لنا في القبور أحِبّة

حقيقة.. صعبة سيرة الموت.. لكن الأصعب منها ذكري احباب فارقونا بعد ان كانوا بالامس القريب بيننا .. وبالرغم من ان الموت هو الحقيقة المطلقة الوحيدة التى لا يختلف عليها "قاصي ولا داني" إلا انه يبقي في النهاية لغز كبير وعالم غامض يكثر فيه الخيال والمقال..
ويبقي الموت سرا ذا الف معني والف تفسير. ومن دون الدخول في اعماق الفكر الديني والتحليل اللغوي والفلسفه المعقدة والسفسطائية الكاذبه يمكن ان ندرك بسهولة انه لا موت ابدي اطلاقا وانما الموت ما هو الا مرحلة مؤقتة من الانتظار... "ترانزيت" خلال رحلة الانتقال من الدنيا الي الاخره بما يعني ان الميت هو الاقرب للوصول من الحي فهو من سبق الي دار القرار وفي انتظار التسكين والاقامة الابدية..
وبالنظر والتفكر في الآية الكريمة ‫#‏كل_نفس_ذائقة_الموت‬# ستلاحظ امرا عجيبا وغريبا ربما لم تلحظه من قبل الا وهو لفظ "ذائقة" ولاننا علي يقين ان اللفظ اللغوي في القرآن لم ينزل هباء وان الله عز وجل وضع في كتابه كل حرف بمقدار وميزان، اذًا فلفظ ذائقة يدل علي احساس التذوق ومن يتذوق لابد انه حي فالميت لا يتذوق يقينا.. فالاية الكريمة دليل علي حياة الانفس وليس كما يظن الغالبية انها تعني موتها .. نعم فالنفس باقية حية ابدا تتذوق طعم موت الجسد وتنتظر في ترانزيت القبر القرار النهائي بالسماح لها ان تدخل وتستقر بالدار الاخره ... وفي نفس الاية تدرك ان اثر الموت علي النفس ليس دائما او مهلكا كما نتخيل انما هو اشبه بمن يتذوق طعاما علي طرف لسانه فلا هو يشبع منه ولا يطيل فيه مهما تذوق ..
كونوا علي يقين ان الانفس لا تموت انما هي تحيا في مكان اخر تشعر وتتذوق وتُنقل لها اخبارنا وتسأل كل وارد جديد عن احوالنا وتنتظر منا الزياره وتحزن اذا نسيناها ويصل اليها دعاؤنا وتشفع لها صدقاتنا .. فلكل من له حبيب او قريب او غالٍ في القبور عليه بهذا الدعاء ويقينا سيصل له وسيهون عليه طول الانتظار ووحشة ترانزيت القبور ..
"اللهم ان لنا في القبور أحبة.. اللهم ارحمهم برحمتك ووسع قبورهم وآنس وحدتهم واغفر ذنبهم وتجاوز عن سيئاتهم واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة.. اللهمَ أبدلهم داراً خيراً من دارهم وأهلاً خيراً من أهلهم وأسكنهم فسيح جناتك في الدرجات العُلىَ يا أرحم الراحمين.. اللهمَ كن لهم بعد الحبيب حبيباً ولدعاء من دعا لهم سامعاً ومجيباً واجعل لهم من فضلك ورحمتك وجنتك حظاً ونصيباً".

نسألكم الدعاء..