من يقرأ تاريخ بريطانيا القديم يتأكد أن الشعب هو صاحب الكلمة العليا وهو المغير لكل اشكال ومذاهب الاتفاقات الملكيه مع اى كيان سواء كان اقليميا او دوليا. ويتأكد له ايضا ان الانجليز شعب واع ويعرف مصلحته جيدا . أضف الى ذلك انه اكثر الشعوب فى العالم دفعا للضرائب وعليه فهو يحسب كل صغيرة وكبيرة ماديا.
وإذا مررت مرور الكرام على التاريخ البريطانى الحديث عرفت حقيقة وحيدة مؤكدة وهى ان بريطانيا تخرج من اى ائتلاف او اتحاد او تجمع ولكنها لم ولن تخرج من عباءة الولايات المتحدة فهى مدركة لاهمية تبعيتها لكيان قطبى اوحد.
وإذا تركنا الحديث عن التبعات الاقتصادية لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى عليها وعلى الاتحاد لرجال الاقتصاد فهم به اولى، وجدنا حقيقة واضحة يدركها المواطن البسيط وهى ان لندن لم تجن من انضمامها الى الاتحاد ما كانت تأمل منه وايضا عانى شعبها ضيقا ماديا مضاعفا ، ولم ير فرجا او انفراجا يجعله يتمسك ببقاء بلاده عضوا فى هذا الكيان الاوروبى العالمى.
ومن تمسكوا ببقائهم فى الاتحاد هم الاسكتلنديون والايرلنديون وهم فى نظر الانجليز الاوائل مارقون. واذا تركنا المملكه العتيقة تحصد مكاسب ومخاسر خروجها من الاتحاد الاوروبى والتى كانت أولاها استقالة رئيس وزرائها ديفيد كاميرون وذهبنا الى الدول المجاورة لبريطانيا سنجدهم تنطبق عليهم مقولة جاتلك من فوق يامزنوق..
نعم فبلجيكا وهولندا وغيرهما ستصبح اول من يريد ان يسير على نهج الأم بريطانيا فهم ابناء بررة سيتبعون خطوات أمهم الرؤوم، واذا ما تم ذلك ففى خلال سنوات قليلة سينهار الاتحاد الاوروبى مثلما انهارت من قبله كيانات وتحالفات ؛ وستشق روسيا وحلفاؤها طريقهم نحو الهيمنة الدولية مرة اخرى.
وليس من المستبعد ان ترى فى خلال سنوات قليلة قطبى التحكم الدولى يعودان مرة اخرى ممثلين فى الولايات المتحدة وحلفائها الدائمين وروسيا وحلفائها المستعدين لتستمر وتيرة الصراع الدولى الذى لا يوقفه استفتاء الانجليز وتصويتهم بخروج بلادهم من كيان ارهقهم اكثر مما أراحهم؛ ولا غيره من اي تصاعدات على اراضيهم. فهم يتكتلون ويتجمعون على شىء واحد وهو مصلحتهم وسيطرتهم على ارض الخيرات منطقة الشرق الاوسط ونحن كل ما نفعله هو الاختلاف على دخول منازلنا برجلنا اليمنى والاكل باليمنى والتسبيح باليمنى وتجاهل وانكار اليسرى وعدل الشبشب اذا رأيناه مقلوبا.