قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

التحرك الإسرائيلي في أفريقيا

×

التحرك الإسرائيلى فى أفريقيا بدأ منذ عدة عقود وليس وليد جولة نتنياهو الأخيرة التى عبرت بصدق أكبر عن الأهداف الصهيونية تجاه مصر وسعي الكيان الصهيونى للسيطرة على دول حوض النيل من خلال الدعم العسكرى والتكنولوجى والاقتصادى لهذه الدول خاصة التعاون مع إثيوبيا.

التحرك الإسرائيلى فى أفريقيا أثمر نجاحه فى إتمام بناء مشروع سد النهضة الإثيوبى وسيتم استكمال نجاحه بما أعلنه نتنياهو عن دعم وتعاون إسرائيلى إثيوبى فى إدارة مياه سد النهضة ولن يتوقف عند هذا الحد بل سيستمر فى دعم دول أخرى من دول حوض النيل على إنشاء سدود على النيل تحت ذريعة توليد الطاقة على غرار سد النهضة، والهدف من كل هذا هو مصر.

لا ينخدع أحد بما تحاول إسرائيل إظهاره من تعاون مع مصر فى مواجهة الإرهاب فى سيناء بالسماح لقواتنا المسلحة فى مواجهة الإرهاب فى المنطقة "ج" التى حددت اتفاقية السلام طبيعة انتشار القوات بها ..الكيان الصهيونى لا يقدم شيئا لوجه الله بل أن الإرهاب الذى يتخذ الإسلام واجهة له بالمنطقة لا يمكن أن تكون يد الموساد الإسرائيلى بعيدة عن لعب دور قذر فى خلق هذه الكيانات الإرهابية لإشعال المنطقة من ناحية وتشويه صورة الإسلام من ناحية أخرى.

ولكن هل يأتى اليوم الذى تنجح فيه إسرائيل بأن تكون عضوا فى الاتحاد الأفريقى بصفة مراقب كما طالب نتنياهو؟
لا أعتقد أن هذا اليوم قد اقترب رغم نجاح إسرائيل فى إيجاد بعض الدول الداعمة لهذا الاتجاه والمطالبة به وفى مقدمتها إثيوبيا ولكن يظل الكيان الصهيونى المغتصب للأراضى العربية والذى يقتل الأطفال ويمارس الإرهاب على الفلسطينيين العزل كيانا مرفوضا فى أفريقيا السمراء وأن حاول أن يظهر بدور الحمل الوديع الذى يسعى لمواجهة الإرهاب والتطرف بالمنطقة.

ويبقى السؤال هل تعيد إسرائيل فتح ملف توصيل مياه النيل إلى الكيان الصهيونى عبر سيناء كما كانت تحلم منذ مفاوضات السلام فى عهد الرئيس السادات ؟

وهل تتخذ من اللعب فى ملف حوض النيل ودعم اثيوبيا أوراقا للضغط على مصر فى هذا الاتجاه وان كان ضغطا يأخذ شكلا ناعما تحت ستار دعم وتطوير العلاقات مع مصر ؟

وتحليلى أنه حتى لو كانت اسرائيل تسعى لذلك أو تحلم بذلك فأن النظام فى مصر لن يستجيب لهذه المطالب التى يرفضها الشعب المصرى رفضا باتا لا مناقشة فيه كما تمنعها القوانين الدولية التى تحكم الأنهار التى تمر داخل الدول

ولكن التحرك الصهيونى فى افريقيا لا يهدف فقط السيطرة على ملف ودول حوض النيل فهناك نية للتواجد العسكرى الاسرائيلى واقامة قواعد عسكرية لها تحت ستار التعاون فى مكافحة الارهاب وهو الذى صرح به نتنياهو- عقب توقيعه عدة اتفاقيات مع نظيره الاثيوبى خلال زيارته الاخيرة منها اتفاقيات فى مجالات المياه والزراعة والتعليم وغيرها – والذى أكد فيه استعداد اسرائيل للتعاون مع أى دولة افريقية فى مواجهة الارهاب بناء على طلبها

وقد سبق هذه التحركات نجاح الكيان الصهيونى فى السنوات الأخيرة من دعم علاقاته مع دولة اريتريا وعقد العديد من الاتفاقيات الثنائية بينهما مكن اسرائيل من التواجد العسكرى فى احد الموانئ الاريترية على البحر الاحمر حتى تحقق حلمها وسعيها للسيطرة على المدخل الجنوبى للبحر الاحمر عند باب المندب.