ما بين فضائح "ويكيليكس" وأوراق بنما

لاتندهش إذا ما اطل عليك الإعلام الغربى من حين لآخر وفى توقيت بعينه بما يطلق عليه تسريبات، ففى تسريباته الأولى والتى عرفت باسم "ويكيليكس" أوضح أن أشخاصا وشركات ومنظمات متهمة بالنهب والرشوة والتزييف والسرقة و.. و.. و وبالطبع سيؤكد لك وتتأكد أنت أن معظم الشخصيات عربية، وسيصدمك بالطبع أن تعلم أنه لا توجد شخصية واحدة بينهم يهودية، ولتخفيف الكلمة "إسرائيلية".

وأيضا لا تنسى ملاحظة توقيت نشر التسريبات، فهو لابد إما يكون لاحقا لحدث أو أزمة أو قضية تشغل الشرق الأوسط، وإما لتغطية ودمج ودفن آثار أي ممن ذكرنا آنفا.

ولابد أيضا أن تكون على يقين أن صاحب التسريب محمى بعون الله وبعون من أشاروا عليه ودفعوا له.

ولا يفوتك أن تستخرج الحبكة بأن من ينشر التسريب لابد أن يكون له ماضٍ وملاحقة قانونية يعلن عنها بعد نشر التسريب بوقت يحدده المايسترو الأعظم، وعليه يأخذك لمتابعة مستجدات قضية الناشر خروجا بغلق ملفه بعد انتهاء دوره وظهوره.

إذا قسنا ذلك على أوراق بنما، نجدها كما أنزل الكتاب، فالتوقيت يعقب انتهاء أو قل قرب انتهاء الأزمة السورية، والأشخاص المعلن عنهم معظمهم بالطبع شرق أوسطيين، ويتصدر المشهد "آل مبارك" لكى يتجدد الاحتقان الشعبى المصرى وتنسى خطوات وجهود الرئيس السيسى من أجل مستقبل أفضل لمصر.

وبالطبع تخلو تسريبات هذه المرة من إسرائيليين وأمريكيين وغيرهم ممن يرسمون ملامح المؤامرة فى هذه المرحلة وماسبقها، وعليك أن تتابع وتتوقع ما ستأتى به الأيام من ثغرة محكمة يأخذك من خلالها من بثوا التسريبات البنمية إلى نسيان ماجاء فيها والترقب والاستعداد لمصير من جاء بها.

كل ما عليك أن تشاهد المباراة وكأنك فى الملعب، وأيضا عليك فقط أن تصفق لكل ما تفرزه ماكينة الصناعة السياسية الدولية من مهدمات ومحبطات وقاضيات على كل ما يجعلك تفكر ولو لمجرد لحظة أن تنهض وتنفض تراب الفقر والجهل وتسعى نحو طريق النور والأمل.