بعث الله سبحانه وتعالى أنبياءه، وكان الناس حيال دعوتهم ما بين مؤمن وكافر، فالذين آمنوا برسل الله ونصروهم تميزوا بذلك وخلّدت أسماؤهم في التاريخ.
كان الحواريون نخبة ظهرت من بين هؤلاء المؤمنين، تميزت بأنها كانت من المقربين إلى الأنبياء، فكانت تلازمهم تسمع منهم الأحاديث وتأخذ عنهم العلم، وحين الملمات والشدائد كانت تلك الزمرة المؤمنة تدافع عن نبيها وتذود عنه بالغالي والنفيس.
وسمي هؤلاء النفر بالحواريون، وكان الزبير بن العوام رضي الله عنه من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين تميزوا بنصرة النبي الكريم، وقد قال النبي الكريم أن لكل نبي حواري وإن حواري هو الزبير بن العوام.
فالحواريون هم صفوة الأنبياء الذين قد خلصوا لهم، ولهذا سمي أصحاب عيسى ابن مريم عليه السلام، حواريين لأنهم كانوا أنصاره من دون الناس، ثم قيل لناصر نبيه حواري إذا بالغ في نصرته تشبيهاً بأولئك.
وثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من نبي بعثه الله في أمته قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.
قال الله تعالى:« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ» [الصف:14].