دعونا ولو فى احلامنا وخيالنا المريض نتبادل الادوار ونتخيل ولو للحظة اننا قمنا بغزو الولايات المتحدة وبريطانيا وقتلنا وشردنا ملايين من شعوبهم البريئة وزد من احلامك قليلا وعش وهم بطولة تدمير بنية تحتية وايضا تشويه اجيال جسديا ونفسيا ، وبعد سنوات من الغزو الغاشم وترك واشنطن ولندن شراذم وعصابات تقتل بعضها بعض قام رئيس وزراءنا المبجل او رئيس دولة حليفة قوية لنا ولتكن العراق المكلومة باصدار بيان وعقد مؤتمر صخفى يعلن فيه اعتذاره كشخص شارك فى اتخاذ التبعية وشن حربا على الآمنين البريطانيين والامريكيين.
واكد فى خطابه التاريخى ان قرار الحرب استند الى معلومات خاطئة وان هاتين البلدتين لم تملكا يوما أسلحة كيماوية وان تقرير اللجنة المكلفة بذلك كان مبنيا على وهم ومحض خيال وربما كانت معلومات مضللة ، ومسح رئيس الوزراء المبجل دمع عينه الرقراق وقال باسى وحزن اننى أسف على مشاركة بلدى فى الحرب وأسف ايضا على مافقدته من جنود فى حرب بنيت على قرار خاطىء وغير راجح.
فقط عليك ان تتخيل هذا ، وردة الفعل الدولية بل والعربية تجاه هذا البيان الشمحطجى وتاكد وانت تتخيل انك فى موطن قوة حتى تعيش اللحظة كاملة شاملة كل المحتويات والاضافات والمكملات ..ستجد ان اول من سيهاجمك لينأى بنفسه عن اى تداعيات قد تجره الى المساءلة هم اهل منطقتك فستتوالى بيانات الشجب وتحميل المسؤلية و المطالبة بتحكيم دولى ومساءلة قانونية.
وفيما انت تحاول ان تجمع معك من يعينك ستجد الانجلو امريكان قد اتفقوا على العمل فى اتجاهين اولاهما توجيه ضربة استباقية انتقاميه وثانيهما المطالبة بتعويضات على غرار تعويضات اليهود من المحرقة الالمانية التى لاتنتهى حتى هذه الساعه.وليس هذا فقط بل ستجد مجموعات منظمة تنتشر فى كل البقاع العربية التى شاركت فى الحرب على الامنين الغربيين ستجدهم يعيثون فيها فسادا وارهابا بغطاء مبارك من القوى العظمى.
وبينما انت تحاول ان تتراجع عن اعتذارك او اثبات ان المسؤل العراقى يتحدث عن نفسه فقط وانه مريض بمرض يسمى تداعيات ترك المنصب ستجد شيئا جلل يحدث وهو جيل كامل عانى من ويلات الحرب وانتهاك الحرية وقتل ابناءه واغتصاب اقاربه ستجد هذا الجيل لن يتورع عن فعل اى شىء انطلاقا من لذة الانتقام وفى فورة الانتقام والارهاب .
ماعليك الا ان تصحو بسرعة من تخيلك وتتقدم بالشكر للعم بلير لانه رجل مقدام ملك من الشجاعة ماجعله يعتذر مهما كلفه الاعتذار من شجب ودعاء عليه من ارامل وثكالى وابناء وبنات العراق بالموت الف مره الايكفيكم الاعتذار وخاصة اذا صدر من موطن قوة وبالطبع لابد ان تدرك ان اعتذار بلير الهمام جاء حرصا منه على التكفير عن ذنوبه ومقابلة رب كريم بلا ذنوب..ايها القابعون فى القصور الساكنون فى افخم الاماكن والمالكين لكل مبهجات الحياة لاتكلفوا نقسكم مجرد التخيل ولا تتعبوها بالرد على بلير وغيره فقط تساووا مع من فى القبور... وللغرب نقول بركاتكم ياقابعين فوق صدورنا الى اليوم المعلوم...