قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

علماء الأزهر: مدعي النبوة مجنون.. ومكانه «المورستان».. ولا نجاة للمجتمع إلا بالرجوع لصحيح الدين


◄ الشحات الجندي:
- تجديد الخطاب يسير ببطء لوجود معوقات
- المتشددون يرغبون في القضاء على المسلمين
◄ طه أبو كريشة:
- لا نجاة للمجتمع إلا بالرجوع لصحيح الدين
- من يدعي النبوة مجنون.. ومكانه «المورستان»
نظمت لجنة «الإعجاز العلمي للقرآن والسنة والسنة المطهرة» التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، ندوة ظهر اليوم، بعنوان «الإعجاز في مقاصد الشريعة الإسلامية»، حاضر فيها الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور طه أبو كريشة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر.
وفي بداية كلمته، قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن معرفة مقاصد الشريعة الخمسة وفهمها فهمًا صحيحًا يساعد على تصحيح المفاهيم المغلوطة والمشوهة التي انتشرت في المجتمع الإسلامي وروج لها المتشددون المتطروف.
وأوضح «الجندي» أن مقاصد الشريعة الخمسة هي: «حفظ الدين، وحفظ النفس، والعقل، المال، وحفظ النسل»، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق هذا الكون عبثًا ولم يتركه سدى، بل خلق الإنسان لعبادته وحده لا شريك له، وسخر هذا الكون لأداء وتسهيل هذه المهمة العظيمة، فقال تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» الذاريات: 56، وقال تعالى: «وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» الجاثية: 13.
وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الله تعالى كرم الإنسان ورزق من الطيبات، مصداقًا لقوله تعالى:«َولَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا {الإسراء: 70}.
ولفت المفكر الإسلامي، إلى أن الله تعالى شرع للإنسان الشرائع التي تهدف إلى مصلحته الدنيوية والأخروية وتسهل عليه القيام بأداء المهمة التي من أجلها خلق.
الضروريات الخمس:
ونوه بأن الغرض من تشريع الأحكام هو الحفاظ على الضروريات الخمس، ويتضح أن الضروريات أو الكليات الخمس التي يسعى الشارع إلى الحفاظ عليها هي: أولاً الدين: وهو مجموع العقائد والعبادات والأحكام التي شرعها الله سبحانه وتعالى لتنظيم علاقة الناس بربهم وعلاقات بعضهم ببعض.
وتابع: أن الشارع قصد بتلك الأحكام إقامة الدين وتثبيته في النفوس، وذلك باتباع أحكام شرعها، واجتناب أفعال أو أقوال نهى عنها، والحفاظ على الدين ثابت بالنصوص الشرعية التي تدعو إلى الإيمان وترغب فيه وتتوعد على الكفر وتنفر منه، قال تعالى {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» آل عمران الآية 85.
وأشار إلى أن الأمر الثاني من المقاصد الخمسة هو النفس: وقد شرع الإسلام لإيجادها وبقاء النوع على الوجه الأكمل الزواج والتناسل، كما أوجب لحمايتها تناول ما يقيمها من ضروري الطعام والشراب واللباس والسكن، وأوجب دفع الضرر عنها ففرض القصاص والدية، وحرم كل ما يلقي بها إلى التهلكة.
وألمح إلى أن الأمر الثالث من المقاصد الخمسة، هو العقل: وأوجب الإسلام الحفاظ على العقل فحرم كل مسكر وعاقب من يتناوله، أما الأمر الرابع فهو النسل: وأوجب الشرع حفظ العرض بتحريمه للزنا والمعاقبة عليه، وفرض حد القذف.
واستطرد: والأمر الخامس من لمقاصد الخمسة، هو المال: وأوجب الشرع للحفاظ على المال السعي في طلب الرزق وأباح المعاملات والمبادلات والتجارة، وللحفاظ عليه حرم السرقة والغش والخيانة وأكل أموال الناس بالباطل وعاقب على ذلك.
وشدد على أن الشريعة الإسلامية جاءت للحفاظ على هذه الضروريات الخمسة، بإقامتها وتحقيق أركانها ودرء الخلل الواقع أو التوقع فيها، مؤكدًا أن جميع العبادات شرعت لإقامة الدين، أما العادات من أكل وشرب ولباس ومسكن فقد شرعت لإقامة النفس.
تجديد الفكر الديني:
فرق الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، بين مصطلحي «تجديد الفكر الديني، وتجديد الخطاب»، موضحًا أن الأول أكثر شمولاً من الثاني، فهو كل نشاط ينتج من العقل الإنساني.
وأكد «الجندي» أن تجديد الفكر الديني يحتاج مشاركة جميع طوائف المجتمع من علماء الأزهر، والمثقفين، والدعاة...»، مشيرًا إلى أن البعض يهاجم الأزهرى محتجًا بأنه لا يوجد تجديد في الخطاب، منوهًا بأن المؤسسة الدينية تؤدى دورًا كبيرًا في تجديد الخطاب الديني، ولكنه يسير ببطء نتيجة للمعوقات التي توجد في المجتمع من عدم تكاتف القوى السياسية مع الأزهر، مطالبًا الجميع بالوقوف صفا واحدًا مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وحذر عضو مجمع البحوث الإسلامية، من أن بعض الجامعات تسيء إلى لإسلام وتشوه صورته وصوتها عالٍ في التطرف والتشدد، وتدعى أن الأزهر أشعري ولا يكفر أحدًا.
التكفير غير جائز:
هاجم الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، المتطرفين والمتشددين الذين يكفرون الدولة الإسلامية لعدم إقامتها دولة الخلافة وتدعي عدم تطبيقها الشريعة الإسلامية.
ونبه «الجندي»، على أن المتشددين يجعلون من يرتكب الكبيرة كافرًا، ويخرج عن الملة، ويحتجون بذلك بأن الإسلام عقيدة وعمل، مؤكدًا أنه لا يجوز لأحد أن تكفير مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، منوهًا بأن يمكن أن يوصف من يرتكب المحرمات بأنه عاصٍ وليس كافرًا، لأنهم بذلك يتألهون على الله عز وجل فيكفرون من يشاءون.
واستشهد الجندي بأن الله تعالى يغفر جميع ذنوبه عباده إلا ذنبا واحدًا وهو الشرك به -عز وجل- كما في قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا» النساء (48).
وكشف عضو مجمع البحوث الإسلامية، عن أن المتشددين والمتطرفين يريدون أن يقضوا على المسلمين بحجة أنهم لا يقيمون الشريعة الإسلامية، ويفسرون خطأ قول الله تعالى: «وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون» [المائدة:44].

