قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حقيقة إخبار الرسول بكيفية ومكان استشهاد علي بن أبي طالب


دلت على نبوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- دلائل وأمارات ومنها إخباره -صلى الله عليه وسلم- بكيفية ومكان وفاة بعض أصحابه وأهل بيته وغيرهم من أعدائه، وهو علم لا يعرفه النبي من تلقاء نفسه.
وأعلم الله تعالى نبيه -صلى الله عليه وسلم- بزمان أو كيفية موت بعض أصحابه وأهل بيته، كذلك بعض أعدائه، فأخبر به صلى الله عليه وسلم، فكان تحققه برهاناً على نبوته وعلماً من أعلام رسالته، إذ لا يمكن لأحد معرفة ذلك ولا التنبؤ به إلا من قِبلِ اللهِ علامِ الغيوب.
ومن هذه الأنباء الباهرة؛ إخبارُه صلى الله عليه وسلم عن شهادة عمرَ وعثمانَ وعلي وطلحة والزبير، رضي الله عنهم أجمعين، وأن موتهم سيكون شهادة، وأنهم لن يموتوا على فُرُشِهم أو سواه مما يموت به الناس.
وقد صعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حراء، هو وأبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ وعليُ وطلحةُ والزبيرُ، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اهدأ، فما عليك إلا نبيٌ أو صديقٌ أو شهيد»، فشهد -صلى الله عليه وسلم- لنفسه بالنبوة، ولأبي بكر بالصديقية، ولعثمانَ وعليَ وطلحةَ بالشهادة.
وقال النووي: "وفي هذا الحديث معجزاتٌ لرسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: منها إخبارُه أنّ هؤلاء شهداء، وماتوا كلٌّهم غيرَ النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر شهداء، فإنّ عمرَ وعثمان وعليّاً وطلحة والزّبير رضي اللّه عنهم قُتلوا ظلماً شهداء، فقتلُ الثلاثةِ [أي عمر وعثمان وعلي] مشهور، وقُتلَ الزّبير بوادي السّباع بقرب البصرة منصرفاً تاركاً للقتال، وكذلك طلحة، اعتزل النّاس تاركاَ للقتال, فأصابه سهم، فقتله, وقد ثبت أنّ من قُتل ظلماً فهو شهيدٌ".
وبشّر النبي -صلى الله عليه وسلم- عمر بالشهادة مرة أخرى حين رآه يلبس ثوباً أبيضَ فقال له: «أجديدٌ ثُوبُك أم غسيل؟» قال: لا، بل غسيلٌ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اِلبس جديداً، وعِش حميداً، ومُت شهيداً».
وكان كما قال عليه الصلاة والسلام، فقد قتله أبو لؤلؤة المجوسي وهو قائم يصلي الصبح إماماً بالمسلمين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث وعشرين للهجرة النبوية، ليكون مقتله رضي الله عنه مصداقاً لنبوءة النبي صلى الله عليه وسلم وعلامةً من علامات نبوته ورسالته.
وأما ثاني الشهداء، أمير المؤمنين عثمان بن عفان، فقد بشّره النبي صلى الله عليه وسلم بشهادته، وأنبأه أنها ستكون في فتنة طلب منه أن يصبر عليها، وذلك لما جلس أبو موسى الأشعري مع النبي صلى الله عليه وسلم على بئر أريس في حائط من حيطان المدينة .
يقول أبو موسى: فجاء إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمانُ بن عفان. فقلتُ: على رِسْلك، فجئتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: «ائذن له ، وبشره بالجنة على بلوى تصيبه»، وفجئتُه، فقلت له: ادخل، وبشّرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة على بلوى تصيبُك وفي رواية أن عثمان «حمِد الله، ثم قال: اللهُ المستعان» أي حمِد الله على بشارة النبي له بالجنة، وطلب من الله العون على بلائه حين تصيبه الشهادة.
وثالث المبشرين بالجنة في قوله صلى الله عليه وسلم: «اهدأ، فما عليك إلا نبيٌ أو صديق أو شهيد» هو علي رضي الله عنه، أبو السِّبْطين، وقد أنبأه رسول الله في حديث آخر بأن الأشقى [أي ابن ملجِم] سيقتله بضربة في صِدْغَيه.
وذات يوم مرِض علي -رضي الله عنه- مرضاً شديداً، فزاره أبو سنان الدؤلي، فقال له: لقد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه، فقال له علي: لكني والله ما تخوفتُ على نفسي منه، لأني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الصادقَ المصدوقَ يقول: «إنك ستُضرب ضربةً ها هنا، وضربةً ها هنا - وأشار إلى صُدغَيه - فيسيل دمها حتى تختضب لحيتُك، ويكونَ صاحبها أشقاها، كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود»، ولأجل هذا الحديث ما كان رضي الله عنه يخاف على نفسه الهلكة في مرضه
وتقبل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم تمشي، فيقول لها أبوها: «مرحباً بابنتي»، تقول أم المؤمنين عائشة: ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسرَّ إليهاً حديثاً، فبكت، ثم أسرَّ إليها حديثاً فضحكتْ.
فقلت لها: ما رأيتُ كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتُها عما قال؟ فقالت: ما كنت لأُفشي سِرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قُبِض النبيُّ صلى الله عليه وسلم سألتُها، فقالت: أسرَّ إلي: «إن جبريل كان يعارضني القرآن كلَ سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أولُ أهلِ بيتي لحاقاً بي، فبكيتُ، فقال صلى الله عليه وسلم: أما ترضَينَ أن تكوني سيدةَ نساء أهل الجنة أو نساءِ المؤمنين»، فضحكتُ لذلك. وفي رواية أخرى أنها قالت: «فأخبرني أنه يُقبض في وجعه الذي توفي فيه؛ فبكيت، ثم سارَّني، فأخبرني أني أولُ أهلِ بيته أتبعُه؛ فضحكت».
وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث غيوب، أولُها: اقترابُ أجله، وقد مات عليه الصلاة والسلام في تلك السنة،
وثانيها: إخبارُه ببقاء فاطمة بعده، وأنها أولُ أهل بيته وفاة، وقد توفيت بعده صلى الله عليه وسلم بستة أشهر فقط، فكانت أولَ أهل بيته وفاة، وثالثها: أنها سيدةُ نساء أهل الجنة، رضي الله عنها.
قال النووي: "هذه معجزة ظاهرة له صلى الله عليه وسلم، بل معجزتان، فأخبر ببقائها بعده، وبأنها أول أهله لحاقاً به، ووقع كذلك، وضحكت سروراً بسرعة لحاقها".