الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رنة نصـب !!


اتصل حالًا .. الخط مفتوح.. هاتدخل معانا فورًا بدون انتظار ومن غير بريد صوتى.. رن مرة واحدة وأقفل وإحنا حانتصل بك ومش حانكلفك جنيه واحد.. لو عاوز تكسب 20 الف دولار كاش اتصل فورًا .. اكسب معانا الجائزة الكبرى وحقق أحلامك .. احذروا التقليد .. الووو مين معانا.

جمل وكلمات اعتاد المشاهدون على سماعها فى القنوات الفضائية، عبر فتاة مثل عروسة المولد، تتمايل على أنغام موسيقى صاخبة، أو شاب يتراقص، على أصوات الأغانى الشعبية، امام الكاميرات لجذب المشاهدين، يناشدون من يجلس أمام اجهزة التلفاز، للاتصال على أرقام التليفونات الموجودة على الشاشة، للاشتراك فى حل أسئلة مسابقات تافهة، الغرض الرئيسى منها النصب والاحتيال للحصول على أموال المشاهدين.

تتم عملية النصب والاحتيال، عبر طرح اسئلة فى برامج المسابقات، من خلال القنوات الفضائية، هذه الأسئلة تتسم بالسذاجة والسهولة مما يغري المشاهدين ليتواصلوا مع القناة بهدف المشاركة في المسابقة، من خلال ارقام التليفونات الظاهرة على الشاشة، املًا فى الحصول على جائزة كبيرة تقدر بالاف الدولارات.

الا ان الغرض الاساسى من تقديم تلك المسابقات هو حصول الفضائيات وشركات الاتصالات علي عائدات الاتصال الضخمة التى تنتج من قيام المشاهدين بالاتصال لحل المسابقة لتحقيق أحلامهم، الا ان العكس هو الصحيح، لأنها ببساطة شديدة ماهى الا أحلام وهمية، من خلال عملية نصب للحصول على رصيد المتصل.

بمجرد اتصالك بالقناة يبدأ العداد في العد من بداية قولك "ألووو"، وحتى ينقطع عنك الاتصال، حيث يتلقى الاتصال "الأنسر ماشين"، ويطلب منك الانتظار، ثم يقوم شخص بالرد عليك، ويطلب الحصول على بيانات عديدة لإطالة مدة المكالمة، ثم يقوم بتحويلك لفتاة ناعمة الصوت، تسألك عن الإجابة، فإن كانت صحيحة، فتزف لك بشرى أنك ستحل ضيفًا بعد لحظات، لحل المسابقة، تنتظر وأنت تفكر فيما ستنفق الاف الدولارات، حتى تصطدم بقطع الاتصال عنك عمدًا، لتيقن معها انك وقعت ضحية نصب .

ولزبادة الحبكه على المشاهد، يقوم احد العاملين بانتحال صفة مشاهد ويتصل لحل سؤال المسابقة، وتكون اجابته دائمًا خطأ، على الرغم من سهولة الاسئله، حتى يغرى باقى المشاهدين بالاتصال، وايضًا لكى تسرى فى قلوبهم الطمأنينه ان البرنامج يتلقى اتصالات خارجيه على الهواء، وان المشاهد قريب من الفوز بالجائزة، اذا استطاع الدخول على الهواء لحل السؤال، مع ان أغلب هذه المسابقات يكون مسجلًا.

الواضح هنا هو إستغلال الفضائيات وشركات الاتصالات لحالة البطالة المنتشرة بين الشباب، وحاجة المواطنين وظروفهم المعيشية الصعبة واغراؤهم بالمسابقات التى تعتمد على ضربة حظ لتحقيق الثراء السريع، مع الاخذ فى الاعتبار أن تلك المسابقات لا تخضع لأى رقابة من أجهزة الدولة.

اؤكد ان شركات الاتصالات شريك رئيسي في عمليات النصب هذه حيث يكون هناك عقد شراكة يجمع بين الطرفين "القناة وشركة الاتصال"، بمقتضاه تكون هناك نسبة من الربح للقناة، مما يؤكد ان خداع المشاهدين يتحمله الطرفين" المحطة الفضائية وشركة الاتصالات" لتحقيق ارباحًا طائلة على حساب المشاهدين دون رقيب او حساب من الجهات المسئولة بالدولة.

يجب أن يكون هناك تشريع مغلظ لحماية البسطاء من أكاذيب برامج مسابقات النصب والاحتيال التى تغتال أحلام المواطنين، وتستنزف جيوبهم، وهذا دور مجلس النواب الحالى، ووزارة الاستثمار، وجهاز حماية المستهلك ، وأن تكون هناك رقابة صارمة على الفضائيات، ومراجعة إشارات بث مثل هذه القنوات، ومدى مطابقتها لاشتراطات البث الفضائى، وكذلك الهدف الأساسى من البث، فضلا عن البحث والتحرى عن مصادر أموال هذه القنوات، ومدى مشروعيتها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-