في طريقنا نمر على عدد كبير من القباب الضريحية المميزة، التي تشعرنا بالعودة إلي زمن عريق مملتيء بالعظمة والفخامة تشهد عليه كل من قباب مسجد "قرقماس"، و"برسباي"، وقبة رقية حليم وأفندينا.
ولحظة الدخول إلي المقبرة الملكية تمر "بحوشها"، الذي يمنحك شعور الانتقال إلي الزمن الجميل، والذي يعيبه نباتاته الخضراء التي تحتاج إلي عناية واهتمام للتناسب مع عظمة المكان، وأشجاره العالية المفتقدة للتهذيب.
ولكن بعد أن تمر ببعض المناظر التي لا تتناسب مع فخامة الضريح، يلتفت نظرك إلي اللوحة الشعرية المنحوتة على أحد المقابر بقلم محمود باشا البارودي، الملقب بشاعر "السيف والقلم".
وتستكمل مشوارك ولا تعلم أن ما ينتظرك ستزيد علامات الاستفهام والتعجب لديك، وإذ فجأة تدق الباب الخشبي للغرفة الملكية ولا تعلم أنك ستقف لدقائق في ذهول تام من روعة المنظر وكأنك دخلت غرفة عروس في يوم زفافها وليست مقبرة، كونك تجد سريرا رخاميا للأميرة، المميز بمعماره الفاخر الذي يثير الدهشة من تميزه بالرغم ما مر عليه من وأعوام.
إنك في مقبرة الأميرة "شويكار"، إحدي ملكات قصور الأسرة العلوية، فهي ابنة إبراهيم باشا، حفيدة محمد علي.
وفي هذا الصدد رافقنا الدكتور محمد رشاد مدير التوثيق الآثر بمنطقة آثار شرق القاهرة في طريق المؤدي إلي القبة الضريحية الملكية، ذات التراث المعماري المميز ، ليشرح لنا المواد المستخدمة في بناء هذه التحفة المعمارية.
يقول الدكتور محمد رشاد، إن المقبرة مصممة على هيئة سرير بأفخم أنواع الرخام الإيطالي، صممه الرسام الإيطالي " جابريلي دونتيليه"، والذي صنع من رخام كرارة أبيض ورخام " الباروكو والركوك"، وهو مصمم على التراث الأوروبي، وتكلفته تتراوح بين 100 ألف جنيه ذهب في ذلك الحين أي ما يقرب من 3.520.000 مليون جنيه.
ولم يقتصر الضريح على مقبرة الأميرة "شويكار"، فبجانبها عدد من مقابر الأسرة العلوية، إحداهما مقبرة للأمير محمود وحيد الدين، والأمير إسماعيل فؤاد الملقب بـ"فؤاد الأول"، وأخري لأحفادها الصغار الأمير هشام، وطارق أبناء الأميرة لطيفة ابنة "شويكار"، وأخري لوصيفتها الخاصة "شايستا هانم عبد الله"، والأخيرة للأميرة سميحة ابنة السلطان حسين كامل، وهناك عدد من السراديب المؤدية إلي خادميها وحاشيتها.
وأضاف مدير التوثيق الأثري، أن الضريح لا يقتصر فقط على المقابر ليضم مجموعة نِتاج العمارة المملوكية، فيضم نجمًا أثريًا، ووسائل إنارة، كون تصميمها يماثل المدارس في العصر المملوكي.
ويشتمل الضريح على أجنحة داخلية تعرف بـ " ببرقاعة وإيوانين"، وشبابيك القبة المصممة بشكل خلاب،وعند الواجهة الشرقية عقد ذو وسائد تعرف بالنخدات المتلاصقة، والجدران مغطاة بالرخام، وبلغ طول قبة الضريح 26 مترًا.
وعند سؤاله عن حياة الأميرة التي لقبت "المرأة العالمية ببواطن الأمور"، وهو ما يرمز له اسمها المكون من مقطعين، الأول "شيوه" والثاني "كار"، قال الدكتور محمد رشاد المدير التوثيق الأثري أن كانت معروفة قدرتها الكبيرة على رسم الابتسامة، خاصة على وجوه الفقراء فكانت معروفة بعطائها المتواصل الذي لا ينقطع.
