الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا تستقبل المضيفات الركاب على باب الطائرة؟


سألتني إحدى الصديقات المقربّات إليّ وتعمل مضيفة جوية: "هل تعلمين الأسباب وراء استقبالنا للركاب على باب الطائرة قبل الدخول إلى متنها؟" فأجبت: "أعتقد أنه من باب الضيافة والذوق واللباقة واللياقة".. قالت: "هذا هو الجزء الظاهر، لكنه ليس المهم، فليس لهذه الأسباب نستقبل ضيوفنا!".. فقلت لها: "إذن.. أخبريني بالأسباب الحقيقية؟".

فقالت مبتسمة: يظن البعض أن استقبال مضيفات الطيران للركاب على باب الطائرة وتوجيههم إلى مقاعدهم هو من باب الترحيب وحسن الضيافة غير أن الواقع هو لأسباب أكثر أهمية من ذلك لشركات الطيران وأكثر أمنية.

واستطردت.. إذ يهدف استقبال الركاب على باب الطائرة إلى إجراء تقييم سريع لكل راكب خلال ثوان معدودة، والتأكد من عدم تسبب أحدهم بوقوع مشكلة على متن الطائرة، عندما تكون على ارتفاع 35 ألف قدم عن الأرض.

وتقول صديقتي التي تعمل على أحد الخطوط الجوية الأجنبية.. وتعتبر من المضيفات الجوية ذوات الخبرة في هذه المجال.. إن شركات الطيران تحاول بهذا المظهر، أن تشعر الركاب بالترحيب على متن الطائرة، وخلق انطباع مميز لديهم بأن طاقم الطائرة ودود ومضياف ويمكن الوثوق بأفراده.. إلا أنها في الواقع تحاول أن تحلل شخصية كل راكب، عندما تفحص بطاقات الصعود على متن الطائرة وتتبادل المجاملات مع الركاب، وتحاول التأكد إن كان أيا منهم في حالة مرض أو سكر، أو إذا ما كان في مزاج سييء، وفيما إذا كان يمكن الاعتماد عليه في حالات الطوارئ.

كما أن المضيفات تراقب ما إذا كان الراكب يعاني من إصابة أو إعاقة جسدية، تجعل من الصعب عليه الجلوس في أماكن معينة من الطائرة، والتأكد من وجود أحد الركاب أو أفراد الطاقم قادر على المساعدة في حال تعرض هذا الراكب لأي طارئ.

ولا تقتصر مراقبة مضيفات الطيران للنواحي السلبية لدى الركاب، بل يحاولن تحديد أي راكب لائق جسديا ويتمتع ببنية قوية، يمكن أن يقدم المساعدة، في حال تعرض الطائرة لهجوم أو محاولة اختطاف، أو في حال أبدى أحد الركاب سلوكا عدوانيا وتطلب الأمر السيطرة عليه وتقييده على متن الطائرة.

لذا، من أهم شروط اختيار المضيفة الجوية لدى كبريات الشركات.. أن تتمتع بقوة ملاحظة وفراسة وفطنة يعتمد عليها طاقم الطائرة بمن فيهم قائد الطائرة.. ومعيار الجمال يكون الأخير لدى هذه الشركات.. الذكاء والفطنة واللباقة هم أهم الشروط عند الاختيار.

من كل قلبي: نتمنى أن تتأسى الشركات العربية بمثل هذه المعايير بدلا عن الجمال الذي يأتي في المرتبة الأولى.. ويكون من الصعب وجود حلول سريعة في حال وقوع كوارث لا قدّر الله، وذلك لأن عنصر الذكاء غائب أو لم يحسب له منذ البداية.. وأعتقد أن لدينا من النساء العربيات الذكيات المتميزات اللاتي لهن قدرات على التفوق في المجالات التي يخضنها.. فقط إذا أتيحت لهن الفرصة.. وتحية كبيرة للمرأة العربية!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط