بالطبع هناك مستفيدون من تحويل كل خناقة ومشاجرة وحادثة طرفيها مسلم ومسيحى إلى قضية فتنة طائفية واضطهاد دينى منظم والاتجار بها دوليا وفى وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى حتى يتم تصوير الأمر فى العالم أن هناك مذابح واضطهاد منظم للمسيحيين من الدولة أو برعايتها أو بغض الطرف عنها مع المطالبة الصريحة للتدخل الأجنبى فى شئون مصر رغم أن الحوادث والمشاجرات وجرائم الثأر والقتل وكل أنواع الجرائم ترتكب يوميا بين المسلمين وبعضهم.
قلة قليلة من أقباط المهجر تعزف نغمة نشاز وتخرج عن الوطنية والمحبة المعروفة عن أقباط المهجر المحبين لمصر ولإخوانهم المسلمين.
هذه القلة لا تمثل الأخوة الأقباط وليس لها أى حق التحدث باسمهم كما أن ما يوجهوه للوطن وللمسلمين من إساءة وافتراءات لا تعبر عن رأى الأخوة الأقباط فى الداخل والخارج.
هذه القلة القليلة لا تخالف كثيرا عن أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية فى الخارج الذين يريدون إسقاط الدولة بأى وسيلة.
والغريب والعجيب أن المسلمين والمسيحيين يعيشون يوميا فى تعامل يومى فى كل مكان فى البيت الواحد وفى المصانع والمزارع والمؤسسات الحكومية وفى الأسواق لا فرق بين مواطن وآخر ولا يشعر أحدهما بالاضطهاد المفتعل الذى يتم الترويج له فى الداخل وفى الخارج.
المسيحيون فى الوزارات مثل إخوانهم المسلمين والمسيحيون من كبار رجال الأعمال والأثرياء مثل إخوانهم المسلمين وفى البرلمان وفى مختلف وظائف الدولة والمسلمون والمسيحيون أهل وجيران فى كل قرية وكل حارة وكل بيت والكثير منهم شركاء فى تجارة ويعيشون فى نفس الظروف بحلوها ومرها ولا يوجد قانون ينص على تمييز المسلمين على المسيحيين فى أى ميزة أو منحة ..
فأين هذا الاضطهاد المنظم من الدولة ومن المسلمين يا تجار الفتنة ويا زبائن سبوبة بوتيكات حقوق الانسان ويا اعلاميو الفتنة ؟
المسيحيون فى مصر ليسوا فى حاجة لكى يخرج أحد رجال الدين المقيمين بالخارج وتحديدا القمص مرقص عزيز وهو بالزى الكنسى الرسمى لينفث سموم الفتنة والتحريض تحت ستار وذريعة الدفاع عن الأقباط ويكيل التهم للمسلمين وللاسلام ولمسلمى مصر ولرئيس الدولة ولشيخ الأزهر ويتحدث بحديث الافتراءات والكذب والمغالطات على نحو لا يحقق هدفه بالضغط على النظام والدولة داخليا وخارجيا بقدر ما ترك حديثه من أثر سيئ فى نفوس المصريين جميعا والمسلمين بصفة خاصة ولاسيما أن هذا الحديث صدر عن رجل دين مسيحى فى حين أن رجال الدين الأقباط على مدار السنين وفى مقدمتهم البابا تواضروس رمزا للحكمة والهدوء والمحبة ولكن جاء حديثه كنغمة نشاز لذلك لا يجب أن يكون لحديثه أى أثر سيئ فى نفوس المسلمين تجاه أخوانهم الأقباط لأن ما ورد به من اساءات ليس معبرا عن ما فى نفوس الأقباط تجاه أخوانهم المسلمين
أما عن الاحداث الأخيرة المتكررة فيجب بداية أن يصدر قانون بناء دور العبادة للأقباط فى مناخ هادئ وطبيعى وبعيدا عن أى ضغوط على الدولة أو البرلمان وليس تحت ضغط اعلامى أو ضغط أى أحداث ساخنة مثل التى حدثت فى المنيا و بدون تسرع أو عجلة وبعد دراسة مستفيضة تراعى كل الأبعاد ..كما يجب أن يصدر القانون ليطبق ويحل المشكلة ولا يؤججها لذلك التعجل غير مطلوب
وحتى يصدر القانون يجب تغليب الحكمة و منع الفتنة من جذورها وقطع الطريق على مشعلى الفتنة وعلى من لا يريد بمصر خيرا وذلك بالتوقف عن تحويل أى منازل الى كنائس ووقف بناء اى كنائس بدون ترخيص لحين صدور القانون الذى من المنتظر أن يضع ضوابط واشتراطات محددة وعادلة لبناء الكنائس.
وعلى الدولة ممثلة فى أجهزتها الأمنية أن تكون حاضرة وبقوة فى أماكن هذه الأزمات قبل اشتعالها وقبل أن تصل الأمور لمرحلة اعتداء طرف على طرف وأن يطبق القانون بحزم على كل طرف معتدى وألا يسمح باندساس عناصر متطرفة من أى جماعة واشعال الفتنة والتعدى على الطرف الآخر.
وهنا يجب الاشادة بالدور الذى يقوم به بيت العائلة والذى يضم نخبة من حكماء رجال الدين من الجانبين فى احتواء هذه الازمات وعقد المصالحات وانهاء الأزمات بطرق ودية لتصفية النفوس بين الطرفين لأنهم اولا وأخيرا جيران وسوف يستمرون فى العيش معا ولكن ذلك لا يجب أن يلغى أو يكون بديلا عن دور القانون وتطبيقه على المخطئ والمعتدى.
وعلى اعلام الفتنة التوقف عن المتاجرة بكل مشاجرة طرفيها مسلمين واقباط تحت أى ذريعة وأن تكون المهنية والمعلومة الدقيقة الصادقة هى الأساس فى التغطية التى يجب أن تأخذ حجمها الطبيعى دون الانجرار وراء التسخين المتعمد على وسائل التواصل الاجتماعى .