الفراغ العاطفى هو حالة إنسانية يتخللها الإحساس بالاغتراب الاجتماعى وهي غالبا مايصاحبها اكتئاب وشعور بالوحدة واليأس أو غيرها من الاضطرابات النفسية والعاطفية.
ويقول الدكتور ممدوح غنيم استشارى التأهيل النفسى وعلاج أمراض التخاطب، إن الإحساس بالفراغ هو جزء من عملية حزن ينجم عن الانفصال عن الزوج أو الأهل أو وفاة أحد أفراد الأسرة أو تغيرات هامة أخرى.

وأشار إلى أن ملء هذا الفراغ هو حاجة فطرية تكون مع المولود من قبل ولادته، ويجب تلبيتها، فترى الأم الحامل إذا كانت تعاني من الحزن والاكتئاب، تولد شعورا لا إراديا بالفراغ عند الجنين يظهر على شكل مشكلات جسدية بعد الولادة، فملء الفراغ العاطفى كالرابطة السحرية الفطرية، التى توجه الناس بالبحث عن ارتباطهم بالاخرين ليستمر العالم، فمحبة الأهل والأصدقاء والعشاق مهما وغياب أحدهم هو الذي يولد ذلك الفراغ، لكن أصعب ما قد يولد هذا الفراغ هو الحنين للأرض والوطن الذى يولد فراغا عاما فى حياة الشخص.

وأوضح أن هناك بعض البشر ممن يصطنعون الفراغ لينالوا استعطاف المجتمع، وأن ظلم المجتمع هو من أودى بهم لتلك الحالة، ولكن ماقد يغيب عن الكثيرين أن الفراغ لا ينشأ من الظلم أو الاضطهاد، إنما من الفقد والابتعاد، فإن الكثيرين من ضحايا الفراغ العاطفى هم متهمون بالتسبب بنفس الفراغ للآخرين، أو خلق الشحوب في الإحساس والرحمة والعطف والقرب وهم مجرمون بحق انفسهم فى الدرجة الاولى.
وتابع: "إن كيفية استقبالهم للمواقف وتعاملهم معها هو ما يملأ هذا الفراغ، والنفس تستحق من صاحبها الكثير، فوجود الأحباب من الآباء والأبناء والأخوة والأصدقاء فى نفس المكانة التى يستحقونها فى قلوب الاخرين يمنع الاحساس بالفراغ العاطفى، وذلك الشعور فى شدة الخطورة لانة قد يؤدى الى امراض جسدية ونفسية خطيرة كارتفاع ضغط الدم والسكر، فالشعور بالفراغ العاطفى يذهب الاحساس بكل شئ سوى الاحساس بالفقيد ، وعلية فملء الفراغ العاطفى يبدأ من الشخص نفسه كي لا نصبح متهمين وضحايا فى الوقت ذاته.
للتواصل معنا
[email protected]