قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بالصور .. الجندي: الغرض من تشريع الأحكام الحفاظ على الضروريات الخمس


قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن معرفة مقاصد الشريعة الخمسة وفهمها فهمًا صحيحًا يساعد على تصحيح المفاهيم المغلوطة والمشوهة التي انتشرت في المجتمع الإسلامي وروج لها المتشددون المتطروف.
وأوضح «الجندي» خلال كلمته بندوة «الإعجاز العلمي في مقاصد الشريعة الإسلامية»، التي عقدت بجامعة الأزهر ظهر اليوم، أن مقاصد الشريعة الخمسة هي: «حفظ الدين، وحفظ النفس، والعقل، المال، وحفظ النسل».
وأشار المفكر الإسلامي، إلى أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق هذا الكون عبثًا ولم يتركه سدى، بل خلق الإنسان لعبادته وحده لا شريك له، وسخر هذا الكون لأداء وتسهيل هذه المهمة العظيمة، فقال تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» الذاريات: 56، وقال تعالى: «وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» الجاثية: 13.
وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الله تعالى كرم الإنسان ورزق من الطيبات، مصداقًا لقوله تعالى:«َولَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا {الإسراء: 70}.
ولفت إلى أن الله تعالى شرع للإنسان الشرائع التي تهدف إلى مصلحته الدنيوية والأخروية وتسهل عليه القيام بأداء المهمة التي من أجلها خلق.
ونوه بأن الغرض من تشريع الأحكام هو الحفاظ على الضروريات الخمس، ويتضح أن الضروريات أو الكليات الخمس التي يسعى الشارع إلى الحفاظ عليها هي: أولاً الدين: وهو مجموع العقائد والعبادات والأحكام التي شرعها الله سبحانه وتعالى لتنظيم علاقة الناس بربهم وعلاقات بعضهم ببعض.
وتابع: أن الشارع قصد بتلك الأحكام إقامة الدين وتثبيته في النفوس، وذلك باتباع أحكام شرعها، واجتناب أفعال أو أقوال نهى عنها، والحفاظ على الدين ثابت بالنصوص الشرعية التي تدعو إلى الإيمان وترغب فيه وتتوعد على الكفر وتنفر منه، قال تعالى {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» آل عمران الآية 85.
وأشار إلى أن الأمر الثاني من المقاصد الخمسة هو النفس: وقد شرع الإسلام لإيجادها وبقاء النوع على الوجه الأكمل الزواج والتناسل، كما أوجب لحمايتها تناول ما يقيمها من ضروري الطعام والشراب واللباس والسكن، وأوجب دفع الضرر عنها ففرض القصاص والدية، وحرم كل ما يلقي بها إلى التهلكة.
وألمح إلى أن الأمر الثالث من المقاصد الخمسة، هو العقل: وأوجب الإسلام الحفاظ على العقل فحرم كل مسكر وعاقب من يتناوله، أما الأمر الرابع فهو النسل: وأوجب الشرع حفظ العرض بتحريمه للزنا والمعاقبة عليه، وفرض حد القذف.
واستطرد: والأمر الخامس من لمقاصد الخمسة، هو المال: وأوجب الشرع للحفاظ على المال السعي في طلب الرزق وأباح المعاملات والمبادلات والتجارة، وللحفاظ عليه حرم السرقة والغش والخيانة وأكل أموال الناس بالباطل وعاقب على ذلك.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الشريعة الإسلامية جاءت للحفاظ على هذه الضروريات الخمسة، بإقامتها وتحقيق أركانها ودرء الخلل الواقع أو التوقع فيها، مؤكدًا أن جميع العبادات شرعت لإقامة الدين، أما العادات من أكل وشرب ولباس ومسكن فقد شرعت لإقامة النفس.