قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تركيا ومحاولات التحرر من قبضة الإرهاب...!!


يقينا ستبقى هذه الجمعة التي جاءت بمنتصف يوليو 2016م علامة فارقة في تاريخ تركيا المعاصر.. وسيحكي التاريخ فيما بعد أن تركيا قبل جمعة منتصف تموز لا يمكن أن تظل نفسها تركيا بعد هذه الجمعة المثيرة التي حاول فيها مجموعة من الضباط الأحرار القيام بحركة تحررية تنتشل تركيا الدولة والشعب من بين براثن الارتهان للإرهاب الذى أغرق به المنطقة نظام الحكم التركي بقيادة الأرعن أردوغان وجماعته من التنظيمات الإسلامية المتطرفة والراعية للعنف والمنظِرة له بل والمصدرة له أيضا لجميع النطاق الإقليمي المحيط بتركيا ...!!

وسيبقى خاطئا من يراهن على أن الاستقرار من الممكن أن تجنيه سياسات عدوانية تحفر في المحيط الجغرافي حلقة من نار حول الدولة والشعب التركي الذى سُرق وعيه بشعارات الحكومة الدينية في تركيا فخاصمت روسيا وتقاطعت مع إيران بدعم الصراع الطائفي والمذهبي في المنطقة وفقدت مودتها مع أوروبا ثم غرقت في سيل الإرهاب الذى فتحت أمامه هذه الحكومة التركية حدودها الطويلة كي تُسقط جوارها العربي بدمشق وبغداد بعدما تحولت أنقرة إلى رأس حربة في المشروع الإرهابي عندما جعلها ساسة حزب أردوغان منصة إطلاق على القاهرة وما حولها ولا زالت أياديهم الداعمة للإرهاب ترصد ليبيا واليمن والقرن الإفريقي عابثه بهذا النطاق بغية الإمساك برؤوس استراتيجية تمكنها بظنها لإخضاع خصومها بدلا من التعاون المثمر مع كل جوارها ..!!

سيقول البعض أن تركيا وطن مبادئ وأنها تناصر ثورات التحرر في المنطقة العربية وتعمل من داخل واجبها الإسلامي لمساعدة شعوب المنطقة.. ولكن الحجارة التي ستنهال على رؤوس أصحاب هذا الطرح لترجم مجاذيبه ستأتي من تل أبيب التي سارعت تركيا أردوغان إلى تطبيع العلاقات الكاملة معها وهي كيان صهيوني مغتصب للأرض العربية والمقدسات الإسلامية وتمارس إرهابا يوميا بحق شعب عربي أعزل لم يجد من يقف بجواره وينصر قضيته ...!

السياسة التركية الطامعة والراعية للإرهاب ظنت أنه بمقدورها الاستثمار فيه دون أن يصلها شره وينالها بغيه وتُعاقب بجريمه اللعب بالنار في منطقه لا يسلم مطلقا من يضع يده فيها متحالفا مع الشيطان الذى يطل برأسه السلفي ليحصد الأمان في كوكبنا وليس نطاقنا الإقليمي فقط ...!

لم يكن التفجير الإرهابي الذى ضرب مطار أتاتورك أواخر يونيو 2016 وراح ضحيته عشرات القتلى والجرحى إلا بداية شغوفه لوضع الحصان أمام العربة ولإقناع مجموعة من ضباط الجيش التركي الأحرار بضرورة القيام بواجبهم تجاه الشعب التركي وإنقاذه من الارتهان لسياسة الحدود المفتوحة وتوريد إرهابي العالم إلى دول الجوار عبر نفس المطار الذى ضربه الإرهاب مؤخرا وكان قيامهم بهذا الواجب رغم صعوبة المحاولة في الساعات المتأخرة من مساء الجمعة بمنتصف تموز عملا كبيرا وإن لم يكلل بالنجاح الكامل فلا زال المشهد محاطا بضبابية واسعة إلا أنه رساله كافيه ستظل تعمل لتعلن أن بطن الدولة التركية تتفاعل وأن هناك تحركات لا يمكن لها أن تقبل الذهاب بالشعب في مغامرات عدوانيه ضد دول الجوار جميعها دون أن تصل النيران التي بيد حكومة أردوغان إلى داخل الدولة التركية فتحرقها ,,,

الآن المسئولية تقع كاملة على عاتق الشعب التركي الذى يملك الخيارات الكاملة إما بالانضمام لحركة المستقبل وانتشال تركيا من ابتزاز إقليمها وعالمها بالاستثمار في التنظيمات الإرهابية أو السقوط في نفس السوق الذى بِيعت فيه مصانع مدينه حلب السورية عبر تجار الحروب الذين أوفدهم أردوغان لسرقة المدينة العربية التصنيعية الأولى في الشرق الأوسط ..!

الواضح أن الساسة الأتراك اليوم لم يستفيدوا بالقدر الكافي من تاريخهم ولم يدركوا أن المغامرة مجددا بسياسات التوسع ربما تؤدي في النهاية إلى تقسيم وطن يضم العديد من الأعراق والديانات والمذاهب ولا يملك تاريخا كافيا يسمح له بأن يعيش منسجما إلا في ظل نظام ديمقراطي يحترم الحقوق الواجبات ومنها بالطبع حمايه الجوار وصيانه الحدود وعدم التدخل ...

ستبقى جمعة النصف من تموز بكل ما أحدثته وستحدثه في السياسات التركية هي الفاعل النهائي المحدد بلا ريب لمستقبل دولة تسعى فوضى الإسلامويين الحاكمين لها لأن تهزم استقرارها وتنال من مستقبل شعبها ... والأيام والأعوام القادمة ستبوح بما تنوء بحملة السطور وهي تنوح من فعل أياد مكرت ببغداد ودمشق والقاهرة وظنت أنها من الممكن أن تفلت من عقاب الجغرافيا والتاريخ ...!!