كونت عقيلة راتب "دويتو" ناجحا مع زوجها لمدة 7 سنوات
ماتت مكفوفة .. ولم يسأل أحد عنها سوى موظف البنك
تزوجت من الفنان حامد مرسي.. وكان الفرح على خشبة المسرح
تم تكريمها من الملك فاروق وعبد الناصر والسادات
قد لا يعلم الكثيرون أنها لقبت بـ"معونة الشتاء" لما كانت تقوم به بمساعدة الفقراء حيث كانت تصرف رواتب شهرية لهم .. ماتت كفيفة حيث ارتفع ضغط دم عينيها واجرت عملية جراحية إلا أنها فقدت بصرها تماما أثناء تصويرها فيلم (المنحوس) حيث استمرت في تصوير الفيلم وهي كفيفة.. هي الفنانة عقيلة راتب التي تمر اليوم الاثنين ذكرى رحيلها الـ 17 حيث رحلت عام 1999.
برغم موهبة عقيلة الكبيرة وعشقها للفن الا انها لم تنل الشهرة والنجومية التي كانت تستحقها فعاشت في أواخر أيامها وحيدة مع ابنتها (أميمة ) التي أنجبتها من زوجها الفنان حامد مرسي والذي عرف باسم "بلبل مصر الوحيد".
هي كاملة محمد شاكر الشهيرة بـ"عقيلة راتب" من مواليد حي الجمالية بالقاهرة في مارس عام 1916، ظهرت لديها الموهبة وهي طفلة بالمدرسة الابتدائية وعند غياب بطلة العمل الفني بالحفل الختامي للعام الدراسي قامت هي بأداء الدور لتتألق وتحظي بإعجاب الحضور وصممت منذ تلك اللحظة على أن يكون لها شأن كبير فى مجال الفن.
وعندما أخبرت والدها بهذه الرغبة نالت علقة ساخنة لم تنسها ولكنها لم تيأس وتابعت البروفات وحفظت الأدوار عن ظهر قلب وعندما تم عرض العمل الذى تشارك فيه كان من بين الحضور ابن عهما الذي ذهب واخبر والدها بما شاهد ليصاب بالشلل فقد كان من المستحيل إقناع الأب رئيس قسم الترجمة بوزارة الخارجية بنسيان الحلم الذي عاش من اجله وهو ان تلتحق ابنته بالسلك الدبلوماسي بل أن يوافق علي التحاقها بالفن وأن تعطيه من عمرها أكثر من نصف قرن حتي بعدما فقدت بصرها.
تبنتها عمتها وبدات تحفظ البروفات خلسة في منزل عمتها وكان عليها تغيير اسمها حتي لا تصل أخبارها الي والدها فقامت باستعارة اسم صديقتها "عقيلة" ولقب "راتب" هو اسم شقيقها الاصغر الذي توفي رضيعا، وساعدها الفنان زكي عماشة الذي أعجب بأدائها وهي في العرض المدرسي ، ليسند إليها العديد من الأدوار لتتألق في المسرح وتبدأ مشوارها بالغناء اولا.
خاضت عقيلة مجال السينما لتقوم بالبطولة المطلقة في اكثر من عمل وهى "القاهرة 30، "زقاق المدق"، حب ودموع،لا تطفئ الشمش، ليلة زفاف، الافوكاتو مديحة، الاستاذة فاطمة، ايام وليالي" ليصل رصيدها الفني لما يقرب من 32 عملا فنيا آخرها فيلم "المنحوس"عام 1987 والذي كان فألا سيئا عليها حيث ارتفع ضغط عينيها مما جعلها تجري عملية جراحية تفقد بها بصرها.
التحقت بالعمل في التليفزيون مع اوائل إرساله في عام 1960 وذلك من خلال المسلسل الاجتماعي الاشهر "عادات وتقاليد" والتي جسدت فيه دور "حفيظة هانم" علي مدي 338 حلقة تألقت فيها وكانت لها عبارتها الشهيرة التي كانت تنهي بها كل حلقة (توبة ..والنبي ..توبة ).
تزوجت من الفنان الدنجوان حامد مرسي الذي كان ينافس عبد الوهاب في وسامته وفنه فقد لقب بـ" بلبل مصر الوحيد"..أحبها في صمت وهام بجمالها الي ان اعترف بحبه لها بعدما شعر بأن هناك معجبين آخرين يقتربون منها وفي لحظة الاعتراف بحبه وافقت عليه زوجا لها وتم بالفعل الزواج علي خسبة المسرح بفرقة علي الكسار ليكونا معا أشهر ثنائي غنائي استمر لمدة 7 سنوات.
نالت العديد من التكريمات فقد كرمها الملك فاروق ثم الرئيس عبد الناصر عام 1963 ثم الرئيس السادات والذي منحها وسام الفنون من الدرجة الأولي ثم كرمها الرئيس الاسبق حسني مبارك عام 1998 ومنحها جائزة تقديرا لمشوارها الفني الحافل بالبطولات الفنية.
عانت عقيلة راتب في أواخر أيامها من الوحدة والعزلة عن العالم فقد فقدت بصرها وزادت من معاناتها عدم سؤال زملائها في الوسط الفني عليها وفي هذا تقول ابنتها أميمة في احد حواراتها الصحفية "عاشت والدتي وحيدة ولم يسأل أحد عنها سوي الاستاذ نبيل العشري "موظف بنك مصر".
ورحلت "الست حفيظة" .. كاملة محمد شاكر.. عقيلة راتب، عن عمر ناهز 83 عاما تاركة وراءها أهم الأعمال الفنية.