السعادة.. وعلاقتها بالصحة النفسية «1»

۞ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)سورة هود
-اللهم اجعلنا من سعداء الدنيا والآخرة.
-كلمة السعادة من بين الكلمات التي اختلف الناس حولها؛ فمنهم من يراها قرينة اللذة أو الراحة أو المال أو المنصب أو الشهرة.. إلخ، وبذلك يفني كثير من الناس حياتهم في دروب شتى بحثًا عن السعادة.
-نعم.. السعادة هي شعور ينبع من داخل النفس إذا شعرت بالرضا والغبطة والطمأنينة والأريحية والبهجة، لكن لقد اختلفت نظرات الناس للسعادة باختلاف طباعهم واهتماماتهم وتطلعاتهم وحتى مجتمعاتهم.
-فبعضهم يراها في المال أو السكن أو الجاه أو الصحة.
-وآخرون يرونها في الزوجة أو الأولاد أو العمل أو الدراسة.
-وربما يراها آخرون في القرب من الحبيب أو في التخلص من مزعج أو في تبتل روحي أو مساعدة مسكين وفقير، لكن العجيب عندما تسأل كثير من هؤلاء: هل أنت سعيد حقًّا وصدقًا؟ تكون الإجابة بالنفي!!!
إذًا فأنت ترى أنّ تعريفات السعادة تختلف من إنسان إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر
-إن الشخص العادي عادة ما يصدر حكمه على سعادة غيره بظواهر ذلك الشخص، فهو عادة يحكم على شخص بأنه سعيد إذا كان منطلق الأسارير مبتسماً ضاحكاً ، وقد يحكم عليه مثلاً بالسعادة ، لأن له مسكناً جميلاً أو سيارة فخمة، أو لأنه سافر إلى معظم البلدان، أو لأنه ترقى إلى وظيفة ذات مرتب كبير، أو حصل على درجة علمية رفيعة.
-أما الشخص المتعمق فيعلم أن هذه العلامات قد تكون كاذبة، وقد لا تكفي للحكم بالسعادة وقد تكون سبباً للتعاسة ، فالإنسان قد تكون له وظيفة عالية ولكن لا يكون سعيداً.
-لأجل ذلك فهو يبحث عن أسباب أكثر ثباتاً، كطمأنينة البال ، فيشترط أن يشعر بالقناعة والرضا وسكون النفس ويقول : ينبغي أن لا ننظر في الحكم على سعادة الفرد إلى ظواهر تصرفاته وسلوكه السطحي فقط ، بل علينا أن ننظر ما بداخله.
وللحديث بقية باذن الله ..