أردوغان تفنن في التنكيل بجنرالات وجنود الجيش عبر إذلالهم على شاشات التليفزيون .. وأمر أنصاره بالانقضاض على القوات المسلحة
- الرئيس التركي تفنن في التنكيل بجنرالات وجنود الجيش عبر إذلالهم على شاشات التليفزيون
- أردوغان أعطى إشارة البدء لأنصاره لانقضاض على القوات المسلحة
- اعتقال وإقالة عشرات الآلاف من الجنود.. والمشنقة في انتظار كبار القادة
لليوم الثالث على التوالي، واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ساسية الانتقام والتنكيل بجيش بلاده، حيث دعا منذ اليوم الأول أنصاره للخروج في مواجهة الجنود، وذلك بعد ساعات من إصدار القوات المسلحة بيانا أعلنت فيه الانقلاب على الحكومة الحالية.
لم يدرك أردوغان خلال قيامه بالانقلاب على الجيش التركي، أنه ينقلب أيضا على الأسس التى وضعها مؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
وامتلأت سجون أردوغان بعشرات الآلاف من الجنرالات والجنود، بعد اعتقالهم بشكل مهين، ونشرت صور لهم عراة وملطخين بالدماء خصوصا الذين تم اعتقالهم على جسر البسفور. والمدهش أنه تم ذبح أحد هؤلاء الجنود بدم بارد على يد أنصار أردوغان، الذين طالبهم بالبقاء في الشوارع، وهو المطلب الذي ينادي به ييوميا منذ يوم الجمعة الماضي.
وعلى الرغم من أن ظهور أردوغان على تطيبق "فيس تايم" بدا أنه أغنية "البجعة"، وأن نظامه يترنح في مواجهة انقلاب عسكري إلا أنه أعطى إشارة البدء للتنكيل بجنوده، عبلا دعوة أنصاره للنزول إلى كل الميادين والشوارع، والمفارقة المدهشة أن طائرة الرئيس التركي كان في مرمى نيران طائرات "إف-16" التابعة لقوات الجيش، إلا أنها لم تقوم بإسقاط طائرته.
ويدرس أردوغان حاليا تعديل الدستور من أجل تنفيذ إعدامات ضد من وصفهم بالانقلابيين، وذلك بعد أن أعلن بن علي يلدريم اعتقال حوالي 9 آلاف جندي، وإقالة 8 آلاف آخرين من كبار الرتب في الجيش.
وواصل الرئيس التركي في التنكيل بالجيش، بعد أن قام بتصوير هذه الإهانات على الهواء مباشرة حيث تم تصوير اعتقال من وصفهم بمدبري الانقلاب، وظهروا على شاشة التليفزيون التركي مقيدي الأيدي، ومصابين بإصابات بالغة في الوجه، وتم تصوير الفيديو داخل قسم الشرطة بأنقرة. ومنح أردوغان الشرطة سلطات مطلقة للتنكيل بجنود الجيش، على الرغم من أنه في أى دولة يتم التعامل مع القوات المسلحة على أنها حامية الوطن من الأعداء. وأوقفت السلطات التركية ما مجمله 103 جنرالات وأميرالات، تم اعتقال الجنرال أدم حدوتي قائد الجيش الثاني والجنرال أردال أوزتورك قائد الجيش الثالث.
وذكر مراسل صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إيان بيريل الذي كان شاهد عيان على ما حدث لجنود الجيش حيث قال إنه تم تكسير نوافذ الدبابات، وامتلأ جسد الدبابات بوابل من الرصاص، كما امتلأت الشوارع بالدماء.
الرئيس التركي وصف الانقلاب بأنه "هدية من الله" حتى يتمكن من تطهير الدولة من فيروس عدوه اللدود فتح الله جولن زعيم حركة خدمة، والذي يعيش في المنفى في ولاية بنسلفانيا الأمريكية.
وقال إن تركيا عبر وزارتي الخارجية والعدل ستطالب واشنطن بترحيل جولن، وذلك خلال تشييع ضحايا جسر البسفور، والذي كان من بينهم إيهان فارانك، شقيق مساعد أردوغان، والذي كان يعمل مهندسا للكمبيوتر.
وسارع أردوغان في إجراءات محاكمة الجنود حيث بدأت اليوم الإثنين أولى جلسات المحاكمة في أنقرة تحت حراسة مشددة من الشرطة.
ويأتي مثول الجنود أمام المحكمة في إطار عزل الآلاف من ضباط الشرطة مع اتساع نطاق حملة تطهير القوات المسلحة والقضاء بعد محاولة الانقلاب الفاشلة وهو ما أثار قلق الحلفاء الأوروبيون من أن يكون هذا تجاهل لحكم القانون.
وفي الداخل التركي، انتقدت الأحزاب التركية، على الرغم من رفضها للانقلاب العسكري، حملة أردوغان المسعورة ضد الجيش، حيث طالب حزب الشعب الجمهوري المعارض بعدم تصوير الجيش على أنه عدو، مشيرا إلى ضرورة تقديم المعتقلين للعدالة. في الوقت الذي رفض فيه حزب الشعوب الديمقراطية الكردي مطالبة أردوغان بتعديل القانون من أجل تنفيذ عقوبة الإعدام.
وتوالت ردود الفعل الدولية التي تطالب الرئيس التركي بالإلتزام بحكم دولة القانون والديمقراطية، وعدم اتخاذ إجراءات غير دستورية، بل أن دول أوروبا هددت أنقرة بعدم ضمها إلى الاتحاد الأوروبي.
وانتقدت المانيا "مشاهد معززة من التعسف والانتقام" شهدتها تركيا بعد الانقلاب، وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت: "في الساعات الأولى التي تلت الانقلاب شهدنا مشاهد مقززة من التعسف والانتقام ضد الجنود في الشوارع. هذا لا يمكن قبوله".