غنوا يا مال الشام.. حلب تنتصر

لم تغب ملامح النصر عن عيني ومعارك الإرهاب الذى يؤازره خطاب الفتنة والتكفير الديني تدور على تخوم دمشق.
كنت أقرأ شكل التحالفات وأدرك أن الجماعات التي تحركها الأموال تسقط في الرمال.. وأن الخطاب المزهو بعنف التكفير يفقد أمله في التفكير الذى يخرجه من وهم الضلال إلى نور الحقيقة.
وأن من يحارب الإرهاب وجماعاته الدينية التي تشير للعالم بخناجرها الكولومبية لا يمكن أن يتساوى بعين المراقب الحصيف مع من يحارب بجوار الإرهاب ويدافع عن منطقه بقنوات صفا ووصال والجزيرة وأخواتها من رضاعة الكذب والنفاق والتدليس.
وأن النصر محسوم لمن بقي على الأرض وجاء إليها ليزرع الشجر وينبت الأمل.
وأن الهزيمة قضاء وقدر لفرسان تخرج في الفضائيات بمقابل ورداحات في فنادق تركيا وأوروبا تعيش على ما يأتيها من دول الخليج كي تتحول إلى نصال غليظة في جنب وطنها الدامي ...!
وأن من خرج إلى البحر أملا في تأشيرة لجوء لا يستحق جنسيه وطن تناله سهام الأعداء وهو يرى فيساهم بهروبه في تعميقها ...!!
وأن الدولة التي حرسها آل الأسد ونشروا الأمان في ربوعها حتى غنت حلب يا مال الشام.. وتهادى في الزبداني صباح فخرى ومالت بخصرها دمشق على حمص فصافحت حماة أدلب وأخذت الرقة بأحضانها الدير وما راينا الساحل إلا في السويداء ولا شاهدنا الباب إلا في درعا لتبقى سوريا بنهاية المطاف قلب أحرار العالم الواعي بمخاطر الإرهاب ...
كان المشهد برمته يوحي بأن تآمر دولي يُنفق عليه بسخاء من أجل إسقاط دمشق ليفتح الطريق إلى كل عواصم الشرق دون أن يدري بلهاء اشتركوا في جريمة معاداة بغداد وبلاد الشام ولم يعلموا أن الجرح هناك ربما ينزف في خط ممتد عن يتوقف عند مسقط وعمان ...
كان الرهان على الأسد في مواجهة الذئاب ...
وهل المراهن على الأسد تخور قوته أو تنحرف بوصلته ..
وشدت الجغرافيا هناك أزرها بقوة المنطق وعدم الانشغال بزحف الإعلام خلف الفوضى وركز أهل الحق والأرض والتحرير والمستقبل أنظارهم على الأرض وثبتوا فوقها أقدس البيادات في تاريخ عالمنا خلف أشرس الحروب التي مرت عبر التاريخ على هذه المنطقة ..
وكان الفاعلون أكثر إحرازا للنصر من المتحدِثون بآمالهم خلف شاشات الفضائيات يتحاورون مع أوهامهم .. وظن بعضهم أن كيس الدنانير قادر في حرب التحرير على شراء دول كاملة وإسقاط أنظمة مقاومه فلم يقرأوا لا التاريخ ولا الخارطة ..
اليوم يزف لنا الشهر السابع من 2016 نبأ النصر الذى يزين سماوات الشرق بتحرير حلب من الإرهاب ..
الإرهاب السلفي الذى أُنفقت عليه مليارات السفهاء وأَنفقت عليه بسخاء منابر البلهاء ما كان قادرا على أن يحول العالم إلى بقعة من الجنان لو استثمرت هذه الإمكانيات في نشر التسامح والسلام ..
لقد خرجت من المعركة سوريا التي كانت قبل 2011 آمنه ومطمئنه لا تمد يدها ولا يجوع شعبها منتصرة على فلول الإرهاب الذى فتحت له تركيا الحدود ومدته أمريكا بالسلاح والتدريب وهيأ له آخرون ملاذات آمنه بالخطاب الديني وملايين الأطنان من العتاد والراتب الشهري من أجل ماذا ... هوس مر بخاطرهم وظنوا أنهم يحسنون صنعا إلى خيالهم المريض ..
اليوم يعود مجددا صباح فخري إلى مرابضه العتيقة .. وتعود سوريا إلى حضن مجدها وطنا خاليا من الإرهاب وإن مضى على ذلك وقتا كبيرا وجهدا عظيما ..
والتجربة القاسية ستجعل من سوريا ألمانيا جديده ... بعدما كُشف كل شيء .. سجلات الخونة والمتآمرين ... مناطق القبائل التي آوت فلول الإرهاب وأمدته ... مناطق الأرياف التي اعتدت قيم الوطنية وعملت عند الدولار بالقطعة ... الهاربون خلف الحدود التاركون للوطن في محنته ..
الغربلة القوية مطلوبة الآن .. حتى تصفوا سوريا لشعبها الذى دافع عنها وبقي فيها وأخلص لها وتستعد كي تركب قطار المستقبل الذى هشم الإرهاب عجلاته ..
فمبروك لسوريا النصر .. ومبروك لحلب الشهباء الحرية ... ولعل التجربة التي مضت تقنع من بقي في حصون الإرهاب أنه لا أمل في النجاة من الهلاك ... وليس أمامهم إلا التوبة والوضوء برمال الوطن ... أملا في الخروج الجديد إلى الحياة .