دين الإرهاب من سيناء إلى الكرادة إلى دكا واحد ...!!

في فترة لم تتجاوز ثلاثة أيام مرت على الشريط الإخباري أحزمة الإرهاب التي تفجر في كوكبنا دما حراما معصوما دون أن يظهر للمتسببين في النهج والمنهج وجه ليردعوا هذا الفكر ويتبرأوا من هذا التفكير السلفي الذي يحاصر الأبرياء بعالمنا اليوم ...
وهي ليست إلا ساعات أيضا قد فصلت تخوم الإرهاب الذي أسقط شهدائنا على الحدود الغربية من رجال حرس الحدود الأوفياء وقد تبنى تنظيم داعش السلفي فعلهم الإجرامي ليسقط شهيدا مصريا آخر لم يحمل يوما في يده آلة حاده ولا أشار يوما إلا بيده للسلام المحبة وقد استهدفته خلايا الإرهاب السلفي في سيناء ليسقط شهيدا الأب روفائيل موسى كاهن كنيسة مار جرجس بالعريش ...
نام الليل ولم تنام عيون الفكر المجنون الذى يسرق وعي الناس ومنابر المسلمين وسط تراخي في المواجهة وتواطؤ من بعض رجال المؤسسات الدينية المتهمة بخذلانها للحق وصمتها عن المواجهة الجدية لمصيبة الإرهاب الذى يخرج من خلف سطورها ويلوح للعالم بساطورها ... ليهاجم مجرم إرهابي آخر في سوهاج المصرية فتاه مصريه لا تعرف غير الابتسامة في الطرقات والضعف النسوي الذى يحمل رقته ودقته وهدوءه في المناسبات فتقصد سكين داعش نحرها لتصاب بجروح متعددة الفتاه لوسيا بنت القس أنجيلوس مراد ولولا أدركتها أياد متشابكة لثلاث من الشباب القريبين من الحادثة لحمل الداعشي بيده رأسها وذهب إلى جماعته عبر الإعلام رافعا صوته بالتكبير وسيفه بالتحذير ...!!
لم تمض هذه الحوادث على الشريط وتنحني خلفها الذكريات ويستيقظ خلفها شرقنا التعيس إلا على جرس إنذار يدق أن أفكار التنظيم السلفي في عمق آسيا تشق البطون ويعبث بالجثث في بنجلاديش التي يتنازعها الفقر والجوع والمرض ...
ليخرج علينا أربع شباب على رؤوسهم طرح سلفيه كالتي يرفعها على رأسه محمد حسان وجماعته وقد نقلوها مثله من شيوخ الخليج ....!!
ماذا فعل هؤلاء في الوطن المريض ..؟
هل اكتشفوا لأمراضه علاجا ولفقره دورة إنتاجيه تطعمه ولانكساره ما يقومه ..؟
أنى لهم وهم أعداء الحياة بدفئها والمستقبل بطلته ..!
لقد هداهم مذهبهم السلفي الذى يتحدث عن الكراهية والكفار وضرورة الذبح وحسنات النحر ... أن يهاجموا مطعما في حي راق من أحياء مدينه دكا .... ويتخذون من فيه رهائن فلا يخرج أحدهم إلا بصك براءة أو نحر أجزائه ...
فصك براءته جعلوه بحفظ بعض من الآيات القرآنية إن أستطاع أن يتلوها متقنه .. فإن جاز الاختبار خرج من على سراطهم إلى فرج ينتظر ...
ومن يسقطه خوفه فيضطرب بالآيات لسانه يكون الموت قد نحر رقبته ومثل بجثمانه ...
وفي نهاية الاختبار فعلوا في دكا ما فعلوا من قبل بمدارس كينيا وقد فتحوا النيران على الموجودين في المطعم فقتلوا عشرين بريئا قبل أن يُقتل الفكر السلفي الذى ذهب بحَمَلَته من الشرق إليهم مهددا وناشرا للخراب ومجدبا ...!
مال الليل بنا .. واقترب السحور منا .. فلا زلنا بشهر الحسنات والشياطين كما يقولون مصفده بينما شيطان داعش السلفي طليق يحرث كوكبنا بالفتنة وينال عالمنا بالأذى ...
في وسط بغداد الهادئة .. وبأحد أحيائها المتميزة العامرة ... بالكراده .. حيث غالبيه سكانها من المسلمين الشيعة وأقلية بجوارهم تسعد بالأمان والسلام في قربهم من إخوانهم المسيحيين العراقيين ..
الجميع يجمعهم رمضان سهره وسمره وتقواه .... لا تفرق بين الملامح ولا تعرف الناس هناك بالأديان والمذاهب ... فلا تعلو سماهم إلا رسوم على الجباه قد رسمت ملامح الوطن ..وحدود أمانه ورغباتهم في استقراره
وفي هجعه الليل .. ونحن في 28 رمضان بالعشر الأواخر الذى يبحث الناس فيها عن طمأنينة ورضا ... فيرقدون خلف ترقبهم وتدبرهم فيما قدموا من خيرات خلال شهر فضيل سيخبرنا خلال ساعات قادمه بأنه قد انتهى ..!!
وسط حالة السكون هذه إذ بالفكر السلفي يهاجم المكان ... وينفجر في وجه من يتجهزون في أسواقهم لسحور رمضان ... فيسقط أكثر من ثلاثمائة إنسان ما بين شهيد وجريح ... الألم يخيم على المشهد العبثي ... ولعنه الفكر السلفي بشياطينها تُعلى الأصوات خلف ضحكات الشماتة والمكر ... صرخات الأطفال .. دموع الأمهات ... نظرات يسحقها كل التاريخ وهي تمر فوق منحنيات قد رسمها الزمن على وجه شيوخ تنظر بلا كلل ...فلا تحرك من هول ما ترى اللسان ولا يبدوا من صمتها إلا نظرات من ألم ..
وفي النهاية يتبني داعش السلفي أيضا جريمة الكراده وسط الأحياء البريئة ...
ليظهر من خلف أسوارنا بعض المضللين الذين يقولون أن الإرهاب لا دين له ... وقد رأينا سيفه في سيناء وشممنا نفس رائحته السلفية في كراده العراق وقد رفعت الرؤوس الأربعة لون غترته في دكا بالشرق الأدنى ...
فهل سنستمر في الضحك على أنفسنا ودفن رؤوسنا في التراب ..؟
أم سنضع أيدينا على الداء الذى يعيش في رؤوس غلاة الحنابلة ونتصدى بجدية حتى نحفظ الحياة لجيل صغير قد وضعناه أمانه في يد مستقبل تسحقه الفتنه ...؟
إنها لمسئولية كبرى .. تحتاج إلى وعي وشهامة وقدره .. من الشعوب قبل الحكومات .... ليس لتجديد الخطاب وتطويره بل لسحق الخطاب القديم بالكامل وتغييره ... وإلا فلن يتركنا القتل ولن يتخلى عنا ظلام ما صنعته أيادي الظالمين فينا .