المصريون بالخارج لـ«صدى البلد»:
وجود وزارة لرعاية شؤون المصريين بالخارج فى هذا التوقيت فى غاية الأهمية
يجب استحداث آليات لتعريف المصريين بالخارج بفرص الاستثمار فى وطنهم
"ضم التأمينات" أهم مشكلات المصريين بالخارج
يجب الاهتمام بالجيل الثانى والثالث من أبناء الجاليات وبث الروح الوطنية بهم والاستفادة من خبراتهم
فى ظل التغيرات التى طرأت على مصر خلال السنوات القليلة الماضية، ظهرت العديد من الشخصيات المصرية المرموقة فى الخارج، متطوعة للمساهمة فى بناء الوطن، بعد ثورتين وموجة من الاضطرابات السياسية والأمنية، مما حدا باتخاذ قرار إنشاء وزارة مخصصة للهجرة ورعاية شؤون المصريين بالخارج للنظر فى مطالبهم، ومساعدتهم على التواصل مع الجهات المختصة فى وطنهم الأم.
وفى هذا الإطار، تحدث «صدى البلد» مع عدد من رؤساء الجمعيات المصرية بالخارج للوقوف على احتياجاتهم ومتطلباتهم، وكيفية استيعاب طاقاتهم ومساهماتهم بالداخل.
فى البداية أشاد د.ماجد رياض، ورئيس هيئة المجتمع المصرى بأمريكا، باستحداث وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج بعد فصلها عن وزارة القوى العاملة، مشيراً إلى أن وجودها فى هذا التوقيت فى غاية الأهمية.
وأوضح رياض، فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن هناك حالة من الضعف الشديد فى التواصل بين المصريين بالخارج ووطنهم الأم مصر، مما يضع مهمة ثقيلة على عاتق الوزارة.
وأشار رياض، إلى أن هناك عددا من المصاعب التى تواجه المصريين فى الخارج، ومنها استخراج الرقم القومى على سبيل المثال لافتا إلى أهمية تعريف المصريين بفرص الاستثمار الموجودة فى مصر من خلال استحداث آليات فعالة مثل انشاء موقع إلكترونى للمشاركة فى المشروعات التنموية المختلفة، حيث يرغب الكثيرون فى ذلك إلا أنهم يفتقدون الآلية لتحقيق ذلك على أرض الواقع.
وفى سياق آخر، وصف رياض الترحيب الذى قوبل به الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى خلال زيارته للولايات المتحدة لإلقاء كلمة خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنه كان الأكبر لأى رئيس على مستوى الحدث، حيث تجمع الآلاف لتحيته بمقر الأمم المتحدة فى نيويورك.
ومن جانبه، قال د. عاطف متولى، رئيس نقابة العمال فى إيطاليا عن الحزب اليمينى، إن مشكلة ضم التأمينات الخاصة بالعمال المصريين فى الخارج من أهم المشاكل التى تواجههم.
وأوضح متولى، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، أن العديد من المصريين لا يستفيدون من التأمينات التى تخصهم فى الدولة الأجنبية المقيمين فيها حال عودتهم إلى مصر، مشيراً إلى أنه يجب وجود آلية ما للتعاون مع حكومات هذه الدول فى شكل اتفاقية لحل هذه المشكلة.
وأشار متولى، إلى أن من ضمن الصعوبات الأخرى التى تواجه المصريين بالخارج عدم وجود بنوك مصرية فى الدول الأجنبية، مما يخلق صعوبات مالية بالنسبة لهم من حيث التحويلات وما شابه.
وفى السياق ذاته قال مختار العشرى، رئيس النادى المصرى بباريس، إن المشكلة الأساسية التى تواجه المصريين بالخارج تكمن فى غياب جهة واضحة مسئولة عن مخاطبتهم والتواصل معهم -قبل استحداثها فى التشكيل الوزارى الجديد- حيث إن يحدث نوعا من التوزيع فى الجهة المفترض مخاطبتها، واستبيان المعضلات التى تواجه المصريين بالخارج لحلها.
وأشار العشرى فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن هناك عددا من المتطلبات التى يحتاج المصريين فى الخارج تفعيلها، أولها إنشاء جهات موحدة، أو تكوين "لوبيهات" فعالة، حتى يكون هناك إمكانية للتواصل معهم، وسماع صوتهم وإشراك الجميع فى الحوار.
كما أوضح العشرى، أن هناك العديد من المصريين الراغبين فى تقديم الخدمات لبلدهم، خاصة المتميزيين فى مجالات العلوم والتكنولوجيا، إلا أنهم يصطدمون بعقبة التشتت فى مخاطبة الجهات المنوطة.
ومن جانب آخر، شدد العشرى على أهمية اهتمام الجهات المختصة بالجيل الثانى والجيل الثالث من المهاجرين المصريين والمقيمين بالخارج، حيث كانت وزارة الشاب تقوم بعمل رحلات تثقيفية لشباب المصريين بالمحافظات المختلفة لتعريفهم ببلدهم، إلا أنها توقفت ثم عادت فى الفترة الأخيرة.
وأكد أن الاهتمام بأبناء الجاليات المصرية فى الخارج، ينمى الروح الوطنية فى نفوسهم، ويعودوا ليتحدثوا عن الصورة الحقيقية لمصر، فيكونوا مرآة لمصر الحقيقية أمام العالم، كما تنتفع مصر بعلمهم وخبراتهم بعد ذلك.
أما عن المشكلات الثقافية والاقتصادية التى تواجه المصريين بالخارج، أوضح العشرى أن هناك بعض المعوقات التى تواجه الطلبة المصريين فى مراحل التعليم، مثل عدم وجود مدارس مصرية فى الدول الأجنبية، وأشار إلى أنه أن كان هناك تعون من القنصليات المصرية لتعليم اللغة العربية للطلبة المصريين بالخارج فى المراحل المختلفة إلا أن هذا النظام تم إلغاؤه.
وعن رغبة رجال الأعمال المصريين فى الخارج للاستثمار فى مصر، يقول العشرى إن هناك بالفعل محاولات من جانب المستثمرين لإنشاء المشاريع فى مصر، إلا أنه لايزال هناك نوع من التذبذب فى الإدارة للحصول على الموافقة، حتى فى ظل الشفافية التى أصبحت موجودة بعد تشكيل الحكومة الجديدة.