالات الانباء من تصريحات وآراء وتفنيدات لخبراء وأصحاب رأى ورؤى يؤكدون ان مصر تتعرض لحرب شرسة لتركيعها ، بل ان معظمنا ينظر الى هذه التصريحات على انها من قبيل تسريبات واجتهادات مغرضة تهدف لاحباطنا وتقوقعنا وتخوفنا من الغد واستسلامنا لحالة من الاحباط تأخذنا الى الوراء اكثر واكثر.
والبعض يفسر هذه المقولات بأنها من داخل الرئاسة وهدفها الاعظم خلق حالة من الكراهية للاخوان بوصفهم المسئولين عن اى تراجع مهما كان سببه، كما ان البعض لا يعلق وينتظر ما ستأتى به الايام.
ووسط كل هذه التوقعات والتصريحات والتطورات لابد ان ننظر حولنا ونراقب ونتأكد من ان المحروسة محاصرة من جهات عدة ومؤثرة؛ واكثرها تلك التى بيدها خيوط الملف الاقتصادى، فتلك الجهات هى التى امسكت بخيط الدولار ولمته ناحيتها في حرب ضروس خاضتها من الخارج والداخل حتى استطاعت ان تخسف بالجنيه الارض.
وهذه الجهات هى نفسها التى استطاعت ان تضرب بالصعيد السياحى المهم عرض الحائط وتجبر جهات مانحة قوية على ان توقف وتمنع مواطنيها من السياحة فى مصر ، وهى ايضا نفس الشخصيات والمنظمات والتركيبات العنكوبتية التى تشكك فى كل انجاز مهما كان؛ فقناة السويس الجديدة ماهى الا طشت الحاجة والدتهم، ومشروع الاسمرات والاكتشافات البترولية وتوصيل الغاز ومحاربة الامراض والقضاء على الفيروسات وهم وليس حقيقة؛؛ والواقع اسوأ بكثير مما هو عليه؛ وأيضا هذه الخلايا المندسة فينا ومنا هى التى تأخذ بالمواطنين الى حالة اليأس والنفور واعلاء مصطلح "مافيش فايدة" وتصويره على انه انعكاس لواقعنا المر، وهى نفس الفئات المترهلة الساعية دائما وبدا للوقيعة بين شركاء الوطن؛ والتدليس من اجل الوصول الى حرب طائفية لن تنجح فيها ابدا، وهى ايضا نفس العقول التى صورت للمواطن البسيط ان حكومته ورئيسه لن ينجحوا فى اى شىء ؛وان هناك من هم احسن منه ويأكلون خير الوطن ويعبثون بأمنه، وهم ايضا من يسعون لاطفاء اضواء الامل وحجب نور شمس التعمير والانشاءات والكبارى والمدن الجديدة .
هم ايضا من يهمسون فى اذن كل مصرى بسيط بأن المؤسسة العسكرية هى المسيطرة على كل شىء وهى التى تشفط فى بطون لواءاتها وقاداتها زهور الخير كله؛ وهم ايضا نفس الفصيل الذى تحدث عن فساد جهازى القضاء والشرطة وضخم كل حادثة مهما كانت فرعيتها وجزئيتها؛وهم ايضا خفافيش الظلام الذين كل همهم تحويل بلادنا الى كوابيس وكواليس عفنة لا يعيش فيها الا هم.
وعليه فلابد ان نستيقظ ونعي جيدا ما يرتب لنا ، وما يدور حولنا وكيف تعمل خلايا الشر على تدميرنا.
فهم قد عبثوا بكل اوراق المنطقة ولم تستعص عليهم الا قاهرة المعز المتماسكة بشعبها الأبى وبجيشها العصى ورئيسها المغضوب عليه من هؤلاء المأجورين والذى لن يخذله شعبه وسيتحمل معه من اجل مصر، ولمن لايعرف من هى مصر فلينظر الى حروفها المحفورة على اثارنا المنقوشة على ملامحنا الضاربة بجذورها فى اعماقنا..مصر ليست مجرد دولة وشعب ..مصر حياة وامتداد وتاريخ مصر هى الدنيا مصر هى البقاء.