قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

شعب متدين بطبعه.. يغش بقوة الساطور والبلطجة..!!


أرأيتم ماذا فعل فينا فكر عناتيل السلفية عندما اختزل فكرة التدين في مسواك بالجيب ولحية تحت الخد وثوب قصير أصر أن يعري قطعة من الساق فيترك مسافة بين نهاية الجراب وأطراق الجلباب المهمل بانكماشاته المزرية لتبقى المسافة الفاصلة تعلن عن عورة فكرية مقرفة...!!
هذا الفكر الذى هزم الأناقة... وخرب العقل... وأشاع في كوكبنا القتل... وانتشر حول الضعفاء يمنيهم بالحور العين في مقابل تبني منظومة الكراهية التي تمنع تهنئة المسيحيين والسلام عليهم، وتكفير المذاهب الإسلامية المخالفة حين جعلها بخطابه الكرائهي التكفيري أشد عداءا من اليهود والنصارى على حسب زعمه التخريبي ..!!
وقد استولى على الباحة الخلفية للأمة المسكينة المستكينة فسلب قدرتها على التفكير عندما جعل كل عقلائنا في التاريخ كفرة والعقل في مقابل النقل وأن استخدامه ليس إلا زندقة..!!
هذا الفكر الإخوسلفي الذى هدم سوريا والعراق واليمن والصومال ويعبث في سيناء تحت عنوان طائفي هو من يتولى اليوم هدم مصر بلا أصوات للضجيج .. وتكسير عناصر القوة في مصر دون أن نرى دخانا أو حريق... ليسهل له بعد ذلك أن يركب وطنا بلا عزيمه ولا عقلاء ولا مفكرين..!
بعدما أستولى على ربات البيوت فجعل إبداعهن عورات... واستولى على الشباب فتعاهر فيهم المعيار فصار هدم الأوطان جهاد... وأصبحت أسواقنا محرمه على الأمانة... والتسابق من أجل المكاسب مقدم على التسابق من أجل قيم المساواة والحداثة.. وأن الإيمان بالعنصرية هو الإيمان كله لا الإيمان بالإنسانية بأبعادها الرحبة.
أمسكنا هذا الفكر وهو يفجر في بعض الزوايا... وأمسكناه وهو يقامر بالفضيلة في سيارة على ونيس بجانب الطريق أو في بعض المحافظات التي حولها عناتيل حزب النور إلى أوكار دعارة على حافة اللحى السوداء التي تعادى المجتمع بقيمه الطيبة المستقرة التي جاءت بحسن النية وحسن التعايش فلا عرفنا فرقا بين أم محمد التي ترسل من طعام فطورها برمضان قسطا لجارتها أم مرقص ...!!
هذا الفكر الذى فخخ المجتمع وسيطر عليه في غيبة من الدولة أنتج لنا شعبا متدين بطبعه.. ولكنه مستغل في المواسم..وغشاشا في اللجان ... نماما في الحوادث ... متسلقا للمناصب .. منافقا حين تقسيم الغنائم ... مُسفا ضحلا عندما يأتي ميقات التوازن ... وقحا لحد الاشمئزاز إذا رأيته حين التلاسن... مخبرا يسعى للضرر حينما تشتد بنفسه أزمات الأحقاد على جار أو قريب أو من لا يهوى .. يمارس كل هذه الأخلاقيات من رباهم الفكر السلفي ويمارسها أيضا منهم حملة العمائم ...!!
الآن دعونا نقترب من منتوجه وإنتاجه.
هنا بعد عدة كيلومترات... مدرسة كبيرة ... بظهير زراعي متسع.. تخدم عدة قرى بسيطة في الناحية ...!!
بين الصفوف المحتشدة حول المدرسة وعلى مقربه من بابها.. حاول الطلاب وسط الزحام النفاذ إلى باب المدرسة لتأدية امتحانات الثانوية العامة.
... هناك حركات مريبة ترقبها نساء تدلت من فوق رؤوسهن طرح سوداء ... سيارات تذهب وأخرى تأتى محمله ببعض الأوراق سرعان ما يتجمهر حولها الباحث عن مصيبة .!!
همس دب بين الضجيج وصلت الإجابات.. وصلت الإجابة.. لقد جاءوا بالتسريب يزفونه زفة الحاصل على إجازة ..!!
ومن بينهم بعض المدرسين القدامى ... وغالبية المتجمهرين هم أباء وأقارب الطلاب المتواجدين في اللجان التي بدأت في توزيع الأوراق بغية الحصول بعد ساعتين على إجابة ...!
خرجت مكبرات الصوت من بين الصفوف خارج المدرسة ووجهت ناحية اللجان الفوهة ... ترشد الطلاب قبل انتهاء الوقت ... وتعلمها أن إجابه السؤال الأول كذا وكذا ... بلا أي محاولات من الشرطة في التعقب والملاحقة..!!
بعض مدرسي اللجان حاول أن يؤدي حركات تشويش حتى لا يصل الصوت إلى الداخل ومنه لآذان طلاب متشوقة للغش طالبة لتفوق مزيف لا يجلب إلا ضررا على مستقبل الوطن ..!
ولكن المدرس تعرض لعدة لكمات متواصلة.
في فصل آخر.. أغلق المدرس الشبابيك في جو خانق فنظر من خلف الزجاج فوجد السواطير في يد الأهالي تلمع في انتظار ما سيناله من العقاب..!
فما كان منه إلا أن آثر السلامة خوفا على حياته وترك الشباك مشرعا ومعه الأبواب يدخل منهما ما شاء لمن يشاء..هذا المشهد متكرر بأشكال مختلفة في طول البلاد وعرضها.
المسئول عنه تراخ القبضة الأمنية الانتقائية التي تحاسب المتظاهرين في رأي وتتكاسل عن ملاحقة البلاطجه بساطور أمام مدرسة في يوم فصل..!!
والمسئول الآخر هو الفكر السلفي الذى أنتج لنا أمة متدينة بطبعها ولكنها لا ترى الغش عيبا بل حقا تدافع للحصول عليه بساطورها .
والمشهد برمته يحتاج معالجة عاجلة فكرية وأمنيه على حد سواء لو كان لنا حاجة في مستقبل لن يأتي لهذه البلاد وسط مثل هذه الحوادث والحالات... والتي أصبحت ظاهرة عامة تركها أو غض الطرف عنها أكبر جناية في حق هذا الوطن.