رغم إعلان السلطات التركية عن إحباط محاولة الانقلاب على السلطة في البلاد بشكل كامل، إلا أن مختلف أنحاء تركيا لا تزال تشهد اشتباكات بين القوات الحكومية والعسكريين المتمردين.
وبالرغم ما أكده رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، منذ ساعات، بأن القوات الموالية للحكومة قضت تماما على محاولة الانقلاب العسكري، مشددا على أن الحياة عادت إلى طبيعتها في تركيا.. "إلا أن الأمر على أرض الواقع ليس بهذه الصورة الوردية".
قال يلدريم، خلال زيارته لمبنى التلفزيون التركي: "أدعو المواطنين إلى الهدوء ونبذ الفتنة، لقد تم القضاء بشكل كامل على المحاولة الانقلابية الفاشلة، والحياة عادت لطبيعتها في تركيا".. ونقول له: "الأيام وحدها كفيلة بالرد يا معالي رئيس الوزراء.. إذ يصعب التكهن بين عشية وضحاها بهذه السرعة!!!"
وكان رئيس الوزراء التركي قد دعا الشعب التركي إلى عدم الإصغاء للحملات الدعائية ضد الحكومة، كما أكد أن الأتراك لا يجب أن يخلطوا بين المؤسسة العسكرية الشريفة والخونة الإرهابيين.
وقال يلدريم عن الجيش التركي: "العسكريون الذين أفشلوا محاولة الانقلاب كانوا أبطالا شرفاء، وتركيا تطهر المؤسسة العسكرية من العناصر الخائنة".
كما أكد يلدريم أن أنقرة قضت بشكل كامل على المحاولة الانقلابية.
وبالرغم من المعلومات التي تؤكدها أنقرة بالقضاء على الانقلاب، تأتي وكالة "فرانس برس" الفرنسية برأي مختلف، إذ كانت قد أفادت الأحد الماضى 17 يوليو، نقلا عن مسئول تركي طلب عدم الكشف عن هويته، باستمرار الاشتباكات في قاعدة قونية الجوية بين الشرطة والقوات الخاصة التركية من جهة، والانقلابيين الذين يتصدون لمحاولة اعتقالهم، من جهة أخرى.
وفي وقت سابق، أفادت قناة TRT التركية، بأن رجال الشرطة دخلوا القاعدة لاعتقال ضباط من الجيش تنفيذا لمذكرات توقيف بحقهم.
في الوقت ذاته، قالت قناة "خبر ترك" إن السلطات استخدمت خراطيم المياه في أثناء الحملة الأمنية في القاعدة.
بينما قناة "سي إن إن" كانت قد أعلنت أن 21-25 عسكريا من منظمي الغارات على فندق "مرمريس"، الذي كان يتواجد فيه الرئيس أردوجان في بداية المحاولة الانقلابية، لا يزالون طلقاء.
قوات الأمن تحتجز الانقلابيين في مطار صبيحة جوكتشين باسطنبول.. حيث من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام تركية بأن قوات الأمن قامت، الأحد الماضى 17 يوليو ، في مطار صبيحة جوكتشين الدولي باسطنبول باحتجاز المشاركين في محاولة الانقلاب على السلطة في البلاد.
وذكرت الوسائل أن العملية جرت في الطابق الثاني من المطار، مشددة على أن قوات الأمن احتجزت 11 شخصا من بينهم قائد قوات الدرك التركية. وأشارت إلى أن الانقلابيين استسلموا لعناصر قوات الأمن بعد اشتباك لم يدم طويلا.
من كل قلبي: أهمس في أذن السيد أردوجان وأقول: بغض النظر عن نتيجة الانقلاب، إلا أن تركيا تواجه مشاكل داخليا وإقليميا كبيرة بسبب سياستك المتعجرفة.. وإذا كنت تحلم بأن تكون الزعيم الأكبر في المنطقة لتعيد تاريخ أسلافك من السلاطين.. فمن الأجدر لك أن تلتفت لمشاكلك الداخلية بدلا من إثارة المشاكل مع جيرانك دون استثناء أو مواربة.