قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

العلماء يحسمون الجدل بين الأشاعرة والوهابية.. ويؤكدون: والدا الرسول من أهل الجنة.. ولم تصل إليهما الدعوة


-علي جمعة: آمنة أم الرسول كانت تسمع أصواتا تبشرها بدخول الجنة
-كريمة: والدا النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنان موحدان من أهل الجنة
-الإفتاء: مَن مات قبل البعثة ولم تبلغه الدعوة يموت ناجيًا ولا يعذب في النار
ورد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حديث، روى مسلم (203) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ أَبِي؟ قَالَ: فِي النَّارِ، فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّار، (فَلَمَّا قَفَّى) أي انصرف».
الوهابيون يؤيدون هذا الحديث، مخالفين بذلك الأشاعرة الذين رأوا أن والداي الرسول -صلى الله عليه وسلم- ناجيان ومؤمنان، ومن أهل الجنة لأن الله تعالى عدل لا يعذب أحدًا لم تصل إليه الدعوة.
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن السيدة آمنة بنت وهب أم سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كانت تسمع هواتف وأصواتا تأتي لها في أذنها وتبشرها بأنها وزوجها عبد الله بن عبد المطلب والد النبي بأنهما في الجنة.
وأضاف «جمعة»، أن مذهب أهل السنة والجماعة من السادة الأشاعرة والماتُريدية أجمعوا على أن أبوي سيدنا رسول الله من الناجين يوم القيامة ومن أهل الجنة، مشيرًا إلى أن الإمام السيوطي قد ألف تسع رسائل يسيق فيهم الأدلة على نجاة أبوين رسول الله.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء، أن بعض العلماء خالفوا أهل السنة والجماعة فى هذه المسألة ولكن الرأى الراجح هو رأى جمهور العلماء لأنهما كانا فى فترة من النبوة وأهل الفترة عند أهل السنة والجماعة من الناجين يوم القيامة، مستشهدا بقوله تعالى: « وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولاً».
من جانبه، أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الأمة الإسلامية ليست في حاجة لمن يعلمها التوحيد، مشيرًا إلى أن والدي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنان، موحدان، وهما في الجنة، مشيرًا إلى أن الرسالة المحمدية هي الوحيدة للعالم أجمع.
وأشار أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إلى أن الله تعالى العدل لا يعذب أحدًا لم يعاصر الرسالة المحمدية، منوهًا بأن أزمة علماء العصر الحالي هي عدم فهم النصوص الصحيحة؛ لتفسير آيات القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن كل من يتهم الأمة المحمدية بالإرهاب مريض نفسيًا.
بدروها، قالت دار الإفتاء، إن الحكم فى أبوَى النبى صلى الله عليه وسلم أنهما ناجيان وليسا من أهل النار، صرح بذلك جمع من العلماء، وصنفوا المصنفات فى بيان ذلك، منها: رسالتا الإمام السيوطى "مسالك الحنفا فى نجاة والدَى المصطفى" و"التعظيم والمِنّة بأنَّ والدَى المصطفى فى الجنة".
وأضافت أن العلماء استدلوا على ذلك بأنهما مِن أهل "الفَترة"، لأنهما ماتا قبل البعثة ولا تعذيب قبلها، لأن مَن مات ولم تبلغه الدعوة يموت ناجيًا، لتأخر زمانهما وبُعدِه عن زمان آخر الأنبياء، وهو سيدنا عيسى- عليه السلام-، ولإطباق الجهل فى عصرهما، فلم يبلغ أحدًا دعوةُ نبى من أنبياء الله إلا النفر اليسير من أحبار أهل الكتاب فى أقطار الأرض كالشام وغيرها، ولم يعهد لهما التقلب فى الأسفار ولا عمَّرا عمرًا يمكن معه البحث عن أخبار الأنبياء، وهما ليسا من ذرية عيسى عليه السلام ولا من قومه، فبان أنهما مِن أهل الفترة بلا شك.
وأوضحت ومَن قال: إن أهل الفترة يُمتَحَنُون على الصراط فإن أطاعوا دخلوا الجنة وإلا كانت الأخرى، فإن العلماء نصُّوا على أن الوالدين الشريفين لو قيل بامتحانهما فإنهما من أهل الطاعة، قال الحافظ ابن حجر: "إن الظن بهما أن يطيعا عند الامتحان".
ونوهت بأن الطبرى أورد فى تفسيره عن ابن عباس –رضى الله عنهما- أنه قال فى تفسير قوله تعالى: «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى» [الضحى: 5]، قال: "مِن رِضا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- أن لا يَدخُل أحدٌ مِن أهل بيته النار".
وتابعت: أن الطريق الثانى الذى سلكه القائلون بنجاة أبوَى النبى-صلى الله عليه وآله وسلم: أنهما ناجيان؛ لأنهما لم يثبت عنهما شرك، بل كانا على الحنيفية دِين جدهما إبراهيم- عليه السلام-، ولقد ذهب إلى هذا القول جمعٌ من العلماء منهم الفخر الرازى فى كتابه "أسرار التنزيل".
واستدل أهل هذا الطريق بقوله تعالى: «الَّذِى يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِى السَّاجِدِينَ». [الشعراء: 218، 219]، أي أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يتقلب فى أصلاب الساجدين المؤمنين مما يدل على أن آباءه لم يكونوا مشركين، قال الرازى: "قال -صلى الله عليه وآله وسلم: ((لَم أَزَل أُنقَلُ مِن أَصلابِ الطّاهِرِينَ إلى أَرحامِ الطّاهِراتِ))، وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}. [التوبة: 28]، فوجب ألا يكون أحدٌ مِن أجداده -صلى الله عليه وآله وسلم-مشركًا".
وتابعت: أن الله تعالى أحياهما له -صلى الله عليه وآله وسلم- حتى آمَنا به، وأضافت أن هذا المسلك مال إليه طائفة كثيرة مِن حفاظ المحدِّثين وغيرهم، منهم: الخطيب البغدادى وابن شاهين وابن المُنَيِّر والمحب الطبرى والقرطبى، واحتجوا لمسلكهم بأحاديث ضعيفة، ولكنها ترقى إلى الحسن بمجموع طرقها.
وجههت الإفتاء النصيحة لشباب الدعوة إلى الله أن يتقوا الله فى الأمة ولا يبالغوا فى إطلاق الأحكام قبل الفهم والبحث، وإن ضاقت بهم ملكاتهم العقلية والعلمية فقد وصف لهم رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- الدواء مِن هذا المرض فقال: ((إنَّما شِفاءُ العِى السُّؤالُ))، فعليهم سؤال أهل العلم بدلا مِن إيقاع أنفسهم فى اللعن والخروج من رحمة الله بالتعدى على جناب الحبيب- صلى الله عليه وآله وسلم.
بينت بأن القاضى أبا بكر بن العربى أحد أئمة المالكية سُئِل عن رجل قال: إنّ أبا النبى-صلى الله عليه وآله وسلم- فى النار، فأجاب بأن مَن قال ذلك فهو ملعون؛ لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}. [الأحزاب: 57]. قال: "ولا أذًى أعظم مِن أن يقال عن أبيه إنه فى النار".فليتقوا الله وليخشوا لَعنَه وإيذاءَ حبيبه -صلى الله عليه وآله وسلم- المستوجب للعن فاعله، ونصيحتنا لهم أيضًا بألا يشغلوا الأمة بخلاف لا طائل مِن ورائه.