تفسير خاطئ للقرآن:
وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن هؤلاء المتطرفين يفسرون الآية السابقة خطأ لقتل المسلمين، ثم يقتلون بعد ذلك الدول غير المسلم مثلما يفعل داعش الإرهابي، وغيره من التظيمات الإرهابية.
قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن المتطرفين يريدون أن يشنوا حربًا على الدول غير المسلمة ويستندون بذلك إلى قول الله تعالى: «أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ» سورة التوبة (126).
واستطرد: أن المقصود بالآية السابقة أي: «أولا يرى هؤلاء المنافقون (أنهم يفتنون) أي: يختبرون (في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) أي: لا يتوبون من ذنوبهم السالفة، ولا هم يذكرون فيما يستقبل من أحوالهم.
واستكمل: أن الإمام مجاهد قال في تفسير الآية السابقة: أي يختبرون بالسنة والجوع، وقال شريك، عن جابر - هو الجعفي - عن أبي الضحى، عن حذيفة: أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين) قال: كنا نسمع في كل عام كذبة أو كذبتين، فيضل بها فئام من الناس كثير. رواه ابن جرير.
وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن هؤلاء المتطرفين لا يعلمون أن الغرب أقوى منا في تسليحه، مشددًا على أن كلامهم لا يخدم الفكر الديني، ويشوه صورة الدين الحنيف، منوهًا بأن الفقهاء رأوا بأنه لا يجوز للدولة المسلمة الدخول في حرب مع دولة أقوى منها وهي تعلم تمامًا أنها ستكون خاسرة.
وألمح إلى أن هذا الفكر المتشدد يشوه صورة الإسلام ولا علاقة له بالوسطية ولا الدين الحنيف، كما أدى إلى وجود حرب مذهبية بين السنة والشيعة، ويستغلها البعض في النيل من بعض الدول كما حدث في أحداث فرنسا.
وطالب المفكر الإسلامي، كل الفئات بمن فيهم المتطرفون، بأن يبتعدوا عن العنف، والقتل بحجة نشر الدين، ناصحهم باستخدام التكنولوجيا الحديثة «فيس بوك، وقنوات فضائية» لنشر الدعوة للدين الحنيف الصحيح دون اللجوء للحروب وقتل الآمنين.

التشريع يخدم الإنسانية:
وفي كلمته، قال الدكتور طه أبو كريشة عضو هيئة كبار العماء بالأزهر، أن الشريعة الإسلامية خالدة باقية من أجل الإنسان ليستطيع من خلالها تأدية رسالته التي بعثه الله تعالى من أجلها.
وأضاف «كريشة» أن لن تحصل الحياة ولن تزول منها السلبيات إلى من خلال الرجوع إلى ساحة تحقيق مقاصد الشريعة الخمسة على النحو الذي أمرنا به القرآن الكريم والسنة المطهرة، مشيرًا إلى أنه لا نجاة للمجتمع إلا بالرجوع إلى صحيح الدين وذلك عن طريق إزالة المعوقات لأنه لا يمكن أن يكون هناك بناء ويوجد أناس يهدمون.
وتهكم على من ادعى النبوة وظهر على الفضائيات وفيه يده سيجارة، قائلا: «إن مكانه الطبيعي -المورستان- مستشفى الأمراض العقلية».