قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تعرف على سبب نزول قول الله «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه»


أخبرنا الله تعالى عن المؤمنين الصادقين الذين استمروا على العهد والميثاق مع الله تعالى وما غيروا هذا العهد ولا نقضوه ولا بدلوه، وذلك مصداقا لقوله تعالى: «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا»، سورة الأحزاب : آية 23.
وقال الإمام محمد متولي الشعراوي، في تفسيره للآية الكريمة، إن سبب نزول هذه الآية قيل أنها نزلت في جماعة من المؤمنين صادقي الإيمان إلا أنهم لم يشهدوا بدراً ولا أحُداً ولكنهم عاهدوا الله إن جاءت معركة أخرى ليبادرون إليها ويبلون فيها بلاءً حسناً، وقيل: أنها نزلت في أنس بن النضر فقد عاهد الله لما فاتته بدر لو جاءت مع المشركين حرب أخرى ليبلون فيها بلاء حسناً وفعلاً لما جاءت أحُد أبلى فيها بلاءً حسناً حتى استشهد فيها فوجدوا جسده في نيفاً وثمانين طعنة برمح وضربة بسيف.
وأضاف الشعراوى فى تفسير الآية أن المقصود من قول الله تعالى: « مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ»، أن كلمة رجال في القرآن تدل على أن المقام مقام جد وثبات على الحق وقلوب رسخ فيها الإيمان رسوخ الجبال وهؤلاء الرجال وفوا بالعهد الذي قطعوه أمام الله على أنفسهم بأن يبلوا في سبيل نصرة الإسلام ولو يصل الأمر إلى الشهادة ،
وأوضح إمام الدعاة أن المراد من قوله تعالى: «فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ»، أي أدى العهد ومات، والنحب في الأصل هو النذر فالمراد أدى ما نذره أو ما عاهد الله عليه من القتال، ثم استعملت (النحب) بمعنى الموت، مشيرا إلى أن العلماء ذكروا أن العلاقة بين النذر والموت، هو إذا نذرت فاجعل الحياة ثمناً للوفاء بهذا النذر.
وتابع: «وجاء هذا التعبير لتعلم أن الموت يجب أن يكون منك نذراً أي انذر لله أن تموت لكن في نصرة الحق وفي سبيل الله فكأن المؤمن هو الذي ينذر نفسه وروحه لله وكأن الموت عنده مطلوب ليكون في سبيل الله».
واشار إلى أن المؤمن حين يستصحب مسألة الموت ويستقرئها يرى أن جميع الخلق يموتون من لدن آدم (عليه السلام) حتى الآن لذلك تهون عليه حياته ما دامت في سبيل الله فينذرها ويقدمها لله عن رضا ولم لا وقد ضحيت بحياة مصيرها إلى زوال واشتريت بها حياة باقية خالدة مُنعمة.
وبين أن قوله جل وعلا: «وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ»، أي ينتظر الوفاء بعهده مع الله وكأن الله تعالى يقول الخير فيكم يا أمة محمد باقٍ إلى يوم القيامة، وقوله: «وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً»، معنى التبديل هنا أي ما تخاذلوا في شيء عاهدوا الله عليه ونذروه فما جاءت بعد ذلك حرب وتخاذل أحد منهم عنها ولا أدخل أحد منهم الحرب مواربة ورياء فقاتل من بعيد أو تراجع خوفاً من الموت بل كانوا في المعمعة حتى الشهادة.