عجرفة إيراني

تزداد العلاقات السعودية الإيرانية توترا وسخونة بل وسوءا يوما بعد يوم... وما زاد اشتعال الموقف بينهما ما حدث مؤخرا في بروكسل والذي أعقبه ردود متعجرفة من قبل مساعد الرئيس الإيراني الذي رد حرفيا على وزير خارجية المملكة السعودية قائلا: یجب أن یمر الوقت لترکعوا.

قال حمید أبو طالبي، المساعد السياسي للرئيس الإيراني إن الضغوط المالية سترغم السعودية على وقف "دعمها للإرهاب والتطرف".

وفي معرض رده علی تصریحات عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، قال أبو طالبي: "یجب أن یمر الوقت لترکعوا وتنفد میزانیتكم النفطیة".

ولفت في صفحته الشخصیة علی موقع "تویتر" للتواصل الاجتماعي السبت 23 يوليو وقال "عندما صدر في المدینة کتاب مذکرة النصیحة الذي بنی علیه آباؤکم سیاسة التطرف والإرهاب وقاموا بتعیین أئمة للعالم، کنتم آنذاك أطفالا قصر".

وقال المسئول الإيراني متوجها بالخطاب للمسئولين الجدد في السعودیة، "إن العقود الثلاثة الماضیة شهدت علاقات ودیة بین آبائكم وإیران، عندما یصبح القصر وزراء، أول ما یقومون به هو نقد آبائهم؛ هذا هو توهم العظمة".

يذكر أن وزير الخارجية السعودية كان قد اتهم إيران أثناء زيارته إلى العاصمة البلجيكية بروكسل برعاية الإرهاب، معتبرا أنها تؤجج الصراع في المنطقة، من خلال دعمها مجموعات مسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وتأجيج الشيعة في البحرين والسعودية، حسب تعبيره.

وجاءت تصريحات طالبي ورده المتعجرف، بعد مجادلة حادة بين عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي والقنصل الإيراني في بلجيكا؛ إذ امتعض القنصل الإيراني في بلجيكا من رد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، على سؤاله حول اتهام المملكة لإيران برعاية الإرهاب وعلاقتها بتنظيم القاعدة.

وجبير، الذي كان يلقي محاضرة في مركز إيجمونت البحثي، التابع لوزارة الخارجية البلجيكية في بروكسل، قد فوجئ بالقنصل العام الإيراني يبادره السؤال قائلا: إن القول بأن للقاعدة علاقة بإيران يعد بمثابة الدعابة، ليرد عليه الجبير قائلا: "ألا يشير الدستور الإيراني إلى تصدير الثورة؟ ألا يشير الدستور الإيراني إلى الاهتمام بالشيعة المحرومين؟ ألم تقم إيران بتأسيس حزب الله؟

وأضاف الجبير في تساؤلاته: ألم تهاجم إيران أكثر من 12 سفارة داخل إيران في انتهاك لكافة القوانين الدولية؟ نحن لم نهاجمهم، إيران هي التي فعلت.. ألم تدبر إيران وتخطط وتنفذ هجمات سنة 1996 في مدينة الخبر ضد سكن القوات الأمريكية؟ نعم فعلوا، ضابط مراقبة العملية كان أمر اللواء شريفي، ملحقكم العسكري في البحرين صانع القنبلة كان من حزب الله اللبناني المتفجرات، جاءت من وادي البقاع اللبناني.. القادة الثلاثة الأساسيين للعملية هربوا وعاشوا في إيران منذ ذلك الوقت"... "ألا يعد هذا إيواء للإرهابيين؟" ألقينا القبض على أحدهم السنة الماضية في لبنان، وكان يحمل جواز سفر إيرانيا وليس جواز سفر سعوديا، على الرغم من أنه مواطن سعودي.. ألا يعد ذلك مساعدة وتحريضا إرهابيا تقوم به إيران؟ نحن لم نختلق هذه المعلومات".

وتساءل الجبير: "هل يعقل أن يكون العالم أجمعه مخطئا، وأن تكون إيران على حق؟ هل يمكن أن يكون القانون الدولي الذي يوصي بالعلاقات السلمية وعدم التدخل في شؤون الآخرين خطأ، ومقاربة إيران في مواصلتها لأعمالها العدائية جزء من أهدافها بغض النظر عن سلامة الوسيلة؟.. لا أعتقد ذلك".

واستطرد الجبير: "إذا أردت من المسئول السعودي أن لا يكون ناقدا لإيران فتصرف بشكل لا يعرضك للانتقاد.. وإلى الآن فقد كان تاريخكم حافلا بالموت والدمار وعدم الاكتراث بالقانون الدولي والمبادئ الموجودة منذ ظهور الأمم خصوصا تلك المتعلقة بالجوار الحسن، وعدم التدخل في شؤون الآخرين".

تُرى ما الذي تخبئه الأيام القادمة في ظل وجود نبرة عجرفة في الحديث الإيراني للسعودية... فهل هذا التراشق الكلامي بينهما، "طق حنك" أم أنه خلاف جوهري يعكس شحنة داخلية للطرفين، تزيد من جفاء العلاقة بينهما واتساع فجوتها؟

من كل قلبي: على إيران أن تدرك أن علاقات حُسن الجوار ضرورة للتعايش السلمي مع جيرانها وأن نبرات العجرفة والاستعلاء لن تجلب إلا عداوة الدول المحيطة بكم كما عليكم أن تدركوا أن السعودية ليست وحدها في مواجهة مطامعكم التوسعية وأن العرب جميعهم وتحديدا مصر لن تسمح بأي مساس بالسعودية وأمنها وأن الجيش المصري جاهز ومستعد للتعامل مع أي حسابات خاطئة قد تقعون فيها مستقبلا.. عاشت السعودية وعاشت مصر وعاشت الأمة العربية.