قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الجيش وتطوير العشوائيات

×

لسنوات طويلة ظلت مشكلة المناطق العشوائية فى القاهرة الكبرى أكبر المشاكل التى تواجه الدولة حتى تحولت المساحة الأكبر من القاهرة إلى عشوائيات وأصبحت المناطق المخططة أو الراقية مجرد بؤر صغيرة وسط غول العشوائيات.

حتى منتصف الخمسينيات من القرن العشرين لم تكن العشوائيات بمفهومها الحالى وصلت للقاهرة رغم وجود مناطق شعبية عريقة، ومع زيادة النزوح والهجرة العشوائية من محافظات الوجهين القبلى والبحرى منذ منتصف الخمسينيات وحتى الآن، نشأت وانتشرت وتغولت المناطق العشوائية فى ظل قدرة الدولة على توفير المسكن البديل فى مناطق مخططة عمرانيا، فانتشر البناء العشوائى على الأراضى الزراعية بالقاهرة الكبرى حتى التهمتها تماما كما انتشرت على سفح جبل المقطم فى مناطق منشية ناصر والدويقة والمناطق المجاورة لها.

ويأتى مشروع "الأسمرات" الذى افتتحه مؤخرا الرئيس عبد الفتاح السيسى ليعبر عن مفهوم جديد ونظرة شاملة لحل مشكلة العشوائيات بالقاهرة حلا جذريا – عمرانيا واجتماعيا وإنسانيا – وليس خافيا على أحد أن فكرة المشروع بهذا الأسلوب وهذه الفلسفة هى فكرة الرئيس نفسه وليس الفكر التقليدى لوزارة الإسكان أو لمحافظة القاهرة اللتان فشلتا لسنوات طويلة فى تغيير مفهومهما لمواجهة مشكلة العشوائيات.

الرئيس السيسى منذ تولى المسئولية وضع مشكلة العشوائيات نصب عينيه وفى أولوية اهتمامه وتحت إشرافه وتوجيهه ورعايته ومتابعته شخصيا لكل التفاصيل الكبيرة والدقيقة ولم يتركها لمحافظ أو لوزير مثلما كان يتم فى عهود سابقة.

تطوير العشوائيات بهذا المفهوم الشامل أصبح مشروعا قوميا رئيسيا لمصر فى عهد السيسى بفلسفة مشروع الأسمرات الذى يحقق عدة أهداف جملة واحدة.. الهدف الأول إزالة البؤر العشوائية التى تشوه القاهرة وتسيء لسمعة مصر فى الخارج، والهدف الثانى بناء مناطق سكنية متكاملة لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يطلق عليها اسكان شعبى بالمفهوم الذى عرفه المواطن منذ عهد عبد الناصر والسادات ومبارك.

والهدف الثالث الارتقاء بالمستوى الاجتماعى والاقتصادى والإنسانى والمعيشى والثقافى لسكان هذه المناطق ليتأقلموا ويتعايشوا مع الأماكن الجديدة التى انتقلوا إليها، والهدف الرابع تجميل القاهرة وإعادة وجهها المشرق، والهدف الخامس تحقيق العدالة الاجتماعية بمفهومها الحقيقى

وضمن جهودها الكبيرة فى خدمة مشروعات التنمية فى مختلف ربوع الوطن، قامت القوات المسلحة ممثلة فى الهيئة الهندسية بتطوير 46 منطقة عشوائية بالقاهرة والجيزة، والتى تحدث عنها بالتفصيل أمام الرئيس السيسى اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية، خلال افتتاح مشروع الأسمرات وشمل التطوير أعمال توصيل وإحلال وتجديد شبكات المياه والصرف الصحى لهذه المناطق وأعمال الرصف والإنارة وإقامة المنشآت الخدمية من وحدات صحية ومراكز شباب وملاعب وأسواق لخدمة الأهالى.

