فالقاهرة تعلم تمام العلم ان بوابتها الشمالية لابد ان تكون راسخة وايضا لايخفى على القيادة أن سوريا تاريخ ممتد وضارب بجذوره فى عمق علاقات مصر وسوريا ومن يقرأ التاريخ يتأكد له ذلك ويعلم أن الغزاة يسعون لهدم منطقة الشرق الأوسط من العراق ويمرون من خلالها من دولة الى أخرى ليصلوا مصر التى تتحطم عليها زيف أحلامهم وتتبدد مطامعهم ولأننا فى يد قيادة أمينة كان الإدراك منها بضرورة دعم سوريا هو القرار الصائب على الرغم من كونه حمل القاهرة تبعات ومشكلات من دول صديقة وغير صديقة ..
بالأمس وقبله وقبله اجتمعت مايطلقون عليها الدول المعنية بالازمة السورية وخرجوا بأجندة وتصريحات وتوضيحات وتلميحات وكلها تندرج تحت تغيير لهجة الخطاب الموجه الى دمشق مع التلميح بتقليل الدعم للمعارضة التى يبدو انها لم تنجح فى تحقيق اهداف الغرب فى تقطيع أوصال سوريا.
والملاحظ ايضا أن موسكو وبكين وطهران ومعهم حزب الله يواجهون واشنطن وحلفاءها ويرمون بكل طموحاتهم فى عزل الأسد عرض الحائط لأن الداعمون لسوريا رموا بالكره فى ملعب الشعب السورى الذى من حقه ان يتخذ قرار الإبقاء على رئيسه أو عزله وعليه فان اللوبى الأنجلو أمريكى أدرك انه من الحكمة أن يخفض من سقف توقعاته وان يبحث بين اوراقه الشريره عله يجد وسيله أخرى تمكنه من تحقيقه هدفه الأسمى وهو تحويل الشرق الأوسط الى كانتونات أو جعلها كما يريدون شرق أوسط جديد وبين السعى الغربى والدعم الروسى والصمود السورى هناك دائما مصر التى اصبحت من القوة بحيث تفرض أجندتها وتحمى حدودها وتضرب بيد من حديد على كل من يحاول العبث بمقدراتها وبمقدرات دول تربطها بالقاهرة علاقات تاريخية راسخة ...