وتربعت الأميرة "شويكار"، على عرش الأميرات اللاتي، تألقن في الأعمال الخيرية، فعرفت بحبها للخير والرغبة في التمتع بملاذ الأعمال الخيرية التي تجعلها تهرب من القصور الممتلئة بالوصولية والخيانة إلي الهدوء التام والراحة النفسية التي يتمتع بها الفقراء.
وأضاف رشاد، أنها تمتعت بقلب كبير، فامتلكت من الإنسانية زخمًا، كبيرًا، فكانت سيدة مجتمع من الدرجة الأولي، أنشأت مؤسسة لـ "علما لنفس التكاملي"، وكانت رئيسة جمعية " مبرة محمد على"، بعد أن أسنداها إليها الملك فاروق عام 1945 ضمن مرسم ملكي، وأسست جريدة "المرأة الجديدة"، وجمعية "الصليب الأحمر التركي".
تزوجت الأميرة "شويكار"، من الأمير "أحمد فؤاد"، ابن الخديوي إسماعيل وأنجبت منه إسماعيل فؤاد الذي توفي بعد تسع أشهر من ولادته، ثم فوقيه، ولكن الحياة مع زوجها كانت مرارًا لم تذقه الأميرة المُدللة إلا بعد زوجها، كونها تزوجت من أمير مُفلس كان يبحث عن خزانة يتزوجها وليس امرأة.
وتنازلت الأميرة "شويكار"، عن مهرها الذي كان مقدرًا بـ عشرة آلاف جنيه، بعد أن أوضح لها أنه لا يملك هذه الأموال لذا طلب تأجيلها لحين ميسرة، وانتقلت معه من قصر الدوبارة إلي قصره المتواضع في الزعفران.
اكتشفت الأميرة "شويكار"، حقيقة زوجها المفلس، فعلمت أنه تزوجها من أجل ثروتها الكبيرة، ليشهد القصر يوميًا خلافا شديدا بينهما، فلم يكتف "فؤاد" بعدم الإنفاق على مستلزمات المنزل، بل كان يطلب منها المال.
وواصلت معاناتها معه بالسُكر وخسارته الأموال في لعب "القمار" يوميًا في قصر "البستان"، وظلت تدفع ثمن غلطتها إلي أن جاءت اللحظة التي استجاب الله لدعائها بعد ما سافر إلي الخارج ففرت إلي قصر أهلها ولغت التوكيل الذي منحته إياه لإدارة أموالها التي استغلها.
وبعد أن علم أخوها الأمير أحمد سيف الدين، بما فعله "الملك المفلس"، مع أخوته، ذهب إليه في نادي محمد على الذي اعتاد على السُكر به، وأطلق الرصاص عليه، وأصابه بحنجرته ولكنه نجا من الحادثة وتأثر صوته فقط.
وتزوجت من رءوف ثابت، وأنجبت منه إبراهيم بك ثابت، ولكنها صُدمت مرة أخري فكان على نفس منوال الزوج الأول، فانفصلت عنه، وتزوجت سيف الله يسري باشا الذي أنجبت منه كلًا من الأمير وحيد الدين، والأميرة لطيفة، أما الزوج الرابع كان سليم بك خليل، الذي أنجبت منه الأمير محمد وحيد الدين، وانتهي حصيلة أزواجها بإلهامي باشا حسين الذي عاشت معه حتى وفاتها ولم تنجب منه أبناء.
وانهي الدكتور محمد رشاد مدير التوثيق الأثري بمنطقة آثار شرق القاهرة، كلامه موضحًا أن وزارة الآثار تبحث الإجراءات النهائية لتسجيل قبة الضريح بكل مقابرها كأثر مصري وذلك تحت إشراف وزارتي الآثار والأوقاف.
من جانبه أكد الدور عماد عثمان مدير التوثيق الأثري بشرق القاهرة أنه لم يتبق سوي قليل الوقت لتسجيل القبة، وذلك بعد أن يتم تشكيل اللجنة الدائمة للمجلس الأعلى للآثار والذي اعتمد في تقريره النهائي القبة الضريحية كأثر مصري، ولكنه سيتم إجراء ترميم وتطوير بسيط للقبة حفاظًا على بريقها.
