اللواء «سامح العشري» يروي ذكرياته مع حرب العزة والكرامة:
الفرقة الثانية أول من رفعت «علم مصر» علي الضفة الشرقية للقناة
فى الأسبوع الأول من المعركة حضر لقيادة الفرقة الفريق سعد الدين الشاذلى ومكث قرابة الساعة ثم غادر سيناء
مهمتى الاتصال بمجموعات خلف خطوط العدو للحصول منهم على المعلومات
بدأت المعركة بضرب «خط بارليف» وتدميره وعبرت القوات بأقل الخسائر بسبب انشغال القوات الإسرائيلية مع "السورية"
استجوبت «عساف ياجورى» الاستجواب المبدئى فى أرض الميدان أمام العميد «حسن أبو سعدة»
سيظل التاريخ يذكر بحروف من نور أبطال حرب أكتوبر الذين حملوا أرواحهم على أيديهم فداءً لمصر، وصنعوا التاريخ الحديث بدمائهم وستظل هذه الحرب محفورة فى قلوب وأذهان من عاصروها ومن لم يعاصروها.
ومن بين هؤلاء الأبطال، أحد رجالات القوات المسلحة الخبير العسكرى اللواء متقاعد «سامح العشري»، فهو من مواليد مركز بيلا بمحافظة كفرالشيخ، حيث ولد فى 30 /8 /1947، والتحق بالكلية الحربية وتخرج فى سلاح المشاة، وشارك بكل بسالة وشجاعة فى حرب أكتوبر المجيدة التى حققت العزة والانتصار.
ويروى اللواء سامح العشرى ذكرياته فى حرب العزة والكرامة لـ «صدى البلد» قائلًا: شاركت فى حرب 6 أكتوبر، وكنت أثناء الحرب برتبة «نقيب» في استطلاع الفرقة الثانية مشاة -المجهود الرئيسي للجيش الثاني الميداني- والتى هى أول فرقة عبرت واقتحمت القناة في حرب 1973م وبدون خسائر أثناء العبور، وأول من رفعت علم مصر علي الضفة الشرقية للقناة.
وأضاف «العشرى»: كان تشكيل قيادة الفرقة الثانية المشاة فى حرب 1973: قائد الفرقة العميد حسن أبو سعدة، ورئيس العمليات العقيد عبد الله عمران، والمقدم نبيل، والمقدم محمد رشاد، والرائد مصطفى التهامى، والنقيب سامح العشري، رئيس فرع الإشارة، والعقيد منصور، ورئيس الاستطلاع العقيد خيرت عثمان محمود عتيق، واللواء 23 مدرع ملحق على قيادة الفرقة، واللواء الرابع مشاة بقيادة العقيد المصرى، واللواء 117 مشاة ميكانيكي بقيادة العقيد الحديدي وسط الفرقة، واللواء 120 مشاة بقيادة العميد صابر زهدى، الحد اليسار فى وادى النخيل أمام جزيرة البلاح.
واستطرد قائلاً: «وعبرت جميع القوات المذكورة ووصلت إلى مسافة حوالى 800 متر وقامت بعمل وتحقيق رؤوس الكبارى والنزول تحت الأرض والقيام بالدفاع.. وكانت مهمتي طوال هذه الفترة الاتصال بمجموعات خلف خطوط العدو للحصول منهم على المعلومات عن العدو على المستوى التكتيكي».
وأضاف «العشرى»: «كنت مسئولاً عن استجواب الأسرى والتحفظ على كل الوثائق والمعدات والأدوات الإسرائيلية وكذلك دفع مجموعات خلف خطوط العدو أثناء سير المعركة.. وللحق: فى الأسبوع الأول من المعركة حضر لقيادة الفرقة الفريق سعد الدين الشاذلى، وعبر القناة، وحضر لقيادة الفرقة ومكث حوالى ساعة ثم غادر سيناء وعاد للغرب بسلام الله، وأثناء سير المعركة تم تكليفي من العقيد «خيرت» بالذهاب لمقابلة العميد «صابر زهدى» قائد اللواء 120 مشاة فى وادى النخيل لتحقيق الاتصال بينه وبين قائد الفرقة لأن الاتصال كان معه مقطوعًا".
