قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

رحلة «مريم».. من الصفر إلى الــ 93 % !!


قبل عام كتبت عن مريم ملاك ... كنت بجوارها عندما ذهب الإعلام يلعن الحقيقة ويبرر لمصيبة حصولها على صفر دائري في امتحانات الثانوية العامة لعام 2015 م
كان المشهد ملتويا ومجافيا للحقيقة .... إذا كيف وصلت إلى مقعد الامتحان في الثانوية العامة ولم تكتب حرفا واحدا لتحصل على هكذا نتيجة تقول بما يكفي أن هناك انحرافا في المزاج ومجازفة بالوقائع وتحدى سافر لسجل تفوقها الدراسي مما جعل عنوان مقالي حينها معبرا وكافيا وحاكيا وملخصا للمشهد برمته وقد جاء فيه ... طالبة الصفر أو وزارة الأصفار ...
لربما كان الخيار المنطقي لما نشهده ونعاينه من تهاوي المنظومة التعليمية في البلاد على كافة مستوياتها وهجران الطلبة لمقاعد الدراسة وتسولهم في الحارات والشوارع بحثا عن الدروس الخصوصية بعدما أنقطع ضمير المعلم وتشوه وعيه واصبح كل همه البحث عن المال في مقابل معرفه ضن بها على فصول الدراسة النظامية وذهب لبيعها خلف الأبواب المغلقة في معضله فشلت الدولة في التصدي لها والمنظومة الرقابية في إيقاع العقاب بها ..
كانت وزارة الأصفار هي الخيار المناسب للحالة التي تمر بها وزارة التربية والتعليم التي فشلت مجددا في حماية ورقه الأسئلة فكيف لها القيام بترسيخ قيم علميه ومعرفيه في عقول شباب وشابات المستقبل ...؟
وهنا تظهر الأزمة بملامحها وتحتاج لتدخل سريع وعلى عجل لحقن هذه الوزارة ضد الأمراض المستعصية التي تعاني منها وتفريغها من الفساد أشخاصا ومنظومة قبل البدء بأي ملف آخر في البلد لأن من التعليم تكون البداية ...
انطفأت حول مريم ملاك الأضواء ... وانزوت خلف قهرها وراء الباب ... وذهبت لتعيد العام الدراسي مرة أخرى وسط تحفز وإصرار يحكي بما يكفي أننا نملك جيلا لن يموت الأمل به بعدما أستيقظ الإصرار فيه ...
لم تستسلم لما استشعرته مقاصد نالتها بالإساءة والتشهير ... وأخذت من سمعتها وقدرتها فلم تسلم نفسها للاكتئاب وتتوقف عن الأمل خلف كثافه الضباب ..
شمرت عن ساعديها .. وأعادت الحبر لقلمها .. وبدأت مرة أخرى القيام بواجباتها الدراسية ...
لتظهر مريم ملاك في نتائج الثانوية العامة 2016م لتثبت مجددا أنها طالبة متفوقه وأن وقوفنا بجوارها كان حقا لها لتحصل هذا العام على نسبة 93 % مما يثبت إصرارها السابق على أنها طالبه متفوقه فعلا ...ولتحصل في المقابل الوازرة على نسبة الصفر المدور يوم لطمت مريم بإهمالها الذى أضاع من عمرها عاما ... وركز في مسيرتها بصمه لا يمكن تجاوزها بالنسيان أبدا ..
اليوم لا يسعنا إلا أن نقول لمريم ملاك .. مبروك ..
مبروك على التفوق الذى ألفتيه ...
ومبروك على الإصرار الذى عايشتيه ...
ومبروك على تحدى الصعاب التي واجهتيها
ومبروك على الروح المصرية الصلبة التي لا تعرف هزيمه .. وهذا هو النجاح الأهم ... لأنه وحده القادر على تحويل كل تعثر إلى أثر ... وكل انكسار إلى كسر لجملة التحديات التي تعيق المسار ..
مبروك يا مريم ... ومبروك لنا بمستقبل يتملكه يوما قريبا أمثالك من الصادقين المُصرين على النجاح والتفوق .!