كل حادثة وحكومتنا مأنتخة

لأن البشر فى بلادنا قيمتهم لا توازى قيمة جزء من القابعين فى المكاتب المكيفة ولا حتى مجرد ان يمروا على بالهم مرور الكرام،ولأن فى هذه البلد العريقة المواطن لا يستحق الا شهادتين اولاهما الميلاد واخرهما الوفاة.

ولان فى مصرنا دائما ما يوجد كبش الفداء ولانه ايضا فى قاهرة المعز لا يوجد من يستقيل اعترافا بالتقصير ولانه ايضا هناك دائما ابدا شماعات واعذار لكل الاخطاء لأن ولأن؛ فلابد ان تقرأ وتسمع وتشاهد اى حادثة طرق وتسرد بعدها السيناريو المألوف والذى يبدأ بتصريح لوزير النقل يبرر فيه ويتعهد ويتقدم بأرقام عن التعويضات للقتلى والمصابين ويليه تصريح لوزارة التضامن الاجتماعى يرفع فيه مسئولوها رقم التعويضات.

وتختتم التصريحات بوزارة الصحة ترصد فيه هى الاخرى ما لديها من رؤى حول ظروف الحادث بقتلاه ومصابيه ولاننا اعتدنا على هذا السيناريو فكان من الطبيعى جدا ان نغير القنوات الفضائية لنتابع معها حديث اصحاب المصائب عن ألم الفقد ولوعته ودعائهم عمن تسبب فى الحادث.

ولأننا اعتدنا وتعودنا واصبحنا وامسينا شعب صد رد فلابد ان لا نطالب بإقالة اى مسئول لم يقم بواجبه واكتفى بأن يدير عالمه الوظيفى من مكتبه الخمس نجوم.

ولأنك فى مصر بلد المحسوبيات والرشاوى والفساد والجاه والسلطان الممزوج بأنين المتعبين ومر الفقراء وحاجة المحرومين فلا يحق لك ان تجمع الادلة والبراهين لتدين بها المتورطين ولتعزل بها المسئولين المقصرين.

وكيف يجول بخاطرك ذلك وكل وزير او محافظ او حتى غفير محتل منصبه حتى يزول عنه من يسانده او من اوصى ببقائه فى مكانه الوثير ، ولان اصحاب المناصب ليس لديهم اجندة ولارؤية ولا تصور لمنظومة اصلاحية ولا حتى استطلاع لمواجهة اية ازمة ولا غد يشرق بلا شمس.

ولأنهم لا يملكون البديل ولان المحروسة تعيش بدعاء الصابرين ورحمة الرحمن الرحيم فلا يفزعك ابدا حادث ميت غمر الأحدث ولن يكون الاخير ولا ترهق نفسك بالتألم على ارواح المفقودين الذين تخطوا العشرين ولا تشغل بالك بالاستماع الى انين وشكوى المحزونين ولا تحاول مجرد المحاولة ان تلقى بأصابع الاتهام على وزير النقل او المواصلات او حتى المرور ولا الكهرباء ولا تنطق بأنهم كلهم مسئولون عما آل اليه حال طرقنا ومواصلاتنا واشارات المرور ولافتات الطرق من تردٍ واهمال اضاف الكثير والكثير السلبى الى وضعنا الحالى وزاد من ارقام وفياتنا ومصابينا.

اياك ان تقول شيئا لان فى مصرنا الاعمار بيد الله والمؤمن مصاب والحذر لا يمنع قدراً وايضا من يمتلك دية القتيل فلا يعبأ بالقادم.

كل ماعليك ان تهتم به هو صدى ومدى تعايش وعيش حكومتنا الرشيدة بمبدأ قدر الله وما شاء فعل.