بداية حرب أكتوبر عام 1973
يروى «العشروى» تفاصيل بداية حرب أكتوبر قائلاً: ساعة الضربة الجوية الأولى وتمهيد المدفعية كانت الساعة 2 ظهرًا يوم السبت الموافق 6 أكتوبر الموافق 10 رمضان -ساعة الصفر وهى ساعة عبور أول جندى من الغرب للشرق هى الساعة 2:20.. فى هذا اليوم قبل هذه التوقيتات وفى الصباح استدعانى العميد «حسن أبو سعدة» وأبلغنى أن أبلغ أفراد القناصة الموجودين فى نقط الملاحظة بضرب الأهداف الموجودة أمامهم فى تمام الساعة الثانية ظهرًا وهو توقيت الضربة الجوية الأولى.
وأضاف: «بداية العبور الساعة 2.30 وكذلك بداية عمل سلاح المهندسين بتركيب الكبارى على القناة فى المناطق المُحدّدة لذلك، وعبرنا أنا والعقيد خيرت عثمان محمود عتيق بواسطة قارب مطاط بمعرفة سلاح المهندسين وكان معى كل الخرائط والبوصلة ونظارة الميدان والتسليح الشخصى وكذلك كنت أحمل على ظهرى «زمزمية مياه» وأحمل معى «4 باكو عجوة» فقط لا غير كل ما أحمله معى لحظة العبور".
وتابع «العشرى»: «بدأت المعركة بضرب خط بارليف وتدميره وعبرت القوات بأقل الخسائر والسبب فى ذلك هو انشغال القوات الإسرائيلية مع القوات السورية مما جعل القوات المصرية تعبر القناة بأقل الخسائر خوفًا من الضغط عليهم من القوات السورية وتم تركيب الكبارى وساعد فى ذلك قلة القوات الإسرائيلية أمام القناة سواء قوات جوية أو قوات برية لتحويل المجهود الرئيسى للقوات الإسرائيلية أمام سوريا مع العلم أن من مبادئ الحرب فى إسرائيل هى تحرص على المبادأة وعلى المفاجأة وعلى السيطرة الجوية وكذلك خفة الحركة ولكن كان بفضل الله تعالى أن تكون المفاجأة لنا مما أذهل القوات الإسرائيلية.. وارتبكت.. واضطرت إلى اتخاذ قرار مواجهة القوات السورية كمجهود رئيسي ثم مقابلة القوات المصرية فى صحراء سيناء مما ساعد على العبور بأقل الخسائر.
واستكمل اللواء سامح العشري حديثه: «توجهت بعربة جيب وعدت إلى طريق القنطرة شرق وبعد كوبرى الفردان دخلت على مدق متجه إلى وادى النخيل إلا أنني فوجئت بوجود 4 دبابات «باتون» مُتمركزة فى المنطقة شمال طريق الفردان والمواسير فى اتجاه القناة وتأكدت أن الدبابات هى باتون إسرائيلية فرجعت على الفور سريعًا إلى قيادة الفرقة وأبلغت العقيد خيرت عثمان عتيق عن هذه الدبابات وأماكنهم وتم إبلاغ قائد الفرقة بمعرفة رئيس الاستطلاع.
وتابع: «على الفور قام واستدعى العقيد «جورج» قائد اللواء 23 مدرع فورًا وجميع قطع السلاح المضادة للدبابات وبدأت معارك دبابات على المحور الأوسط مع هذه الدبابات التى كانت تمثل مفرزة مجموعة عمليات عساف باجورى واستمرت المعركة تقريبًا 4 أيام متتالية وتم أسر «عساف باجوري» قائد مجموعة العمليات الإسرائيلية وعدد كبير من الجنود بمعرفة اللواء 117 مشاة ميكانيكي بقيادة العقيد «الحديدي» الذى أصيب وتولى القيادة بعده العقيد «صفى الدين أبو شناف»، وقمت باستجواب «عساف ياجورى» الاستجواب المبدئى فى أرض الميدان وأمام العميد «حسن أبو سعدة».