كل يوم آراه فى طريقى الى عملى وبالتحديد محطة مترو الزهراء وارى ابتسامته التى لاتغادر وجهه وتواضعه ومحاولته الدائمة لفض اى اشتباك بين المواطنين وموظفى المترو .
ولكنى لم اكن اتخيل انه سيأتى يوم واكون واحدة من المواطنين المشتبكين مع موظفى المترو ليس تميزا ولكن لاننى تربيت على الالتزام والامتثال لكل ماهو صواب.
وفى هذا اليوم مثله كأى يوم اضع تذكرة المترو فى الماكينة التى لم تسمح لى ساعتها بالعبور، وحينها اطلت عليا الموظفة الواقفة وراء حاجز العبور وانقضت واخذت التذكرة ونظرت الى كما لو كنت متلبسة فى قضية مخلة بالآداب ،وسألتها وكلى تواضع ..ايه اللى حصل ؟ فنظرت لى باحتقار ..التذكرة ديه مش من عندنا ..فقلت لها متسائلة هو لازم تكون من نفس المحطة واخرجت مالدى من تذاكر لاننى معتادة على شراء كمية تحمينى من الوقوف فى طابور تذاكر المترو ..
وهنا نظرت الىّ ووضعت يديها فى وسطها وقالت لى ماليش دعوة روحى الشباك وشوفى الحل ايه ..وساعتها صور لى شيطانى كل مايعاقب عليه القانون لولا ان برز ملكى الطيب ونصحنى همسا بالاستغفار الذى اعتدت عليه فى مواجهة كل ازماتى ..وقلت لها معلش افتحيلى عشان انا على حق واكيد فيه حاجه مش مظبوطة عندكم وانا مش هااتحمل اخطاء غيرى ..وتجهمت وتوعدت وهددت وانا كما انا لاأصدق ماأراه الى ان تحدث هو الضابط المهذب بهدوء قائلا عديها يانور..
وبالفعل عدتنى نور وانا لااصدق مايحدث وقلت له ماحدث لايمكن السكوت عليه ،انا مصرة اعرف الخطأ عند مين ،لو انا هااتحمل نتيجته، لو غيرى لازم يجازى ..
وبهدوء لم ار له مثيل قال ..الخطأ فى المنظومة المعمول بها فى جهاز مترو الانفاق وبالتحديد فى الصراف ..وطلب منى ان انظر الى التذكرة محل الخلاف واتأكد هل بها تاريخ وبالفعل نظرت فلم اجد وحينها طلب منى ان اقارن التذاكر الاخرى واتأكد من وجود التاريخ عليهم فوجدت بعضهم بلا تاريخ ..وسألته ماذا يعنى هذا..
فقال لى الصراف يتحايل ويقوم بهذه الحركة التى من خلالها يسرق حق الدولة علنيا فالتذكرة المختومة هى التى ستذهب حصيلتها فى خزينة الدولة وغيرها يذهب فى جيبه هو..ولم أصدق مااسمع ..
ولكنه اكمل حديثه وقال ويترتب على ذلك ماوقعتى فيه اليوم من خلاف واشتباك مع موظفة المترو ومئات غيرك يحدث لهم نفس الاشكال ،والمطلوب منى كرجل بوليس ان اتخذ اجراءات قانونية ضدك وكل من يخالف مثلك؛ ولكنى لاافعل ،لانى اعرف اصل المشكلة وكل ماافعله هو ان أتغاضى والسماح لكى ولغيرك بالعبور..وتملكنى الغيظ والاستياء وسألته كيف هذا ؟لماذا لاتعاقبوهم هؤلاء الصرافين السارقين حق الوطن والشعب فنظر الى نظر المغشى عليه وقال.يااستاذة الفساد مستشرى وانا مش هااقدر لوحدى أواجهه..انا محطوط فى مواجهة مع الشعب وخبرتى بتقولى اعمل بمبدأ الصلح خير ..
واضاف كلنا هنا بنعمل بالصلح خير..ومضيت فى طريقى بعد ان انتهى من كلامه ولم أدر أأشكره أم ألوم عليه ووجدتنى أبحث فى أجندتى عن رقم رئيس هيئة مترو الانفاق كى اطلعه على هذه الكارثة وانا فى انتظار رده حتى لاانضم الى طابور الصلح خير ؛يابلد خيرها بياكله المرتشون والسارقون والكذابون ..