حث الشرع الحنيف، المسلمين، على عيادة المريض وزيارته وجعلها من الآداب الرفيعة وأولى حقوق المسلم على أخيه المسلم، لأنها تألف بين القلوب.
وجعلت الشريعة الإسلامية عيادة المريض من الواجبات، كما ورد في السنة النبوية في الحديث الذي روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خَمْسٌ مِنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ: رَدُّ التَّحِيَّةِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَشُهُودُ الْجِنَازَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ». أخرجه البخاري في "الأَدب المفرد" 519 و"ابن ماجة" 1435.
ويؤكد الحديث الشريف، حرص رسـول اللّه -صلى الله عليه وسلم - على إقامة روابط المحبة بين المسلم وأخيه ليوطد علاقة المسلمين بعضهم ببعض، ويقوي روابط الأخوة والمحبة بينهم، فأمر بأداء حقوق المسلم، وهي كثيرة، وقد أرشدنا الرسول- صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث إلى خمس منها غالية في قيمتها سهلة في أدائها.
ويوضح الحديث، أن رد التحية بمثلها أو بأحسن منها، وهو فرض عليه إن كان المسلَّم عليه واحـداً، وفرض كفاية إن كانوا جماعة، لأن عدم رد السلام يتضمن إهانة للمسلِّم واحتقاراً له.
ويشير الحديث إلى أن زيارة المـريض، تبعث في نفس المـريض سروراً وطمـأنينة، لشعوره بأن إخوانه المسلمين يهتمون به، ويشاطرونه آلامه، وقد جاء الأمر بها في هذا الحديث وغيره. والأمر للوجوب، لكن على الكفاية -إذا فعلع البعض سقط عن الكل-.
ويشدد الحديث، على المسلم، أن يجعل زيارته للّه وفي اللّه لا لغرض دنيوي كأن يعود الأغنياء ويترك الفقراء والمساكين والضعفاء الذين يُرزق الناس ويُنصرون بسببهم.
ولفت إلى ضرورة اتبـاع الجنائز بتشييعها حتى تدفن، وذلك من موجبات الوفاء للمسلم بعد موته وهو فرض كفاية، وكذلك إجابة الدعوة بالمجيء إلى مكان الوليمة التي دعاك إليها، وجوباً في وليمة العرس، وهذا أيضـاً إذا لم يكن ثمَّ عذر شرعي يمنع من الحضور.
وينوه بضرورة الدعاء بالرحمة لمن عطس فحمد اللّه، لما في ذلك من التودد وإظهار المحبة، كـما أن الألفة تكتمل عندما يرد عليه العاطس بقوله: يهديكم اللّه ويصلح بالكم، وأكد الفقهاء أن تشميت العاطس واجب إذا حمد اللّه، وفي حالة عدم الحمد من العاطس فإنه لا يشمَّت ولا يذكر أيضاً.