قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

وعندك كمان مواطن عدى البحر ولا اتبلش

×

قد يحكى لك عن إناس تسلقوا الأسوار، وآخرين قتلوا حاجز الخوف والطغيان، وغيرهم لم ترهبهم سطوة السلطان، وآلاف نسيهم التاريخ، ولم يبق من ذكرهم سوى حديث سرده بعض الشيوخ والرهبان، ويحكى عن شجاعة البعض في مواجهة الظلم والاستبداد ببسالة وعز وعلو في البنيان.


كل هذا الحكي يمر عليك وانت به سعيد ومنه فرحان، ولكنه يظل حكايات تسردها الجدة والجد وربما الاخوال والاعمام، إنما أن تتطاير من وكالات الأنباء خبر يقول متنه إن طفل عمره 13 عاما يودع عمره كله ويتحمل فوق طاقة الشجعان ويركب الموج وينضم لفريق الهاربين من قسوة الاوطان ومر العيش وشظف الحياة وهوان الإنسان على اخيه الإنسان.

فتى صغير يركب مع ما أطلق عليهم في هذا الزمن اصحاب الهجرة غير الشرعية او قوارب الموت، هذا الصبي لا يهاب الموت ولا يهاب أي شيء، فقط يرمى بنفسه بين الامواج وفى يده روشتة فيها اسماء لأدوية تهب لأخيه الحياة، وتعيده الى مصاف الاحياء.

الفتى الصغير بعد ان رماه تجار الإنسانية بالقرب من أكثر مدن ايطاليا استقبالا للمهاجرين غير الشرعيين، مدينة" لامبيدوزا 'والتي يعيش فيها أكبر تجمع مصري هارب من وطن لم يوفر له الحياة.


ومن أجل ان يصل فتانا الجسور اليها أبحر رافعا يده الى السماء حتى لا تبتل الروشتة التي يحملها ويسحق الموج حروف إذا جمعت واتى بها على شكل ادوية يعاد اخيه الى الحياة.

الصبي المملوء بالأمل والعزيمة يواجه الموج والعواصف وكل ما يقابله ويصل الى مدينة النجاة ويطلب منهم ان يعطوه ما هو محفور في هذه الورقة المنحوت في قلب اخوته.


وتهتز ايطاليا كلها من اجل هذا الصبي وتسمعه وهو يتوسل إليهم ويقول انه ما جاء طالبا العيش هناك، وانما جاء طالبا لأخيه الحياة طالبا الدواء والعلاج وراجيا منهم أن يعالجوا اخيه الفقير الذي لا يملك اهله ثمن علاجه، ويقول لهم باكيا إن مرض اخيه العضال كسره وجعله لا يفكر في أي شيء سوى البحث عن سبل لنجاة أخيه، وأهداه تفكيره وربما حبه للتضحية بنفسه والغوص في البحر المتوسط ومصارعة الموج حتى يصل الى لامبيدوزا ويلتقي بأهلها من اجل حثهم على استقبال اخيه وعلاجه.


ويقع كلامهم عليه وتوسلاته وقع لا رد له ويوافق المسؤولون هناك على علاج اخيه ويطالبون السلطات المصرية بالسماح لهم بإرسال طائرة لنقل اخيه وعلاجه من المرض الذي اسقم كل اسرته.


والى هنا وتنتهي هذه الواقعة نهاية طيبة تجعلك ترفع القبعة للطلاينة كلهم فرد ا فردا وايضا تقبل رأس الصبي المغوار وتتمنى الشفاء لأخيه العليل؛ ولكن لابد ان تتوقف وتسأل نفسك وتتساءل هل تحركت القاهرة وحكومتها قبل وبعد انتشار وتشيير هذا الخبر؟؟؟ وتجد الاجابة بالنفي، وتسأل ايضا هل تحركت الاجهزة المعنية ولو من قبيل الشو الإعلامي لتصرح بانها تابعت بقلق محاولة الصبي لعبور البحر المتوسط من اجل انقاذ اخيه؟؟. وايضا من قبيل العلم بالشيء ابحث عن أي تصريح لأي مسؤول ولو حتى رئيس الحي الذي يقطن فيه بطل قصتنا يقول فيه انه مهتم بمساعدة المريض واهله لن تجد. اترك كل هذا واطرق ابواب الجمعيات المعنية بحقوق الإنسان والجهات الطبية التي اعيتنا بالحديث عن دورها المتناهي في مساعدة كل من يطلب المساعدة او كل من تعلم عنه انه بحاجة الى العون ؟؟. والاجابة تأتى بلا أيضا.


افتح الجرائد ستجد خبر عن الواقعة صيغ من قبيل انها مغامرة قام بها صبي صغير وليس بمأساة يعاني منها مجتمع كبير، قارن هذا الخبر بما نشرته الصحف الايطالية عن نفس الصبي، اجمع تصريحات كل مسؤول في بلدك واجمع امامهم تصريحات المسؤولين في روما عن الصبي وأخيه المريض اللذان لا ينتميان للمجتمع الإيطالي ولكنهما في عرف بلاد الكفرة بشر؛ والبشرية عندهم لادين لها ولا وطن.


وعلى هذا الاساس تعاملوا مع حالتنا تلك اما هنا في بلاد الدين فيها خانة في شهادة الميلاد وتصريح السفر، والإنسانية عندنا هي اختلاف في التكوين الجسمي عن مثيله الحيواني، في بلاد المسلمين لا تهتم الدولة بهذا الخبر وتعتبره حدث عابر ولا تعيره اهتمام ولا تصنفه بالمهم، وكيف لها ان تهتم وهنا البشر كثر وفقدانهم واهمالهم ومرضهم واهانتهم اسلوب حياة.