ولحظة الدخول إلي المقبرة الملكية تمر "بحوشها"، الذي يمنحك شعور الانتقال إلي الزمن الجميل، والذي يعيبه نباتاته الخضراء التي تحتاج إلي عناية واهتمام للتناسب مع عظمة المكان، وأشجاره العالية المفتقدة للتهذيب.
ولكن بعد أن تمر ببعض المناظر التي لا تتناسب مع فخامة الضريح، يلتفت نظرك إلي اللوحة الشعرية المنحوتة على أحد المقابر بقلم محمود باشا البارودي، الملقب بشاعر "السيف والقلم".
وتستكمل مشوارك ولا تعلم أن ما ينتظرك ستزيد علامات الاستفهام والتعجب لديك، وإذ فجأة تدق الباب الخشبي للغرفة الملكية ولا تعلم أنك ستقف لدقائق في ذهول تام من روعة المنظر وكأنك دخلت غرفة عروس في يوم زفافها وليست مقبرة، كونك تجد سريرا رخاميا للأميرة، المميز بمعماره الفاخر الذي يثير الدهشة من تميزه بالرغم ما مر عليه من وأعوام.
إنك في مقبرة الأميرة "شويكار"، إحدي ملكات قصور الأسرة العلوية، فهي ابنة إبراهيم باشا، حفيدة محمد علي.
وفي هذا الصدد رافقنا الدكتور محمد رشاد مدير التوثيق الآثر بمنطقة آثار شرق القاهرة في طريق المؤدي إلي القبة الضريحية الملكية، ذات التراث المعماري المميز ، ليشرح لنا المواد المستخدمة في بناء هذه التحفة المعمارية.
يقول الدكتور محمد رشاد، إن المقبرة مصممة على هيئة سرير بأفخم أنواع الرخام الإيطالي، صممه الرسام الإيطالي " جابريلي دونتيليه"، والذي صنع من رخام كرارة أبيض ورخام " الباروكو والركوك"، وهو مصمم على التراث الأوروبي، وتكلفته تتراوح بين 100 ألف جنيه ذهب في ذلك الحين أي ما يقرب من 3.520.000 مليون جنيه.
ولم يقتصر الضريح على مقبرة الأميرة "شويكار"، فبجانبها عدد من مقابر الأسرة العلوية، إحداهما مقبرة للأمير محمود وحيد الدين، والأمير إسماعيل فؤاد الملقب بـ"فؤاد الأول"، وأخري لأحفادها الصغار الأمير هشام، وطارق أبناء الأميرة لطيفة ابنة "شويكار"، وأخري لوصيفتها الخاصة "شايستا هانم عبد الله"، والأخيرة للأميرة سميحة ابنة السلطان حسين كامل، وهناك عدد من السراديب المؤدية إلي خادميها وحاشيتها.
وأضاف مدير التوثيق الأثري، أن الضريح لا يقتصر فقط على المقابر ليضم مجموعة نِتاج العمارة المملوكية، فيضم نجمًا أثريًا، ووسائل إنارة، كون تصميمها يماثل المدارس في العصر المملوكي.
ويشتمل الضريح على أجنحة داخلية تعرف بـ " ببرقاعة وإيوانين"، وشبابيك القبة المصممة بشكل خلاب،وعند الواجهة الشرقية عقد ذو وسائد تعرف بالنخدات المتلاصقة، والجدران مغطاة بالرخام، وبلغ طول قبة الضريح 26 مترًا.
وعند سؤاله عن حياة الأميرة التي لقبت "المرأة العالمية ببواطن الأمور"، وهو ما يرمز له اسمها المكون من مقطعين، الأول "شيوه" والثاني "كار"، قال الدكتور محمد رشاد المدير التوثيق الأثري أن كانت معروفة قدرتها الكبيرة على رسم الابتسامة، خاصة على وجوه الفقراء فكانت معروفة بعطائها المتواصل الذي لا ينقطع.