وبدخول القوات المسلحة فى مجال التنمية والمشروعات القومية الكبرى، أصبح الأمل كبيرا فى إزالة جميع المناطق العشوائية وتطوير ما يمكن تطويره منها، حلم تطوير وإزالة العشوائيات ضمن مشروع قومى كبير يمكن أن يصبح حقيقة على أيدى قواتنا المسلحة وفى فترة زمنية وجيزة لتتكرر ملحمة "الأسمرات "الرائعة فى كل مناطق القاهرة الكبرى العشوائية.

الجيش وحده فقط القادر على الإنجاز بالسرعة والكفاءة المطلوبة.. المحافظات ووزارة الإسكان لم ولن تنجز شيئا بهذا الإيقاع المستمر منذ 30 عاما.

مطلوب مشروع قومى تتولى تنفيذه الهيئة الهندسية لقواتنا المسلحة لإزالة كل عشوائيات القاهرة والجيزة، وليس فقط الاكتفاء بإزالة المناطق ذات الخطورة الداهمة مع إعادة تخطيط هذه الأراضى والمناطق الشاسعة واستغلالها فى إقامة مدن جديدة على أحدث طراز معمارى تشمل إسكانا فاخرا ومتوسطا "دار مصر" وإسكانا اجتماعيا ومشروعات خدمية من مستشفيات ومدارس وأندية وغير ذلك، على أن تكون التكلفة من عائد بيع جزء من هذه الأراضى التى سيتم إخلاؤها من العشوائيات وتوفير جزء من المساكن الجديدة بكل حى للسكان الذين ستتم إزالة مساكنهم.

هناك أحياء عشوائية بالكامل لا يقدر فيها سعر متر الأرض بثمن تطل على نهر النيل فى المعصرة وطرة ومصر القديمة والمنيب وغيرها يمكن أن تتحول إلى مدن سياحية ومالية وترفيهية ورياضية عالمية تنافس دبى لو تم تعويض سكانها وملاكها وإزالة عشوائياتها وإعادة تخطيطها وبنائها من جديد.

وهناك بؤر عشوائية فى قلب مناطق راقية ومخططة لو تم تعويض سكانها وملاكها تعويضا عادلا وإعادة تخطيطها وبنائها بالتعاون مع القطاع الخاص ستحقق عائدا ماديا كبيرا للدولة فى وقت قياسى وستتخلص القاهرة والجيزة من بؤر العشوائيات وسيتم إنشاء مدن عالمية بالكامل فى مختلف أنحاء القاهرة والجيزة تكون قبلة للسياحة وواجهة تليق بمصر وعاصمة مصر.

قواتنا المسلحة من خلال ملحمة الإنجازات التى نفذتها وتنفذها فى عهد السيسى هي الوحيدة القادرة على تحقيق هذا الحلم لو تم تكليفها بمثل هذا المشروع.

اكتفاء الحكومة – خاصة وزارة الإسكان - بإزالة العشوائيات الخطرة فقط لا يكفى ولن يحل مشاكل المرور والتدهور العمرانى والزحام والكثافة السكانية ولن يزيل القبح عن وجه القاهرة، الحل فى إزالة المناطق والأحياء العشوائية غير المخططة بالكامل على مراحل وفق برنامج زمنى وإعادة تخطيط المنطقة واستثمارها أفضل استثمار وتعويض السكان والملاك قبل الإزالة ماديا أو بتوفير شقة بنفس المساحة فى المنطقة بعد إعادة بنائها، وأن تكون البداية من مثلث ماسبيرو على كورنيش النيل ومنطقة بولاق والسبتية المواجهة لها والمناطق المواجهة لكورنيش النيل فى روض الفرج وحكر أبو دومة والمعصرة والمنيب وطرة والوراق وامبابة وتحويل الأحياء حول ضفتى النيل لمدن عالمية مثلما يتم حاليا فى العاصمة الإدارية الجديدة.