EN
بداية دعونا نتخلى عن كوننا نعمل تحت سقف واحد وهو الإعلام، وإن اختلف مكان عملنا ومن هذا المنطلق نتساءل ما هى مؤهلات وقدرات اختيار الوزراء فى حكومتنا الرشيدة ؟ وأيضا السؤال الذى يلح وبشدة ما سبب اختيار وزير الثقافة صحفى؟ الإجابة عن السؤال الأول تجدها لا تؤتى ثمارها على مدى وزارات قديمة وحديثة.
فالمؤكد أن المعايير كلها تندرج وتنطلق من زاوية بعيدة كل البعد عن معايير الاختيارات العالمية، ويحضرنى هنا قصة لمهاتير محمد رائد نهضة ماليزيا الحديثة؛ فيقول كنت فى زيارة لأحد المدارس لتكريم مدرسيها النابغين وخطرت لى فكرة وأنا بين الحضور وكنت ساعتها مجرد موظف فى الحكومة وطلبت من المدرسين أن يربطوا فى أقدامهم بالونه ومن يصل إلى المقدمة هو المتفوق وأذهلنى ما رأيت، كلهم تزاحموا ولم يرحموا بعضهم بعضا والكل اختص نفسه بالأفضلية؛ وهنا قلت لهم لم يكن طلبى يعنى أن يطغى أحدكم على الآخر من أجل نفسه كنت أريدكم أن تصطفوا من أجل الوطن.
ويقول بعدها، هذه الرسالة فهمها مدرسو ماليزيا وفهمتها ماليزيا كلها وعينت بعدها وزيرا للتعليم واستطعت أن أعلى صرح هو الأهم فى بناء الأمم.
مهاتير كانت له رسالة وهدف وأمل قس على تجربة مهاتير تجربة وزير وستصاب بالخيبة والإحباط ـفسح المجال أكثر وأكثر واختر وزير الثقافة على سبيل المثال وبالمناسبة أكثر وزير تنشر له أخبار فى كل وسائل الإعلام وأكثر وزير يمنح سفريات وزيارات للصحفيين فى كل مكان مع كل الفرق والفنانين وغيرهم.
والسؤال هنا أين الرؤية وأين الهدف المرجو من الوزير هل افتتاح مهرجانات ومتابعة احتفالات وحفلات تغطى وتحتوى مفهوم الثقافة؟ هل مسمى ثقافة هو ما يقوم به ؟ وأيضا هل رؤيته المستقبلية تتواصل مع طريقته الحالية فى إحياء ومتابعة وترسيخ مفهوم من أهم مفاهيم بناء المجتمع وترسيخه، هل إعداد أجيال قارئة يتم بهذه الطريقة ؟؟...إذا كان اختيار القضاة يتناسب مع وزارة العدل، والدبلوماسيون مع الخارجية، واللواءات مع الشرطة والجيش، والمهندسون مع البترول والكهرباء، والمعلمون مع وزارة التربية إذا كان ذلك هو الراسخ والأعم فلماذا لا يعمم ونأتى بجهابذة الأدباء ورجالات التقافة ليتولوا هذا المنصب ؟ أم أن الثقافة لاتنتشر الإ من خلال اختيار من سيصفق له اتباعه ..عذرا حكومتنا الرشيدة الثقافة ليست بكارنية.