وتربعت الأميرة "شويكار"، على عرش الأميرات اللاتي، تألقن في الأعمال الخيرية، فعرفت بحبها للخير والرغبة في التمتع بملاذ الأعمال الخيرية التي تجعلها تهرب من القصور الممتلئة بالوصولية والخيانة إلي الهدوء التام والراحة النفسية التي يتمتع بها الفقراء.
وأضاف رشاد، أنها تمتعت بقلب كبير، فامتلكت من الإنسانية زخمًا، كبيرًا، فكانت سيدة مجتمع من الدرجة الأولي، أنشأت مؤسسة لـ "علما لنفس التكاملي"، وكانت رئيسة جمعية " مبرة محمد على"، بعد أن أسنداها إليها الملك فاروق عام 1945 ضمن مرسم ملكي، وأسست جريدة "المرأة الجديدة"، وجمعية "الصليب الأحمر التركي".
تزوجت الأميرة "شويكار"، من الأمير "أحمد فؤاد"، ابن الخديوي إسماعيل وأنجبت منه إسماعيل فؤاد الذي توفي بعد تسع أشهر من ولادته، ثم فوقيه، ولكن الحياة مع زوجها كانت مرارًا لم تذقه الأميرة المُدللة إلا بعد زوجها، كونها تزوجت من أمير مُفلس كان يبحث عن خزانة يتزوجها وليس امرأة.
وتنازلت الأميرة "شويكار"، عن مهرها الذي كان مقدرًا بـ عشرة آلاف جنيه، بعد أن أوضح لها أنه لا يملك هذه الأموال لذا طلب تأجيلها لحين ميسرة، وانتقلت معه من قصر الدوبارة إلي قصره المتواضع في الزعفران.
اكتشفت الأميرة "شويكار"، حقيقة زوجها المفلس، فعلمت أنه تزوجها من أجل ثروتها الكبيرة، ليشهد القصر يوميًا خلافا شديدا بينهما، فلم يكتف "فؤاد" بعدم الإنفاق على مستلزمات المنزل، بل كان يطلب منها المال.
وواصلت معاناتها معه بالسُكر وخسارته الأموال في لعب "القمار" يوميًا في قصر "البستان"، وظلت تدفع ثمن غلطتها إلي أن جاءت اللحظة التي استجاب الله لدعائها بعد ما سافر إلي الخارج ففرت إلي قصر أهلها ولغت التوكيل الذي منحته إياه لإدارة أموالها التي استغلها.
وبعد أن علم أخوها الأمير أحمد سيف الدين، بما فعله "الملك المفلس"، مع أخوته، ذهب إليه في نادي محمد على الذي اعتاد على السُكر به، وأطلق الرصاص عليه، وأصابه بحنجرته ولكنه نجا من الحادثة وتأثر صوته فقط.
وتزوجت من رءوف ثابت، وأنجبت منه إبراهيم بك ثابت، ولكنها صُدمت مرة أخري فكان على نفس منوال الزوج الأول، فانفصلت عنه، وتزوجت سيف الله يسري باشا الذي أنجبت منه كلًا من الأمير وحيد الدين، والأميرة لطيفة، أما الزوج الرابع كان سليم بك خليل، الذي أنجبت منه الأمير محمد وحيد الدين، وانتهي حصيلة أزواجها بإلهامي باشا حسين الذي عاشت معه حتى وفاتها ولم تنجب منه أبناء.
وانهي الدكتور محمد رشاد مدير التوثيق الأثري بمنطقة آثار شرق القاهرة، كلامه موضحًا أن وزارة الآثار تبحث الإجراءات النهائية لتسجيل قبة الضريح بكل مقابرها كأثر مصري وذلك تحت إشراف وزارتي الآثار والأوقاف.
من جانبه أكد الدور عماد عثمان مدير التوثيق الأثري بشرق القاهرة أنه لم يتبق سوي قليل الوقت لتسجيل القبة، وذلك بعد أن يتم تشكيل اللجنة الدائمة للمجلس الأعلى للآثار والذي اعتمد في تقريره النهائي القبة الضريحية كأثر مصري، ولكنه سيتم إجراء ترميم وتطوير بسيط للقبة حفاظًا على بريقها.