قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ذكرى ثورة لم تدرك أهدافها.. 23 يوليو المجيدة..!!


بعد 64 عاما مرت على ثورة 23 يوليو المجيدة في 1952م لا يملك التاريخ إلا أن يتخذ موقعا جيدا على إحدى نواصيه كي يرى كيف دارت أحداثها ومرت قيمها وتلاشت أهدافها وإن أراد أن يسكب محجنه من دموع فلن يمنعه حينها أحد ...

ربما يرى البعض أن الانقلاب على العهد الملكي برمته كان خطيئة وهو مشهد لم تبدأ به الثورة التي أرادت التصحيح لا الانقلاب وضبط المسار لا الانتصار بخطف كرسي السلطة خلف شهوة زائلة للحكم ..

ولكن ظهر بعد ذلك أن الأهداف الكبيرة التي قامت من أجلها الثورة ومنها العدالة الاجتماعية لم تكن لتمضى في طريقها بجوار نظام يرفع الإقطاع ويحمي الإقطاعيين على حساب جماهير من شعب الحفاة والعراة الأجراء بالعرق في أرضهم وبين شوارع وطنهم فبدأت بتغيير نظام الحكم من أجل أن تتمكن من توزيع الأرض مرة أخرى انتصارا لمبدأ عدالة غاب مع كل الأنظمة التي حكمت بعد جمال عبد الناصر الزعيم الذى جمع الأشتات والصوت الذى صوتت له قيم العدالة والتحرر والمساواة وإن مسها حيف في التطبيق أو ضغط هنا وهناك من رجال الدولة العميقة التي لم تربيهم قيم حقوق الإنسان وما تحتاجه من ضوابط إلا أن ذلك لا يغض الطرف عما لحق الوطن كله وشعبه من فوائد ..

وبدأت الثورة المجيدة موجة من التصنيع في وطن اشتهر بأنه وطن زراعي ولا مجال فيه للتكنولوجيا والعقول المبدعة فجاءت الثورة بكتالوج مصري أبهر العالم وجعل كوريا واليابان تسير رحلات استكشافيه إلى مصر للوقوف على تجربتها الإبداعية في توطين التكنولوجيا وبناء النهضة .. وقهر التحديات بالإنسان المصري الذى أنتجته الثورة ... فيما توقفت كل الأنظمة التي جاءت بعد الزعيم جمال عبد الناصر عند هذه الحدود فلم تطورها بل اعتدت عليها وذهبت للاستثمار في نطاق الاقتصاد الرخيص والخفيف وتجار الجملة والتجزئة فغمرنا اقتصاد السوق لا العرق والكفاح وهو الاقتصاد المعتمد اللعب بالتبريد والتسخين للأراضي والاستثمار الهائم في موارد لا تضييف للإنتاج القومي الأصيل المعتمد على الصناعة والزراعة شيئا بعدما اعتمدت على التجارة والاسواق المفتوحة حتى غرق الوطن في الفقر وظهرت مرة أخرى الفروق الهائلة بين طبقات الكسيبة من الرأسماليين الجدد أعوان السلطة وجماهير الشعب أعوان الفقر والمرض ..

واعتمدت ثورة 23 يوليو ونحن بذكراها على قيم وطنيه وإعلام وطني وفكر وحدوي يجعل من مصر أما للمصريين بلا فرق تأسيسا لقيم المواطنة التي كان شعار مرحلتها أرفع رأسك يا أخي أنت مصري ... فوقفت الثورة لفكر الاستعمار والإرهاب الديني بالمرصاد وهو الفكر الذى فضل التعاون مع الإنجليز على الانسجام مع القيم الوطنية وذهبت الثورة في تحد واضح لرجال الإقطاع المتعاون مع خلايا التيارات الدينية التي تعتدى على حق الجماهير في الاستقرار والأمن وبمشاهد مناوئة للقيم الوطنية وجدنا بهجة هؤلاء اللصوص من جماعات التأسلم بهزيمه الجيش المصري البطل على جبهات القتال في 67 لتظهر للعلن أن بيننا فصيل يعادى الوطن ولا ينتمي لترابه ويحق للدولة أن تحرمه من أن يدفن في أرض بغى عليها وهلل يوم ضاعت عنها السيادة ومرغتها في الأرض انكسار مؤقت لبطولة البياده ..

ومن هنا كانت الشدة في التعامل والحسم في ملف الحريات من أجل التصدي للصوص من كل نوع وإسقاط ما يخطط للوطن وينفق عليه من موارد الخيانة التي زحفت بشماتتها تحاصرنا وها هي بناتها اليوم في سيناء حول تيارات التدين السلفي تحمي ظهرها في سيناء بالعدو الصهيوني كي تقاتل جيشنا البطل وتفتك عبر تفجيراتها بشوارعنا الأمنه فتنشر الذعر وتمنع الاستقرار اللازم الضروري لأي نهضة وتطور حقيقي ...

ومع ذلك فإن المشهد برمته لم تبن عليه الحكومات التي أعقبت ميلاد ثورة 23 المجيدة على يد الجيل البطل الذى تزعمه فيما بعد جمال عبد الناصر رحمة الله عليه .. ففتحت في العهود التالية البلاد أمام استباحة دولة المسبحة والزبيبة وهي الدولة التي انتصر فيها أهل الجلابيب القصيرة على العقول الكبيرة ومضى بعدها نظام حسني مبارك ليدشن حلفه في الحكم مع التيارات الدينية على أن لكم المساجد ولي قصور الحكم ومسارحه .. حتى قويت شوكة تيارات الإرهاب وخرج من بينهم من يقول هنفجر مصر ..!!

اليوم يبدو المشهد برمته بعد مضى 64 عاما على الثورة المجيدة التي قامت لرعاية مصر وشعبها والنهوض بها ليظهر كيف انحرفت عنها نظم الحكم وعن مبادئها قيم القيادة حتى وصلنا مجددا إلى سيطرة رأس المال شيوع المرض والفقر والجهل مرة أخرى مع محاولات مستميته لقصر التعليم على نخب معينة تلغي مجانيته وتحرم الشعب غير القادر من سطور بهجته ..

بيد أن الآمال معقوده على العهد الذى جاء بعد 30 يونيو 2013 م رغم ما يعترضه من معوقات ليكون وفيا لثورة 23 يوليو ومبادئها وقيمها فيعيد ضخ الدماء في عروق هذه الثورة الأم ... ثورة النهضة والتحرر والاستقلال الوطني والتي تمر اليوم ذكراها ال 64 ونحن على الحال الذى نعاينه ....!!