الشياطين مصفدة.. وشياطين التدين المنحرف طليقة!!

في ليلة الجمعة 24 يونيو 2016م ... وأثناء الفقرة الرياضية التي أمضيها يوميا مع أحد الأصدقاء ركضا على ممر ممهد يُشرف على شاطئ بحري أنيق ومعد للسير بشكل مريح .....
ابتدرنى صديقي بسؤال أعتقد أنه يلح بطلته في كل شهر رمضان على كل عقل لماح بصير ..
فقال ... أريد أن أستفسر عن شيء .. كما يقولون أن الشياطين مصفده في شهر رمضان فهل هذا صحيح ...؟
نظرت إليه وبعد لحظات من الصمت قلت وماذا عن كل هذه المعاصي التي تحاصر عالمنا وفي شهر رمضان أيضا والتي يبدأها المسلمون أنفسهم من حمله الرايات الدينية وأصحاب الخطب المنبرية فضلا عن البسطاء التابعين ..؟
ألا ترى عمق ما تلحظه العين من فسق وقتل ونميميه وشتائم واحتكار واحتقار وخزي يحاصر الأذان والعيون ...؟
ألا ترى تحريض الخطب الدينية على بث مشاعر الكراهية والدعاء في مساجدهم بالمزيد من التخريب والقتل من خلال تبنيهم لمنظومة الدعاء على اليهود والنصارى والمبتدعة والروافض على حد زعمهم والدعاء لأصحابهم المجاهدين في الشام والعراق وبالطبع مقصودهم بالمجاهدين هم جماعاتهم السلفية والداعشيه باختلاف راياتهم التي تستحل كل الحرمات ونحن في شهر الصيام ...؟
ألا ترى وضاعة من يفجرون الآمنين ويخطفون الرهائن والتلاسن الوقح القبيح بين المشايخ على أنديتهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي ..؟
إننا بالتأكيد نعلن براءة الشيطان المصفد من كل هذه الغوايات وكل هذه الآثام التي تلوك بأنيابها عالمنا واتضح أن شيطان التدين المزيف والمنحرف والجهل وشيطان النفاق والتزلف والتخلف هي التي تجري من ابن آدم مجرى الدماء من العروق وأن الشيطان الرسمي مسكين لا يقدر على ما يقدر عليه اليوم شيطان التدين السلفي المنحرف الذى طعن كوكبنا بكل هذه المنكرات وتسبب في كل هذا الخراب وله في مؤسساتنا الدينية أعوانا كُثر وفي مجتمعاتنا أتباع أكثر وقد أضلهم الانحراف الفكري وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا عندما أفقدوهم القدرة على التفكير ومنعوهم من أن يكونوا إنسانيون عند التدبير ...!!
انتهت الفقرة الرياضية ومضى كل منا إلى سبيله ...
لم يأتي صباح الجمعة بعد .. فلا زلنا في ليل يحتاج إلى عمل وتدبر وفحص وقراءه ومتابعة للأحداث التي تؤذن بميلاد عالم جديد على أثر رغبات الانفصال التي تكبر في الاتحاد الأوروبي وقد حُسمت بالتصويت لصالح الانفصال ببريطانيا وتهدد بانهيار تماسك الاتحاد بالكامل بسبب مشكلة الحدود المفتوحة التي انتهزها الإرهاب الزاحف من الشرق منعما بالأمان ومغطى بالتسهيلات ومستغلا للرخاء في أوروبا حتى ذهب يطعن عواصمها بخناجر مسمومة ويسحق حضارتها الإنسانية بما ينبعث من رعب الاشلاء المتطايرة فقررت أوروبا إعادة التفكير في الحدود المفتوحة وتبنت جماعات كثيرة فكرة العودة إلى الدولة القطرية صاحبة السيادة والحدود المحكمة بسبب ما فرضه عليها الإرهاب الشرقي من عنت ..!!
مضت ساعات الليل ... لتأتى صبيحة الجمعة الرمضانية وربما الأخيرة من هذا الشهر الكريم .. لتضج مواقع التواصل الاجتماعي بخبر استثنائي ... وكل أخبار الشرق بخنجره الداعشي استثنائية ..
شقيقان بحي الحمراء في مدينة الرياض السعودية في الساعات الأولى من صباح الجمعة يمسكان بأخيهم الأصغر على سطح منزلهم طعنا بالسكين حتى كاد أن يفارق الحياه .. تركاه ثم نزلا إلى البيت وداهما والدهما وطعناه بالسكين حتى الموت وصاحت الأم وفي البيت هول فسحبوها إلى مستودع محاصر بالرعب وطعنوها هي الأخرى حتى فارقت الحياه ولاذا بالهروب ناحية اليمن حتى تم الإمساك بهما في مدينه الخرج جنوب الرياض ... وكان السبب أن الأسرة في أحد حواراتها قد طالت داعش السلفية بالشتم والسب ...!!
دلوني على الشيطان المصفد الذى غزا عقلهما وقد انطلق من حباله ليفعل بهذه الأسرة كل هذا ونحن بشهر رمضان وفي صبيحة الجمعة أيضا ...؟
الحقيقة أنه شيطان التعاليم المنحرفة التي تُقدم للشباب في مساجد ضرار تضر المجتمع وببنيته الاجتماعية وتماسكه عندما يسرق وعيهم أمثال ياسر برهامي أو الحويني أو غيرهم من طبقات السلفيين في مشارق الأرض ومغاربها حين يقولوا لصبيانهم ( إن ارتكاب كل المعاصي أهون عند الله من تهنئة النصارى بعيدهم ) مثلا .. فيبدأ الخلل بترتيب الضغائن في المجتمع عبر سحل تماسكه وضرب قيم التسامح والمحبة والتعايش بين أفراده ... ثم يتمدد التوجيه تحت عنوان الولاء والبراء لينحصر في حب الجماعة وأفرادها والولاء لها لا الوطن باعتباره ولاء لله ورسوله والكتاب وكراهية كل من هم خارج الصف باعتبارهم أعداء ... وتتوسع المفاهيم حتى تطول الأب والأم والأخ بحد السكين ...!!
كيف اندفعت المعصية في الفؤاد حتى أسالت دم الأب على الفراش وسحبت الأم إلى مستودع لم يشفع لها فيه الصياح وقد نالت من الأخ حظه حتى تُرك مسفوح الدم فوق السطوح ...؟!
الآن دعونا نثبت الكاميرات في عيون الأم والأب ليرى كل منهما وليده الذى يطوح في الهواء يده بخنجره الكولومبي نصرة لفكر داعش السلفي ... يرونه وليدا فوق أرجوحته أو صبيا مع لعبته .. أو قريبا حوله الابتسامات تزفه في حبوته وعليها انطفأ السراج وأغمض كل من الأب والأم عينه وسقطت يده ......!!
ولم يسقط الفكر السلفي الذى نُشرع لبقائه في الأزهر ... ونمنح سدنته أحزابا سياسيه كي يخرج حولها ويكبر ...
اليوم أحذركم وأنبهكم عبر تسطير بعض السطور ...قبل أن يأتي غدا ولا يدع لنا ساطورهم ما نستطيع أن نقول ...
فأدركوا الوطن بتجريم هذا الفكر النازي الكرائهي الضال قبل أن يمتحننا زمن لن ينجح فيه أحد بالتصدي لمكر يعمل اليوم على حصارنا في الخفاء وينتظر ....!