قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

العواف يا ثورة 52

×

بعد مرور أكثر من نصف قرن على ثورة 23 يوليو لعام 1952، تعالوا نتجنب الحديث عنها كلية ولا نستمع لمن يؤيدها ويصفها بالانطلاقة ولا نصغى لمن يشجبها ويصفها بالتراجع والتدنى، فقط تعالوا ومن منطلق الحياد أن نعيش فى أرجاء ما قبل 52 والاسرة المالكة والاحتلال الإنجليزى، ونجوب فى مناحى ونواحى مصر المحروسة، التى كانت من أرقى بقاع العالم وكانت مقصدا للكل، وكانت هى من يشار إليها بالبنان ومنها وفيها ولها وعليها يوجد كل شىء، مصر فى الخمسينات، وعلى الرغم من احتلالها وتولى كرس العرش اسرة مالكة ذات جذور تركية، إلا أنها وبشهادة التاريخ كانت الأفضل.

ماذا لو استمر الوضع وتوارث آل فاروق الحكم، سنترك التاريخ يحكى إنجازاتهم قبل الثورة.. وعلى نفس النهج سنقيس الذى حققه الراحل جمال عبدالناصر، ولا تقولوا لى يكفيه مجانية التعليم وتمليك الفلاحين أراض زراعية، فهذه ليست إنجازات بقدر كونها تراجعات، فالمعروف أن عبد الناصر صنع لنفسه زعامة على حساب شعب، كل ماحققه عبد الناصر خلال سنين حكمه هى أنه أصبح ذائع الصيت إفريقيا وآسيويا ودوليا، والذى دفع ثمن ذلك هو الشعب والخزانة، التى انفقت الكثير على حروب وحركات تحريريه فى الشمال والجنوب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، كل الحصاد كان يتركز فى إعلاء رصيد ناصر، ولنترك ناصر فى قبره مع الملائكة، ونتحدث عما تلاه، وهو الراحل السادات وتستطيع القول إنه كان همه شعبه ووطنه أكثر من نفسه وبالفعل حارب وانتصر، وحقق معادلة السلام والقوة، واسترد أرضا، وعمر الصحراء، كان يسارع الزمن من أجل إعلاء الوطن.

بالطبع هو ليس بملاك فله أخطاءه، ولكن كل محاسنه كانت من أجل مصر "الوطن"، قتل السادات -رحمه الله- وجاء من خلط كل الأنسجة وجعلها لا لون لها ولا رائحة -المغفور له إن أراد الله- حسنى مبارك أكثر من ربع قرن فعل فيهم كل ما هو مباح ومتاح من أجل انتزاع هوية المواطن، وجعله كل همه أن يأكل ويشرب وينام، حوله من إنسان له طموحات إلى مجرد كائن حى له متطلبات بيولوجية عليه ان يعيش بها ولها، تراث 31 عاما من حكم المتنحى لن يرحم عليه، لأنه سيسال عن شعب أصبح كعود كمون منفرد وسط حقل من الذرة.

شعب تلهيه كرة القدم وأخبار والراقصات ومتابعة المسلسلات، وتوافه الأمور عن أى شىء آخر شعب يلهث وراء لقمة العيش، المتنحى وبعبقرية فائقه استطاع أن يجعل من المصريين بالونة اختبار ليجلس فوقها ابنه ويكمل ما بدأه هو من طمس لهوية المصريين.

وتتلاحم الخيوط وتتشابك وأيا كان رأينا فى 25 يناير، إلا أنها تطوى صفحة من صفحات التاريخ المصرى الحديث، ويسدل الستار على أطول فترة حكم لحاكم مصرى منذ أيام الفراعنة وتترنح مصر وتتخبط فى عام أجوف يهدد سفينتها كلها، إلا أن الإخوان يتمكنون من الرسو فوق السفينة الحائرة ويعتلون سدة الحكم، وتظهر الأيام أن سعيهم الذى دام أكثر من 80 عاما كان ينقصه تعلم القيادة فهم كمن سافر واغترب واكتنز لكى يشترى سيارة ولما اشتراها لم يكن يعلم فنون القيادة، وسقطت سفينتهم وعادت الأوضاع إلى ما كانت عليه بعد 52 وتولت المؤسسة العسكرية الحكم ومضى عام واثنان والمحروسة ترفع يدها إلى السماء داعية بالأمن والأمان وناس المحروسة كلهم وأنا أولهم اتصفح تاريخ بلدى ولسان حالى يقول: ماذا لو لم تنجح ثورة يوليو ولا أى ثورة من ثورات مصرنا؟ هل كان وضعنا سيصبح على ما هو عليه الآن؟ وهل كانت قاهرة المعز هى قاهرة الزمن الحالى؟.